من بين شعراء الجاهلية عرف دريد بن الصمة بقصائده في الرثاء وعرف عنه أيضًا الشجاعة والإقدام ومات في غزوة حنين بعد قتاله للمسلمين ، ومن صفات دريد بن الصمة : كان شاعرًا فحل وشجاع كان أطول الشعراء مشاركة في الحروب وأكثرهم انتصارًا وأشعرهم

 دريد بن الصمة 

هو دريد بن الصمة بن الحارث من بني غزية من بن جشم بن هوازن ، وقيل هو اسم الصمة، في ما ذكر أبو عمرو، معاوية الأصغر بن الحارث بن معاوية الأكبر بن بكر بن علقة بن خزاعة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . اباه وأعمامه من فرسان قومهم أما أمه فهي ريحانه بنت معد أخت فارس اليمن عمر بن معد أسرها أباه في أحد الحروب وتزوجها عندما علم بنسبها لينجب منها فارس مغوار وأنجبت لهم 5 أبناء ماتوا جميعًا في حروب له ، أما دريد فقد حارب 100 مرة ولم يُغلب إلا 2 منهم أصيب في واحدة وقُتل في أخرى.

أدرك دريد الإسلام ولكنه لم يسلم وخرج مع قومه لقتال المسلمين يوم حنين شارك مع المشركين وغير مشارك في الحرب ولكنهم أخرجوه معهم تيمنًا به وأيضًا للأخذ بمشورته ، أنجب دريد ابنه سلمة وكان شاعرًا وابنته عمرة وكانت أيضًا شاعرة وقد ذكرها في الكثير من شعره .

ووصف دريد بأنه من فحول الشعراء حتى قيل أن أشعاره أفضل من شعر النابغة الذبياني وخاصة في شعر الرثاء ، فقد رثى أخوته الأربعة الذين قتلوا في معارك متفرقة ، فقتل أخيه خالد من قبل بنو الحارث بن كعب حين هب مدافعًا عن حلفائه، أما أخيه قيس فقد قتل على بنو أبى بكر بن كلاب، وأخيه عبد يغوث قتل على يد بنو مرة، أما أخيه عبدالله وكان شقيقه الأكبر  قتل في حرب له ضد قبيلة غطفان ، وكان معه دريد يومها وكاد يقتل فيها أيضًا.

ولدريد قصائد كثيرة يصف فيها شجاعة قومه وإقدامهم ويصف فيها المعارك التي خاضها مع قومه مثل معركة يوم اللوى بين قومه وغطفان يقول فيها :

أمرتهم أمرى بمنعرج اللـــوى      فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد

فلما عصونى كنت منهم وقد أرى     غــوايتهم وأننى غير مهتـــد

مقتل دريد بن الصمة 

وقد قتل دريد كافرًا يوم حنين حينما هزم الجمع وهرب منهم من هرب طارده رجل من بني سليم فضربه سأله دريد: من أنت وماذا تريد؟ فأخبره الرجل أنه هو ربيعة بن رفيع السلمى ثم ضربه بسيفه فلم يقتله ، فرد دريد عليه وقال ” بئس ما سلحتك أمك خذ سيفي واضرب به وارفع عن العظام واخفض عن الدماغ كما كنت أفعل بالرجال ثم إذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريدًا بن الصمة “

