اعتقلت السلطات السعودية ” سمر بدوي ” ، في الساعة السابعة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 12/1/2016 ، حيث وجهت لها تهم عديدة ، ستنقل على إثرها إلى سجن ذهبان في جدة . وقد أثار خبر اعتقالها جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي ، ما بين معارض ومؤيد لاعتقالها .. فمن هي سمر بدوي ؟ وماهي قصة اعتقالها والأسباب التي أدت إلى ذلك .. ستجدون التفاصيل في مقالنا أدناه .

أسباب الاعتقال :
وفقا لما ذكره رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ” علي الدبيسي ” في لقاء صحفي له ، بأن التهم التي وجهت إلى سمر بدوي هي تأليب الراي العام ضد الدولة ، وإدارة حساب زوجها السجين وليد أبو الخير في موقع تويتر بالإضافة على بعض التغريدات على حسابها التي نشرت من خلالها صورا للمعارض فوزان الحربي ، وقد تم نقلها إلى سجن ذهبان بالقسم الجنائي في جدة وهو نفس السجن المتواجد به زوجها وليد وشقيقها رائف .

مواقع التواصل :
منذ أن أعلنت زوجة رائف بدوي عن اعتقال سمر بدوي في تغريدة لها على تويتر ، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص موقع تويتر ، وانطلق هاشتاق بعنوان ” #اعتقال_سمر_بدوي ” حيث تصدر قوائم الوسوم الأعلى تداولا لساعات طويلة ، وقد تباينت ردود الأفعال لنشطاء تويتر ما بين معارض لنبأ الاعتقال وما بين مؤيد له .

من هي سمر بدوي :
سمر محمد بدوي ، ناشطة سعودية معارضة تعمل في مجال حقوق المرأة ، وهي زوجة المعارض وليد أبو الخير وشقيقة السجين المعارض ” رائف بدوي ” الذي أثار جدلا واسعا حول تصريحاته المسيئة للإسلام والتي سجن وجلد على إثرها وآرائه السياسية المعارضة لنظام الحكم في المملكة العربية السعودية  .

قضيتها مع والدها :
تعرضت سمر بدوي للعنف الجسدي من قبل والدها وتعرضت لشتى أنواع التعذيب على يده ، فلم تكن حياتها الأسرية كانت متفككة للغاية ، ووالدها يتعاطى المخدرات منذ سنوات وتزوج 14 امرأة ، وليس لديه وظيفة بسبب إهداره للمال لأجل الحصول على المخدرات ، وهذا ما جعلها تلجأ للهرب للحصول على الأمان والحماية من والدها ، فذهبت للعيش في دار الحماية بجدة وهو ملجأ خاص للنساء المعنفات .

قصة هروبها لم تعجب والدها ، حيث قام برفع قضية عقوق ضدها إلا أن النيابة العامة ومكتب التحقيقات السعودي أسقط التهمة عنها ، فعاد ورفع عليها قضية أخرى في عام 2009 ولكنها لم تحضر إلى الجلسات ، فصدرت مذكرة اعتقال في حقها ، ، وبعد ذلك انتقلت إلى العيش في منزل شقيقها .

وعندما قررت سمر أن تتزوج رفض والدها ذلك ، فاضطرت إلى رفع قضية عضل مطالبة رفع الوصاية عليها من قبل والدها باعتباره ولي أمرها ، وفي عام 2010 ، تم اعتقالها في قضية العقوق واحتجزت في سجن بريمان بجدة ، ووجه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة بتشكيل لجنة خاصة لتسوية الخلاف بينها وبين والدها وأخذ تعهد من الوالد بعدم تعنيفها والسماح لها بالزواج وعدم رفع قضايا على ابنته بدون إثباتات . ومن جهة أخرى صدر حكم ضد الوالد في قضية العضل ولكنه قدم استئناف ، وقيت القضيتين مفتوحتين ، وأصدر الأمير خالد الفيصل تعليماته بإطلاق سراح سمر ونقل وصاية والدها عليها إلى عمها .

قضيتها مع وزارة الشئون البلدية :
رفعت سمر بدوي قضية ضد وزارة الشئون البلدية والقروية السعودية معترضة على رفض تسجيها كناخبة في الانتخابات البلدية التي أقيمت في عام 2011 ، وقد صرحت حينها بأنه لا يوجد نص قانوني يمنع مشاركة النساء في التصويت أو الترشح للانتخابات ، واعتبر ديوان المظالم بأن هذه الدعوة سابقة لأوانها .

والجدير بالذكر أن سمر بدوي حصلت على جائزة عالمية كأشجع نساء العالم من قبل وزارة وزارة الخارجية الأمريكية وذلك عن جرأتها في رفع قضية العضل وحق المرأة في التصويت للانتخابات .

قضيتها مع الإدارة العامة للمرور :
شاركت سمر بدوي في حملة قيادة المرأة للسيارة التي انطلقت في عام 2011 وقامت بالفعل تحدت القوانين بقيادة السيارة في جدة ليومين أو ثلاثة ، كما رفعت قضية على الإدارة العامة للمرور لرفضها استخراج رخصة قيادة لها .