يُعد فضل المعلم على الناس كفضل الرسل على الأمم التي أرسلوا إليها، فالمعلم هو من ينير الطريق للأجيال الصاعدة، ويقودهم إلى العلم والمعرفة ليصبحوا قادرين على مواجهة تحديات العصر، وقادرين على التغلب على كل من يعترض طريقهم نحو العلم، فله دورًا كبيرًا في التغلب على الأفكار الشاذة ومحاربة الجهل وما يمكن أن ينتج عنه من ضياع الأمة وتخلفها ومحاربة الجهل، بالإضافة إلى المساعدة في مختلف النواحي الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
قصيدة عن المعلم
لا يقتصر دور المعلم على إيصال المعلومات إلى الطلاب بأسلوب واضح، بل يستطيعون من خلاله فهم المعلومات وتطبيقها في الواقع العملي، ويتعدى المعلم ذلك الدور التربوي إلى غرس الأخلاق الحميدة في الطلاب، فيربط الجانب التعليمي والأخلاقي، ليكون الجيل الصاعد متعلمًا وخلوقًا.
والآن نقدم لكم شعر عن المعلم يوضح فضله ودور في بناء الأجيال وتقديم خدمات جليلة للمجتمع.
يَا حَافِظَ الشِّعْرِ النَّدِيِّ الْبَاقِي
خَلَّدْتَهُ يَنْسَابُ فِي الْآفَاقِ
مِنْ جَيِّدِ الْأَشْعَارِ كَمْ أَنْشَدْتَنَا
وَجَمِيعُ شِعْرِكَ جَيِّدُ الْأَفْلَاقِ
أَنْشَدْتَ مِنْهُ مُعَلِّمًا وَمُحَرِّكًا
هِمَمَ الرِّجَالِ بِدَافِعِ التَّوَّاقِ
وَأَزَحْتَ مِنْ قَافِيكَ لَيْلَ جَهَالَةٍ
إِذْ قُلْتَ فِي التَّعْلِيمِ وَالْأَخْلَاقِ
(الْأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا
أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الْأَعْرَاقِ)
لَوْلَا ذَكَرْتَ إِشَادَةً عَنْ فَضْلِ مَنْ
يَبْنِي الْمَدَارِسِ سَاهِرَ الْأَحْدَاقِ
ذَاكَ الْمُعَلِّمُ عَيْنُهُ بَرَّاقَةٌ
فِي صَفْحَةِ التَّحْضِيرِ وَالْأَوْرَاقِ
يَقْضِي اللَّيَالِي بَرْدَهَا وَلَهِيبَهَا
بَحْثًا عَنْ الْفَضْلِ الْعَمِيمِ الْبَاقِي
وَيَرَى طَوَالَ نَهَارِهِ مُتَحَرِّفًا
لِقِتَالِ جَيْشِ الْجَهْلِ وَالْأَعْوَاقِ
تَلْقَاهُ لَوْ عَبَّرْتَ عَنْهُ مَشَاعِرًا
يَشْكُو مِنَ الْإِرْهَاقِ وَالْإِمْلَاقِ
نَبْنِي الْمَدَارِسَ وَالْبِنَاءُ أَسَاسُهُ
فَضْلُ الْمُعَلِّمِ مَنْ لَهُ بِفَوَاقِ
إِنِّي أَرَى فِي صَفِّنَا جَمْعًا لَهُمْ
فِيمَا أَرَادُوا صِبْغَةٌ بِنِفَاقِ
نَقَصُوا الْمُعَلِّمَ حَقَّهُ بَلْ فَضْلَهُ
وَهُمُ أَيَادِيِه مِنَ الْأَعْمَاقِ
وَمِنَ الْبَلِيَّةِ هَضْمُ شَهْمٍ نَابِهٍ
عَلَمٍ مِنَ الْأَعْلَامِ وَالْحُذَّاقِ
وَنَرَاهُ دُونَ الْعَامِلِينَ مَكَانَةً
وَهُوَ الَّذِي يَسْمُو عَنِ الْإِخْفَاقِ
يَا صَانِعَ الْأَجْيَالِ رُبَّ مُنَاوِئٍ
لَكَ، وَالزَّمَانُ مَعَالِمُ السُّبَّاقِ
أَنْتَ الَّذِي صَيَّرْتَ كُلَّ مُنَاوِئٍ
لَكَ بِالْعُلُومِ مَغَبَّةَ الْإِنْفَاقِ
أَنْفَقْتَ كُلَّ قُوَاكَ حَتَّى زُيِّنَتْ
مِنْكَ الْعُقُولُ بِصَفْحَةِ الْإِشْرَاقِ
كَالشَّمْعِ يَحْرِقُ نَفْسَهُ لِيُضِيءَ لِلنْ
نَاسِ الطَّرِيقَ نَتِيجَةَ الْإِحْرَاقِ
هَلَّا رَدَدْنَا لِلْمُعَلِّمِ فَضْلَهُ
شَيْئًا مِنَ التَّقْدِيرِ وَالْإِغْدَاقِ
قصيدة العلم نور
