بشارة الخوري هو شاعر لبناني وأسطورة من أساطير الشعر الرومانسي، فهو يتميز بشعره الغنائي الرقيق واعتناءه الفائق في اختيار الكلمات، مما جعل مؤلفاته يغنيها الكثير من عمالقة الفن، وكان يلفب بالعديد من الألقاب منها الأخطل الصغير وشاعر الحب والهوى وشاعر الصبا والجمال
أجمل قصائد بشارة الخوري
قصيدة جفنه علم الغزل التي غناها محمد عبد الوهاب
جفنه علم الغزل ومن العلم ما قتل فحرقنا نفوسنا
في جحيم من القبل ونشدنا ولم نزل حلم الحب والشباب حلم الزهر والندى
حلم اللهو والشراب هاتها من يدي الرضى جرعةً تبعث الجنون كيف يشكو من الظما
من له هذه العيون يا حبيبي اكلما ضمنا للهوى مكان
أشعلوا النار حولنا فغدونا لها دخان
قل لمن لام في الهوى هكذا الحسن قد أمر
إن عشقنا فعذرنا إن في وجهنا نظر
قصيدة أضنيتني بالهجر التي غناها فريد الأطرش
أضنيتني بالهجر ما أظلمك فارحم عسى الرحمن أن يرحمك
مولاي حكمتك في مهجتي فأرفق بها يفديك من حكمك
ما كان أحلى قبلات الهوى ان كنت لا تذكر فاسأل فمك
تمر بي كأنني لم أكن ثغرك أو صدرك أو معصمك
لو مر سيف بيننا لم نكن نعلم هل أجرى دمي أم دمك
سل الدجى كم راقني نجمه لما حكى مبسمه مبسمك
يا بدر ان واصلتني بالجفى ومت في شرخ الصبا مغرمك
قل للدجى مات شهيد الوفى فانثر على أجفانه أنجمك
قصيدة أترى يذكرونه؟ والتي غنتها سميرة سعيد
أترى يذكرونه أم نسوه هم أسقوه الهوى وهم أسكروه
عللوه فكان أقتل شيء ذلك الصد بعدما عللوه
عمرك الله هل عرفت فؤاداً كفؤادي عليه جار ذووه
ليتهم يذكرون ليلة كنا والهوى نحن أمه و أبوه
وعيون النجوم ترنو إلينا ولسان الدجى يكاد يفوه
والنسيم الخفيف يلهو بثوبينا كطفل أهلوه ما هذبوه
ورشفنا كأس الحميا فباحت بالذي في الصدور منا الوجوه
قلت أهواك يا ملاكي فردت مقلتاه لكن تلعثم فوه
قصيدة عادة الدهر
سلخت عني الليالي من أود مثل سلخ الأم عن مهد الولد
فافترقنا عادة الدهر وهل عادة الدهر سوى أخذ ورد
وقفة كانت لنا يوم النوى صحت فيها مدد الله مدد
يوم أهويت على فيها وفي خدها جمر و في عيني برد
يوم لو عين علينا وقعت لرأت روجي جالا في جسد
ولقد كنا و ما كنا سوى مثلما يستجمع العينين خد
أو جناحي طائر روعه شرك صياد يوما فشرد
يا لها الله أوبقات الصبا من أويقاتٍ لها عندي يد
قصيدة سلي الليل
سلي الليل عن عيني إذا رابك الفجر أفاز بها إلاك والأنجم الزهر
قسمت فؤادي بين بؤسي و الهوى فهذا له شطر و هذا له شطر
حياتي هل ثغر البنفسج يفتر كعهدي و هل يجري كعادته النهر
وهل يذكر الصفصاف إذ نحن عنده وفي أذن الظلماء من همسنا نقر
سقيت مرارات الحياة فلم أجد كمثل الذي يسقيه من كفك الهجر
وأشقى شقي في الورى قلب شاعر نبا الحظ عنه والتقى الحب والفقر
ففي كل أفق من أمانيه مأتم وفي كل عضو من جوارحه قبر
قصيدة النوم الهني
نم أن قلبي فوق مهدك كلما ذكر الهوى صلى عليك وسلما
نم فالملائكة عيناها يقظى فذا يرعاك مبتسما وذا مترنما
نم واجتن أحلام أزهار الصبى واستنزل الزهر النجوم من السما
نم ملء عينيك أن عيني ملؤها دمع وإن عنفتها امتلأت دما
نم فالسلام على شفتيك سطرت آياته فلثمتها متوهما
نم فالهوى ح**ٌ علي لأنه يقضي بأن أشقى و أن تتنعما
نم وارع حبات القلوب ولا تكن ترعى كعيني في الظلام الأنجما
نم فوق صدري إنه مهد الهوى وعفافه أبدا يرف عليكما
نم أنت واتركني بلا نوم ودع روحي وروحك في الهوى تتكلما
وإذا الكرى لعبت بجفنك كفه وإذا السكون على سريرك خيما
وإذا النسيم وأنت في بحر الشذا غرق دنا من وجنتيك ليلثما
نبه جفونك لحظة تبصر فتى لم يبق منه هواك إلا الأعظما
جاث على قدم السرير وعينه عين المصور حاولت أن ترسما
قصيدة عش أنت والتي غناها فريد الأطرش
عش أنت أني مت بعدك وأطل إلى ما شئت صدك
مـا كان ضرك لو عدلت أمـا رأيـت عيناك قدك
وجـعلت من جفني متكأً ومـن عـيني مـهدك
ورفعت بي عرش الهوى ورفعت فوق العرش بندك
وأعـدت للشعراء سيدهم ولـلـعـشاق عـبـدك
أغـضاضة يا روض إن أنا شاقني فشممت وردك
أنقى من الفجر الضحوك فـهل أعرت الفجر خدك
وأرق مـن طبع النسيم فـهل خلعت عليه بردك
وألـذ مـن كأس النديم فهل أبحت الكأس شهدك
وحياة عينك وهى عندي مـثلما الإيـمان عندك
مـا قلب أمك أن تفارقها ولــم تـبـلغ أشـدك
فـهوت عليك بصدرها يـوم الـفراق لتستردك
بـأشد مـن خفقان قلبي يـوم قيل خفرت عهدك