انطلق الرحالة السعودي دخيل الله المطرفي الشغوف بعلم الفلك، والنجوم والطقس في رحلة تاريخية نحو القطب المتجمد الشمالي(ثاني أبرد منطقة على وجه الأرض) لاستكشاف بعض الظواهر الجغرافية والفلكية وتوثيقها، حيث تستمر الرحلة نحو ستة أيام بدأت مِن الجمعة 25ديسمبر وتنتهي في 31ديسمبر مِن الشهر الجاري مِن هذا العام 2015م.
بداية الرحلة
انطلقت الرحلة مِن مدينة الرياض مروراً بالعاصمة الفرنسية باريس، ومِنها للعاصمة النرويجية أوسلو، ثم ينطلق نحو أقصى الشمال إلى مدينة “ترومسو” التي تقع في محيط ودائرة القطب الشمالي، ومِنها تنطلق الرحلة عبر الثلوج.
فكرة الرحلة، والهدف مِنها
راودت فكرة الرحلة هذه المطرفي مُنذ أكثر مِن عامين، وبعد تفكير قرر الانطلاق في تِلك الرحلة الطويلة والشاقة التي تهدف إلى الوصول إلى أبعد نقطة في القطب المتجمد الشمالي”الوصول إلى مواقع جغرافية محايدة مكانياً” فحينما يتعامد الشمس على مدار الجدي يكون الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وبالتالي الليل يكون أطول مِن النهار الذي لا يتجاوز ساعة فقط، و هذا وقت مستهدف لأن الرحالة يبحث عن طول الليل، الذي بدوره يسهل رؤية، ومشاهدة، وتصوير ظاهرة فلكية إلهية رائعة الجمال وهي الشفق القطبي، وتوثيق ذلك، وهذا هو الهدف الأساسي مِن الرحلة. بالإضافة لبعض الأنشطة القطبية كـ رحلة زلاجات كلاب الهسكي، وحيوانات الرنة، وزيارة قبائل الشعب السامي وذلك في سبيل التعرف على ثقافتهم، وخيامهم، وحياتهم، هذا بالإضافة لزيارة الفندق الثلجي، وركوب إحدى السفن لمشاهدة الحيتان، كذلك ركوب طائرة صغيرة لاستكشاف المنطقة مِن فوق، بجانب عدة أنشطة أخرى.
ما هو الشفق القطبي؟
يُعرف أيضاً باسم الفجر القطبي والأضواء القطبية وهو عبارة عن ظاهرة طبيعية جمالية تظهر في السماء، لوحة وعروض خلابة تتكون بمزيج مِن الألوان الرائعة الجمال على صفحة السماء، وهي تُعتبر مِن أجمل الظواهر الفلكية. في اتجاهي القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية. وسمي بالشفق لأنه يظهر بُعيد غروب الشمس أو قُبيل طلوعها ويكون على شكل أقواس أو تجعدات أو اشعات براقة وفائقة الجمال. وتستمر هذه الظاهر لحظات أو ساعات ومن النادر أن يتشابه شفقان في زمانين أو مكانين مختلفين.الاستعداد للرحلة
استعد الرحالة المطرفي لهذه الرحلة بجمع قدر كبير مِن المعلومات عن ما هو طامح إلى أن يحققه مِن خلف تِلك الرحلة، والمناطق التي سيقوم بالمرور عليها، ومعرفة أي نوع مِن السكن الذي سيسكن بِه حيث ستكون الأكواخ هي المأوى حيث قام الرحالة باستئجار وتأمين أكواخ مجهزة بالكامل للسكنة. كما ينوي أن يقوم بعملية التصوير الجوي لهذه الرحلة، ومن ثم في آخرها يقوم برفع علم المملكة بعد أن يصل للهدف الذي حدده لنفسه والطامح لتحقيقه مِن خلال تِلك الرحلة. وسيقوم بتوثيق كُل تفاصيل الرحلة عبر حسابه في “سناب شات”.
مشرف الرحلة
يتواصل دخيل الله المطرفي مع خبير الفلك والطقس المعروف د.عبدالله المسند، وذلك بحكم تخصصه في الجغرافيا الطبيعية، ولأنه سبق وأن زار تِلك المناطق في العام الماضي، لمنحة بعض الإرشادات، والتحذيرات، والإستفادة مِن علمه بشكل عام في هذا المجال.
عبدالله المسند هو أستاذ مشارك بقسم الجغرافية بجامعة القصيم في المملكة، متخصص في الجغرافية المناخية، وله إهتمامته العلمية بالتغير المناخي، والدراسات الفلكية والبيئية، بالإضافة للموارد المائية. حاصل على الدكتوراه في التغير المناخي مِن جامعة East Anglia في بريطانيا.
القطب الشمالي
القطب الشمالي هو أعلى نقطة في الكرة الأرضية عبارة عن محيط متجمد مُحاط بالأراضي تشرق الشمس بِه وتغرب مرة واحدة في السنة، وهو ليس كالقطب الجنوبي الذي يُعد لوحده قارة مُستقلة بجبالها وبحيراتها والذي يحتوي على 90% مِن ثلوج العالم.
يخضع سياسياً القطب الشمالي إلى عدد مِن الدول لا تملكه دولة بعينها وهي: كندا، وأمريكا، وروسيا والسويد، وفنلندا، والسويد، والدنمارك، وآيسلندا والنرويج، وهو بخلاف القطب الجنوبي الذي لا تملكه أي دولة على الإطلاق، ولا أي شخص. كما يوجد بهذا القطب(الشمالي) ربع احتياطي العالم مِن البترول غير المستعمل، الدببة مِن سكان هذا القطب، والبطاريق مِن سكان القطب الجنوبي.
تصل درجة الحرارة فيه نحو 34 درجة مئوية تحت الصفر في الشتاء وهو أكثر رحمة مِن درجة الحرارة في القطب الجنوبي التي تصل في متوسطها نحو 49 درجة مئوية تحت الصفر.