أشهر قصائد دريد بن الصمة

قصدته في رثاء أخيه عبدالله 

أَرَثَّ جَدِيدُ الْحَبْلِ مِنْ أُمِّ مَعْبَدِ = بِعَاقِبَةٍ وَأَخْلَفَتْ كُلَّ مَوْعِدِ
وَبَانَتْ وَلَمْ أُحْمِدْ إِلَيْكَ جِوَارَهَا = وَلَمْ تَرْجُ فِينَا رِدَّةَ الْيَوْمِ أَوْ غَدِ
أَعَاذِلَ إِنَّ الرُّزْءَ فِي مِثْلِ خَالِدٍ = وَلاَ رُزْءَ فِيمَا أَهْلَكَ الْمَرْءُ عَنْ يَدِ
وَقُلْتُ لِعَرَّاضٍ وَأَصْحَابِ عَارِضٍ = وَرَهْطِ بَنِي السَّوْدَاءِ وَالْقَوْمُ شُهَّدي
عَلانِيَةً ظُنُّوا بألفَيْ مُدَجَّجٍ = سَرَاتُهُمُ في الفارِسِيِّ المُسَرَّدِ
أمَرْتُهُمُ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى = فلَمْ يَسْتَبِينُوا الرُّشْدَ إلا ضُحَى الغَدِ
فلمَّا عَصَوْني كنْتُ منهُمْ وقد أرَى = غِوَايَتَهُمْ وأنَّني غيرُ مُهتَدِ
ومَا أنَا إلا من غَزِيَّةَ إنْ غوَتْ = غوَيْتُ وإنْ تَرشُدْ غزَّيَةُ أَرْشُدِ
وإنْ تُعقِبِ الأيامُ والدهرُ تعلمُوا = بَني قاربٍ أنَّا غِضَابٌ بِمَعْبَدِ
تَنادَوْا فَقالُوا أَرْدَتِ الخَيْلُ فارِسًا = فقُلتُ أَعَبْدُ اللهِ ذِلِكمُ الرَّدِي
وإِنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلَّى مَكَانَهُ = فَمَا كَانَ وَقَّافًا ولا طائشَ اليَدِ
ولا برِمًا إذَا الرياحُ تَنَاوَحَتْ = بِرَطْبِ العِضَاهِ وَالضَّرِيعِ المُعَضَّدِ
كَمِيشُ الإِزَارِ خارِجٌ نِصْفُ سَاقِهِ = صَبُورٌ علَى العَزَّاءِ طَلاَّعُ أنْجُدِ
رَئيسُ حُرُوبٍ لا يَزَالُ رَبيئَةً = مُشِيحًا عَلَى مُحْقَوْقِفِ الصُّلْبِ مُلْبَدِ
صَبُورٌ على رُزْءِ المَصَائِبِ حافِظٌ = مِنَ اليَوْمِ أَدْبَارَ الأحَادِيثِ فِي غَدِ
صَبَا ما صَبَا حتَّى عَلا الشَّيْبُ رَأْسَهُ = فلمَّا علاهُ قالَ للباطِلِ ابْعُدِ
وهَوَّنَ وَجْدِي أنَّنِي لَمْ أقُلْ لَهُ = كَذَبْتَ ولَمْ أَبْخَلْ بِمَا مَلَكَتْ يَدِي
وكُنْتُ كأَنِّي واثِقٌ بِمُصَدَّرٍ = يُمشِّي بأَكْنَافِ الحَبِيبِ فَمَحْتِدِ
غَدَاةَ دَعَاني والرِّمَاحُ يَنُشْنَهُ = كوَقْعِ الصَّيَاصِي في النَّسِيجِ المُمَدَّدِ
وكُنْتُ كَذَاتِ البَوِّ رِيعَتْ فَأَقْبَلَتْ = إلى جِذَمٍ مِن مَسْكِ سَقْبٍ مُجَلَّدِ
فطَاعَنْتُ عنهُ الخَيْلَ حتَّى تَبَدَّدَتْ = وحتَّى عَلاني حالِكُ اللَّوْنِ أَسْوَدُ
طِعَانَ امْرِئٍ آسَى أخَاهُ بنَفْسِهِ = وأَعْلَمُ أنَّ المَرْءَ غَيْرُ مُخلَّدِ
وهَوَّنَ وَجْدِي أنَّمَا هُوَ فَارِطٌ = أمَامِي وأنِّي وارِدُ اليومِ أو غَدِ
وغَارَةٍ بينَ اليومِ واللَّيْلِ فَلْتَةٍ = تَدَارَكْتُهَا رَكْضًا بِسِيدٍ عَمَرَّدِ
سَلِيمِ الشَّظَا عَبِلِ الشَّوَى َشنِجِ النَّسَا = طَوِيلِ القَرَا نَهْدٍ أَسِيلِ المُقَلَّدِ
ويُخرِجُ مِنهُ صَرَّةُ القومِ مَصْدَقًا = وطولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