وَفـي الـعِـلــمِ لَـنــا نُــورٌ نَـسِـيـرُ بـهِ فــي دُنـيَـانــا
تَـقُــومُ بــهِ حَـوائـجُـنــا تُـحَــلُّ بــهِ قـضَـايَــانــا
تُـضِــيءُ بــهِ بَـصَـائـرُنَــا تُـصَــاغُ بــهِ وَصَـايَــانــا
نُـــلَـــقِّـــنـــهُ لأَولادٍ فَـتَــيــاتٍ وَفِـتــيَــانــا
وَنَقْـطِـفُ مِـن ثِـمـارِ الـفِـكْـ ـرِ أشــكــالاً وَألــوَانـــا
فَـنَـأخُــذُ مِـنــهُ أَشـيــاءً وَنَـرفُـضُ أُخــرَى أَحْـيَـانــا
فَـبـالـفِـكْــرِ وَبـالـعِـلــمِ يَـصِـيـرُ الـمَـرءُ سُـلـطَـانـا
وَيَـعْـبُــدُ رَبَّـــهُ حَــقًّــا وَيَـلـقَــى مِـنــهُ رِضـوَانــا
بـهِ أَضْـحَــى ابْــنُ عَـبَّــاسٍ يَـفُـوقُ الـقَــومَ تِـبـيَـانــا
أَلاَ بِـالـعِـلــمِ نَـنْـتَـصِــرُ وَنَـأخُــذُ مِـنــهُ بُـرهَـانــا
وَمَـن لِـلـعِـلـمِ قَــدْ عَــادَى فَـلَـيْـسَ يُـعَــدُّ إِنْـسَـانــا
فَـيُـمْـدَحُ فـيــهِ أَتْـقَـانَــا وَيُـقــدَحُ فـيــهِ أَشْـقَـانــا
نَـشِـيْـدُ بــهِ حَـضـارَتَـنــا وَنُـطْـعِـمُ مِـنـهُ جَـوْعَـانــا
تُـنَـادِي بــهِ شَـرِيْـعَـتُـنــا وَتَـجْـعَـلُ مِـنــهُ فُـرقَـانــا
بــهِ نــادَتْ مَـصَــادِرُهــا أَحــادِيــثــاً وقُــرآنـــا
وَأَهــلُ الـحَــلِّ وَالـعَـقْــدِ أَحَـالُـوا الـعِـلــمَ دِيـوَانــا
قصيدة فضل المعلم
نُورُ النُّبُوَّةِ طَافَ الكَوْنَ يُحْيِيهِ مِنْ مَوْتِهِ وَسَعَى لِلعَقْلِ يُنْجِيهِ
مِنْ سَطْوَةِ الجَهْلِ أَوْ قَيْدٍ يُكَبِّلُهُ أَوْ زَيْغَةٍ مِنْ ضَلالِ الفِكْرِ تُرْدِيهِ
فَقَامَ يَهْفُو إِلَى الأَنْوَارِ مُرْتَقِبٌ عَسَاهُ يَحْظَى بِوَصْلٍ مِنْ تَدَانِيهِ
عَسَاهُ أَنْ يَحْمِلَ الأَنْوَارَ مُحْتَسِبًا أَجْرًا عَظِيمًا لَدَى الرَّحْمَنِ يَجْزِيهِ
وَمَبْلَغُ العِلْمِ فِيهِ أَنَّهُ رَجُلٌ حَمْلَ الأَمَانَةَ لا أَعْذَارَ تَثْنِيهِ
هُوَ المُعَلِّمُ مَوْصُولٌ لَهُ نَسَبٌ إِلَى النُّبُوَّةِ ذَاكَ الفَضْلُ يَكْفِيهِ
فعَلَى يَدَيْهِ يَصِيرُ الحَقُّ مُنْبَلِجًا وعَلَى خُطَاهُ يَسُوقُ الرَّكْبَ حَادِيهِ
هُوَ المُعَلِّمُ لَيْتَ النَّاسَ تَغْبِطُهُ بِالعِلْمِ يَمْضِي وَصَوْتُ الحَقِّ دَاعِيهِ
مِنْ أَحْرُفِ العِلْمِ جَاءَ الِاسْمُ مُشْتَمِلاً عَلَى المَكَارِمِ وَالأَخْلاقُ تُعْلِيهِ
قُمْ لِلمُعَلِّمِ تَبْجِيلاً وَتَعْظِيمًا فَهْوَ المُؤَهَّلُ لِلْمَعْرُوفِ يُسْدِيهِ
كَمْ سَالَ نَهْرًا بِمَاءِ العِلْمِ يُرْسِلُهُ إِلَى القِفَارِ بِلا مَنٍّ وَلا تِيهِ
حَتَّى نَمَتْ فِي رُبَاهُ كُلُّ بَاسِقَةٍ وَأَيْنَعَ الزَّهْرُ فِي أَنْحَاءِ وَادِيهِ
وَعَلَّمَ الطَّيْرَ أَلْحَانًا يُرَجِّعُهَا وَنَظَّمَ الشِّعْرَ فِي أَسْمَى مَعَانِيهِ
وَأَلْبَسَ العَقْلَ مِنْ أَنْوَارِ حِكْمَتِهِ ثَوْبًا قَشِيبًا وَأَفْكَارًا تُنَاغِيهِ
وَخَاضَ حَرْبًا عَلَى الظَّلْمَاءِ يَمْحَقُهَا وَأَيْقَظَ الفَجْرَ مِنْ نَوْمٍ يُوَاتِيهِ
لَمْ يَبْغِ شُكْرًا عَلَى المَعْرُوفِ يَبْذُلُهُ لَمْ يَرْجُ إِلاَّ رِضَا الرَّحْمَنِ بَارِيهِ