انتشر مفهوم الإرهاب مؤخراً بشكل كبير جداً في العالم بأكمله ، وقد أصبح فكرة تثير قلق الشعوب وخوفهم على مستقبلهم ، خاصة و أن الجماعات الإرهابية تنتهج أسلوباً إكراهياً متطرفاً ضد المجتمعات الدولية والأفراد ، لأن لا هدف ولا دين للإرهاب ، كما أنه لا يلتزم بقانونين العامة التي تسنها الدول ، ومن ثم فإنه يخالف كل ما يحترم الإنسانية ويُكرك الإنسان .
فالإرهاب بموجب تعريف القانون هو أي عمل يُلحق الإيذاء بأفراد المجتمع ، ويسلبهم الأمن والأمان وعيش حياة مجتمعية طبيعية في بلدهم ويخلق أجواء من الخوف والتوتر والقلق، ويهدف إلى لإساءة إلى طائفة دينية معينة ، ويلحق ضرراً عاماً بحياة الأفراد و منشآتهم الحيوية . لذلك فإن القانون يعتبر أن أعمال العنف هذه بمثابة انتهاكات حربية خطيرة ، و قد فرض قوانين خاصة و مناهج مدروسة من أجل محاربة الجماعات الإرهابية في كل مكان من أجل القضاء عليهم تماماً و نهائياً .
ما هو الإرهاب
إن الإرهاب هو مصطلح يطلق على أي قول أو فعل أو عمل يقصد مرتكبه أن يبث الرعب في قلب خصمه، أو أن يستخدم معه أساليب وحشيه تجعله يتبع منهجاً من شأنه أن يخالف القوانين الدولية و الإنسانية بالغصب و الإكراه . ولا يشترط أن يكون الإرهاب فعلاً فقط ، فهو في فِكر أو عقيدة أو سلوك .
ولعل من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى نشوء وانتشار ظاهرة الإرهاب في الأوساط المجتمعية هو جهل الكثيرين من الأفراد بأخلاقيات المعارك الإسلامية ، التي كانت تقام على أُسس إنسانية سامية ، فقد أكد نبينا الكريم محمد (صلّ الله عليه وسلم ) ضرورة التحلي بالأخلاق والسلوكيات التي تحكم تصرفات الفرد أثناء الحرب ، فما بالك بالعيش في زمن انتهت في الحروب والمعارك بين الدول .
أضرار الإرهاب
للإرهاب أضرار جسيمة على الأفراد والمجتمعات ، فهو قد يتسبب في ظهور ما يلي من مشكلات :
يُزهق الإرهاب أرواح البشر دون أي ذنب لهم .
يهدر الإرهاب الأموال العامة للبلاد .
يتسبب الإرهاب في إتلاف كل من الممتلكات العامة والخاصة و ذلك ما يؤثر بشكل مباشر على شكل حياة المجتمعية و الاقتصادية .
يوتر الإرهاب الحياة السياسية وشكل العلاقات الدولية .
يؤدي إلى ظهور تفرقة طائفية ، ستتسبب بدورها في تدمير المجتمع .
يؤدي إلى الانتشار الواسع للفوضى في البلاد .
يتسبب الإرهاب في نشر الخوف والقلق لدى غالبية المواطنين .
يتسبب الإرهاب في زيادة مشاعر الكراهية بين أفراد المجتمع .
يساهم في نشر الفوضى في كافة أرجاء البلاد .
يتسبب في ظهور التمرد والعصيان على الحكام .
يساهم في نشر كافة أشكال الإيذاء النفسية والجسدية وحتى الفكرية .
كيف نواجه الإرهاب
بالطبع لا يمكننا استبعاد الخيار العسكري عند التفكير في مواجهة الإرهاب ، وذلك كوسيلة ردع قوية لكل من تسول له نفسه للعبث بمقدرات الأمة ، أو تخريب ديارها ومنشئاتها وأراضيها ، أو استباحة دماء شعوب الأوطان .
من المهم أن تتحد الدول الشعوب مع بعضها البعض في مواجهة الإرهاب ، و أن يكفوا عن لصق الاتهامات لبعضهم ، أو محاولة التهرب من التدخل الفوري لحل المشكلة ، سواء كان هذا التدخل عسكرياً أو سياسياً أو تمويلياً أو مجتمعياً.
يجب أن يلعب الإعلام دوراً كبيراً في بيان خطر الجماعات الإرهابية على أفراد المجتمع ، و أن يوجه رسائل تحذير واضحة ضد الإرهاب ، و أن يشير إلى المعاني السلبية التي تعكسها هذه الأعمال المتطرفة على الدين الإسلامي و الأمة الإسلامية بشكل عام .
يعد تثقيف أفراد المجتمع وتنشئتهم على القيم الصحيحة للدين من أهم الأمور الواجب إتباعها ، فيجب مدهم بكل ما جاء في الشرعة الإسلامية و كل ما ذُكر على لسان نبينا الكريم (صلّ الله عليه وسلم ) من توجيهات وأخلاقيات تدين العنف والإرهاب .
سبل مكافحة الإرهاب
لكي تتجنب المجتمعات انتشار فكرة الإرهاب بين أبنائها ،لابد و أن تتبنى بعض الأفكار السليمة التي ستساعدها على تنشئة أبنائها بشكل سليم وبعيد كل البعد عن الأفكار المتطرفة والمروعة وذلك من خلال ما يلي :
من المهم أن تحرص المجتمعات العربية على تعميق الوازع الديني السليم لدى كافة أبنائها وذلك من خلال تدريسهم القرآن الكريم ومفاهيم السنة النبوية الشريفة ، التي تعزز النفس وتنهي المسلمين عن استخدام العنف أو طرح المشاعر الإنسانية بعيداً .
من المهم أن يحصل أفراد المجتمع على الفتاوى الدينية التي يحتاجون إليها من أهل الدين ، و ليس من أفراد يظنون أنفسهم مشرعين للدين .
يجب أن تحرص كافة المجتمعات العربية والعالمية على تنشئة الأجيال الجديدة تنشئة سليمة .
يجب أن تحرص المجتمعات أيضاً على توطيد المفاهيم الوسطية والمعتدلة .
يجب أن تهتم كل وسائل الإعلام بشر الوعي بين أفراد المجتمع .
من الضروري جداً أ تُشجع الدولة أفراد المجتمع على الحوار والتواصل ، و أن تتبنى أفكارهم الجيدة ، وأن تستغل قدراتهم الذاتية قبل أن يقعوا في فخ الجماعات الغير مشروعة .