المنطاد هو عبارة عن وسيلة بسيطة من وسائل الطيران التي تتم اعتماداً على بالون ضخم ، يتكون من أنواع معينة من الأقمشة المعبئة بالغازات التي تقل كثافتها عن كثافة الهواء ، مما يجعلها قادرة على التحليق لمسافة عالية كما تكون هناك سلة كبيرة متصلة بها بواسطة حبال .
استخدام المناطيد قديماً و حديثاً :
يرجع تاريخ اختراع أول منطاد إلى القرن الثامن عشر حيث بدأت باختراع المناطيد التي تستخدم الهواء الساخن ثم مناطيد الهيدروجين ، و قد أدى ذلك إلى اختراع المناطيد التي يمكن التحكم فيها بسهولة لذلك تم استخدامها للنقل الجوي و أصبحت منافسة للطائرات .
عام 1937م شهدت ألمانيا حادثة تحطم منطادها هيندنبورغ أثناء هبوطه في مطار ليكهرست الذي يقع في نيو جيرسي ، و كان السبب في ذلك هو اشتعال الهيدروجين الموجود داخل المنطاد ، و قد نتج عن هذه الحادثة العديد من الوفيات مما أدى إلى توقف استخدام المناطيد للسفر .
عاد التحليق بالمناطيد في بداية القرن الواحد و العشرين و كان بمثابة نشاط ترفيهي ، حيث يعمل الناس على استخدامه كنوع من أنواع الرياضات المسلية ، كما تم الاستعانة به في بعض الأنشطة العلمية الخاصة بالرصد الجوي ، و يتم الآن الكثير من المحاولات لتطوير المناطيد .
المحاولات الأولى لاختراع المنطاد :
– التجربة الأولى :
قام الراهب البرازيلي بارتولوميو بإجراء التجربة الأولى لإرتفاع منطاد هواء ساخن ، و قد استطاع هذا المنطاد أن يصل إلى ارتفاع أربعة أمتار في الهواء ، و قد تمت هذه التجربة أمام ملك البرتغال جون الخامس و كان ذلك في عام 1709م .
– التجربة الثانية :
أما التجربة الثانية تمت في عام 1782م على يد الأخوان مونتقولفيي اللذان قاما باستخدام بالون مصنوع من الورق و يوجد به هواء ساخن ، و قد نجح هذا البالون في الوصول لإرتفاع 300 متر عندما حلق بالقرب من ليون في فرنسا بعد عام من اختراعه .
تم تقديم عرض علني باستخدام هذا المنطاد و الذي استطاع فيه أن يصل إلى ارتفاع 1800 متر ، ثم استطاعوا بعض ذلك تطوير منطاد آخر يصل عرضه إلى 13 متر ، ثم وضعوا بداخله ديك و بطة و خروف و جعلوه يحلق لارتفاع 500 متر و كانت هذه بداية استخدام المناطيد المأهولة .
– التجربة الثالثة :
بعد أن تم استخدام المناطيد التي تعتمد على الهواء الساخن و حققت هذه النجاحات ، تم التوصل إلى المناطيد التي تستخدم الهيدروجين و كان ذلك في عام 1783م حيث استطاع الفيزيائي جاك شارلز بالتعاون مع الأخوان روبارت باختراع أول منطاد يعتمد على الهيدروجين ، و قد تمكن من التحليق في سماء باريس و قطع مسافة 25 كم .
تطور اختراع المناطيد :
كانت المناطيد التي تستخدم الهواء الساخن تتمتع بقدرة قليلة على المناورة ، مما دفع بعض المخترعين إلى إضافة أدوات للتحكم تجعل المنطاد سهل الاستخدام ، و بالفعل كانت أولى تلك المحاولات ترجع إلى المهندس هانري جيفارد عام 1852م حيث قام باستخدام آلة للبخار مزودة بمروحة تعمل على توجيه المنطاد إلى أنها لم تكن فعالة بشكل جيد .
عام 1884م تم استخدام محرك الكتروني يصل وزنه إلى 44 كيلو جرام من أجل التحكم في المنطاد الفرنسي ، و قد كان هذا المحرك يعمل بالبطاريات ، كما كان لهذا المحرك الفضل في فتح مجال واسع أمام تطور تقنية المناطيد ، إلا أن ذلك لم يستمر لفترة طويلة بسبب كثرة حوادث تحطم المناطيد التي نتج عنها البعد عن استخدامها في مجال الطيران التجاري .
عام 1931م استطاع كل من اجوست بيكارد و بول كيبفال أن يقوما بتحطيم الرقم القياسي من خلال صعود المنطاد الخاص بهما لمسافة 16 ألف متر من خلال استخدام قمرة محصنة ، و قد كان الغرض من هذا الأمر هو عمل دراسة للأشعة الكونية ، و في عام 1978م تم تسجيل أولى محاولة لعبور المحيط الهادي باستخدام منطاد الغاز الغير مزود بأدوات تحكم .