هو أبو القاسم عمار بن علي الموصلي من مواليد مدينة الموصل و لعل هذا هو السبب الرئيسي وراء أطلاق أسم الموصلي عليه نسبة إلى مدينة الموصل ،هو طبيب و رائد في طب العيون و قد ظل علمه يدرس في الجامعات لفترات طويلة فقد صارت مجهوداته وخبراته منهجا يدرس للطلاب طب العيون نظرا لما أضافه في عالم الطب ، فقد تتلمذ على أيدي أكبر المفكرين و المعلمين بمدينة الموصل و قد ذاع صيته و ظهرت براعته في طب العيون على وجه الخصوص ، فقد كان عمار الموصلي من أشهر أطباء العيون أو الكحاله كما يطلق عليها في ذلك الوقت ، و الجدير بالذكر أنه كان يشترط لمن يريد أن يصبح طبيبا في العيون أن يكون على دراية تامة بكيفية تشريح العيون و أن يكون مدركا بكافة الأمراض التي قد تصيب العيون و كيفية العلاج منها و وصف الدواء المناسب لذلك ، وقد عرف عمار الموصلي و ذاع صيته في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (996-1020ميلاديا ) فقد كان من أشهرأطباء العيون و أكثرهم ابتكارا ، حتى قال عنه ابن أبي أصيبعة : ” كان كحَّالاً مشهورًا، ومعالجًا مذكورًا، له خبرة بمداواة أمراض العين ” .
أهم إنجازات عمار الموصلي في مجال طب العيون :
- اعتماد عمار الموصلي على التجارِب المختبرية في علاج المرضى مما أدى إلى قدرته على تطوير طب العيون فأصبح فرعا مستقلاًّ بذاته، و أصبحت مجهوداته منهجا يدرس في مجال طب العيون .
- كتاب (المنتخب في علم العين وعللها ومداواتها بالأدوية والحديد) : و قد قام بتأليف هذا الكتاب بناءا على طلب الحاكم بأمر الله منه الذي أصبح فيما بعد مرجعا لا يمكن للدراسين في مجال طب العيون الأستغناء عنه ، و الجدير بالذكر أن هذا الكتاب يتكون من واحد وعشرين فصلا في تشريح العين ، و قد وضح عمار الموصلي في هذا الكتاب واحد وخمسين صنف من أمراض العيون وكيفية علاجها سواء بالطرق الطبية أوالجراحية .
ترجمة كتاب (المنتخب في علم العين) : و نظرا لأن كتاب (المنتخب في علم العين) يمثل خدمة عظيمة و كنزا و ثورة لكل الدارسين في طب العيون ؛ فقد قام النابغ ( داود هيرمانوس ) بترجمة الكتاب من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية حتى يتم الأستفادة منه بشكل أكبر و يعتبر هذا الكتاب يتم تدريسه لطلاب الجامعات في أوربا حتى القرن الثامن عشر .
ممارسة مهنة طب العيون : و قد أستطاع عمار الموصلي التنقل بين مختلف الدول العربية والإسلامية ليس فقط من أجل نشرعلمه و طلبا في نيل الشهرة في مجال طب العيون ؛ و أنما أيضا من أجل ممارسة مهنة طب العيون ، فقد أستطاع أن يمارس تلك المهنة الأحب إلى قلبه في كل من الموصل – خراسان – وسوريا – فلسطين – مكة المكرمة – المدينة المنورة – مصر ، و قد أقام بمصر فترة من الزمن أستطاع فيها الأحتكاك بالأطباء المصريين وتأليف كتاب (المنتخب في علم العين) بناءا على طلب الحاكم بأمر الله.
اختراع المقدح المجوَّف : من أهم ما ينسب إلى عمار الموصلي هو اختراع المقدح المجوَّف ، فعلى الرغم أن الطبيب اليوناني أنطليوس قد قام بممارسة استعمال هذا النوع من المقداح ، لكنه في حقيقة الأمر قد أستعمل مقداح مصنوعا من الزجاج ، لكن كان مقداح عمار الموصلي مختلفا كثيرا حيث كان مصنوعا من المعدن ، و هذا هو ما يميزه عن غيره لأنه لا يحتمل كسره .