قام علماء النفس بتفسير عقدة النقص بأنها شعور الشخص بوجود مشكلة أو عيب به يشعره بالتوتر والضيق وعجز بشخصيته بالمقارنة بالآخرين مما يدفعه إلى المحاولة لتعويض ذلك العجز.

بدأت تلك العملية التي تسمى بتعويض النقص بغرض الهروب من العقدة التي تتسبب في بذل مجهود يمتد لمرحلة المبالغة لإيحاء الأشخاص المحيطين بأنه شخص يمكن الإعتماد عليه ولكن في واقع الأمر فهو حتى إن قام ببذل ذلك المجهود ستجد أن ذلك الشخص يعاني من أخطاء كثيرة وإن أكبر وأعظم ما قام به هو خطأ، ومع الوقت وتكرار هذه الأشياء ستجد إن هذا الشخص الذي يعاني من النقص قد يعاني من عدة عوامل تسببت له في حالة من الرعونة أثناء قيامه بما حدد لنفسه من أعمال، فستجده دائماً غاضب ومتوتر وعنيد ومشتت.

أبحاث علمية في عقدة النقص

وبعض الأبحاث العلمية قد أثبتت أن معظم هؤلاء الذين يعانون من مشكلات النقص يقومون بتصرفات أمام الناس عكس ما يمرون به من واقع بائس، مثال على تلك الحالة، تجد من يعاني من عقدة النقص عندما يقود السيارة تجده يقود بأقصي سرعته دائماً ويتخطى غيره ولا يبلي بذلك بسبب ما يعنيه من رعونة التي تعمل على انعكاس واقعه البائس.

أيضاً في بعض الدراسات الميدانية الخاصة ببعض تلك الحالات تم إثبات عملياً أن الشخص الذي يعاني من مشكلات النقص لا يستطيع التأثير في من حوله مهما أجري من محاولات ودائماً يسعى إلى الانتقاص من الأخرين الذين قد يكونون أكثر فاعلية وتأثيراً من شخصه لعدة عوامل يفتقدها هو كالكاريزما والشخصية المميزة والقوية وهذا في الأماكن الخاصة أو العامة، فهؤلاء ستجدهم مميزون وشخصيتهم جذابة ومؤثرة في أي مكان حتى إذا كان هذا هو أول لقاء لهم بالأخرين .

وهذا عكس ما يحدث مع من يعانون من عقدة النقص، الذين إذا جلسوا ألف مرة وتحدثوا بلا انقطاع فستجدهم غير مؤثرين لذلك تجدهم يقاتلون من أجل إبعاد الأشخاص المؤثرين لإحساسهم الداخلى بأن الطرف الأخر يعدم وجودهم وينتقص من شخصهم، وهذا يحدث مع كل شخص يشعر بالنقص.

من يعاني من مشكلة النقص يعاني من مشكلة الحساسية المفرطة تجاه المحيطين وداماً يعيش هذا الشخص في أوهام وفي القصص الخيالية التي يخلقها من نسج تفكيره عمن يحيطونه بالمجتمع، ودائماً يكون لديه صور سلبية وستجده يصارع نفسه في معظم الأحيان، فهو يعتقد بأن من حوله يرغبون في تدميره والإنتقاص من وضعه وهم دائمي التحدث عنه بكل أمر سلبي، فتجده يقلب ذلك على ذاك وذاك على ذلك لكي يرضي نفسيته المريضة.

ولقد شهد التاريخ أن أفلاطون قد كان يعاني من عقدة خاصة بطوله رغم إنه كان ذا طول طبيعي، فهو يقترب من الـ 170 سم إلا إنه ولمشكلته النفسية كان يعاني طيلة حياته لذلك عرف عنه إنه كان قاسي ومتسلط ومستبد وظالم في حكمه.

الجميل هو أن يكون لكل فرد منا شخصيته المميزة عن الأخرين، مع الحذر ألا تكون هذه الشخصية تتطور على حساب الآخرين، فكم هو جميل أن يكون فرد واثق في خطواته وأن يكون دائم النظر لنفسه قبل أن يجبر الآخرين أن ينظروا إليه.

وخير سبيل للتعامل مع الشخص الناقص الذي لا يخضع لأمور العقل هو أن تجعله كالنار التي تأكل نفسها إذا لم تجد ما تأكله.

حكم وأقوال في عقدة النقص

-فإن أصبتُ فلا عجب ولا غرر … وإن نقصتُ فإن الناس ما كملوا والكامل الله في ذات وفي صفة … وناقص الذات لم يكمل له عملُ

-الكمال في كل شئ يستحيل، الطبيعي في تلك الحياة أن تكون ناقص لكي تتجه للسبيل الذي يسد هذا النقص، فلا تتوقف.
-إذا تم العقل فإن الكلام ينقص.

-للقمر نقص وكمال وللبحر مد وجزر وللزمن شتاء وصيف، أما الحق فلا يزول ولا يحول ولا يتغير.

-علاج كل ما هو به عيب أو نقص يكمن في الاستعانة بالله –عز وجل- واللجوء إليه والتوكل عليه والدعاء له، ويلي ذلك الإقبال للأخذ بالأسباب والمعالجات الأخري.

-الناس يفشلون كثيراً، ليس فقط بسبب نقص القدرات وإنما أيضاً بسبب النقص في الإلتزام.

-أنا من أسعد الرجال، لأنني على علم بأن الحياة قائمة على الصراع بين الشر والخير، وأن بهذا العالم وجوه عديدة يكمن النقص بها.

-لاأحد يستطيع أن يشعرك بالنقص بدون أن توافق.

-ولا نقص القوم من الميزان والكيل إلا قطع الله –عز وجل- عنهم الرزق.

-يزداد النقص كلما أقام الشخص.

-إذا ما هجاني ناقص لا أجيبه … فإني إذا جاوبته فلي الذنب أنزه نفسي عن مساواة سفله … ومن ذا يعض الكلب إن عضه الكلب

-زيادة المرء في دنياه نقصان … وربحه غير محض الخير خسران

-لكل شيء إذا ما تم نقصان … فلا يغر بطيب العيش إنسان هي الأمور، كما شاهدتها، دول … من سره زمن ساءته أزمان

-أبشع لنقص يكون ممن أدعى الكمال.