بعد أن توفي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقع أختيار المسلمين على أبو بكر الصديق صديق رسول الله ورفيقه في رحلته في الدعوة إلى دين الله حتى يكون هو خليفة المسلمين حتى يقوم برعاية كافة الأمور الخاصة بالمسلمين، وبعد أن توفي أبو بكر الصديق وقع الاختيار على عمر بن الخطاب ومن بعده علي بن أبي طالب وغيرهم من الصحابة الأجلاء حتى يتولوا شؤون الدولة الإسلامية، حتى الوصول إلى عهد الخليفة عمر بن العزيز وقد كان لكل منهم الدور الخاص بهم في الإسلام.
معلومات عن الخليفة عمر بن عبد العزيز
وردت الكثير من المعلومات عن الخليفة عمر بن عبد العزيز والتي قد تم تقسيمها إلى مرحلة الولادة والنشأة مرورا بولايته على المسلمين لفترة وحتى موعد وفاته وهما على النحو التالي.
ولادته ونشاته
الاسم الكامل له هو عمر بن عبد العزيز بن مضروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، ومن المرجح أنه قد ولد خلال عام 61 من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أختلف المؤرخين عن مكان ولادة عمر بن عبد العزيز ولكن من المرجح أنه قد ولد في مصر في ذلك التاريخ ولكن قد أقر البعض إلى أنه قد ولد في المدينة المنورة في زمن الوليد بن عبد الملك بن مروان لوالدته أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد نشأ عمر بن عبد العزيز داخل المدينة المنورة وقد أجتمع به أخلاق أهل المدينة وقد كان من المعروف عنه أنه يحب العلم وقد لوحظ إقباله الشديد على العلوم وقد تمكن من حفظ القرآن الكريم وهو صغير في العمر وقد تأثر بأحكام القرآن الكريم كثيرا وقد تتلمذ على يد صالح بن كيسان والذي علمه الكثير من الأشياء والتي من أهمها الصلاة كما يجب أن تكون وقد علمه كافة الأشياء التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بها في الحياة وخاصة خلال الصلاة.
وقد قيل عنه في زمنه أنه أكثر الناس تقليد لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يصلى مثله تماما، وفي زمن الخلفاء كان له مكانة كبيرة وقد عرف عنه كثرة النصائح والإرشادات التي كان يقدمها إلى الناس، وقد أعجب به كثيرا خليفة المسلمين عبد الملك بن مروان وقد كان يعجب كثيرا ونباهته.
ولايته على المدينة المنورة
تمكن عمر بن عبد العزيز من تولى حكم المدينة المنورة خلال عام 78 هجرية وقد تمكن الخليفة في ذلك الوقت وهو الوليد بن عبد الملك من توليه على تلك الإمارة ومن ثم تمت ولايته على الطائف حتى يصبح وليا على الحجاز كلها في تلك الفترة، وقد اتسمت الولاية في تلك المنطقة بالكثير من الأمور والتي من بينها العدل والحكمة وقد ساد العدل فعليا خلال فترة حكمه وهو الخليفة الخامس للخلفاء الراشدين للأمة الإسلامية.
وفاة عمر بن عبد العزيز
كانت حياة عمر بن عبد العزيز من الأشياء التي تحق أن تدرس حتى يومنا هذا فقد عرف عنه الكثير من الصفات الهامة والتي من بينها العدل فقد كان أحكم الناس وأكثرهم تحقيقا للعدل بين الناس في ولايته، وحتى وفاته وردت بها الكثير من الدروس والعبر ويؤكد الكثير من المؤرخين على أن الخليفة عمر بن عبد العزيز قد توفي نتيجة وضع غلامه السم في الشراب الخاص به، وذلك بعد تحريض من بني أمية للإقدام على تلك الفعلة وبمجرد أن شرب عمر السم أحس على الفور بذلك الأمر وقد نادي على الغلام على الفور وسأله هل قام بوضع السم في الشراب فجاوبه الغلام نعم وأنه أقدم على تلك الفعلة مقابل الف دينار والعتق من الرق فأمره عمر أن يحضر له الألف دينار وقام بوضعها في بيت المال وأقدم على عتق ذلك الغلام من الرق وقد أخبره بأن يذهب إلى حيث لا يعرفه أحد.
وبعد عشرين يوم من تلك الواقعة توفي الخليفة عمر بن عبد العزيز وقد توفي في دير سمعان في أرض الشام وقد كانت وفاته يوم الجمعة الموافق 101 من الهجرة عن عمر ناهز 40 عام على حسب تاريخ الميلاد الذي ورد عن الكثير من المؤرخين.