الشاعر خليل الخوري هو : خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل، شاعر وكاتب وأديب، ولد عام 1252 هـ الموافق 1836 م، وتوفي عام 1325 الموافق 1907 م، ولد في الشويفات في لبنان، وتلقى تعليمه في بيروت وقام فيها بتأسيس جريدة أطلق عليها ” حديقة الأخبار “، وذلك عام 1858، وقد توفي في بيروت، وكتب العديد من القصص والرسائل، هذا بجانب ديوان شعر مكون من ستة أجزاء، ومن أشهر مؤلفاته : زهر الربى، العصر الجديد، السمير الأمين، الشاديات، النفحات، الخليل، النعمان وحنظلة، مختصر روضة المناظر لابن الشحنة .

قصائد وأشعار خليل الخوري

1- قصيدة ما تَبتَغينَ لَدى العَلياءِ مِن أَرَبِ

ما تَبتَغينَ لَدى العَلياءِ مِن أَرَبِ وَقَد بَلَغتِ المُنى يا أُمة العَرَبِ
أَحياكِ مَولاكِ إِسماعيلُ فَاِبتَهِجي وَأَهدي لَهُ كَلِماتِ الشُكر عَن كَثَبِ
هنئتمُ يا أَهالي مَصر إِنَّ لَكُم في ظل دَولَتِهِ عُمرٌ مِن الذَهَبِ
مَولىً بِقَلب أَبٍ يَرعاكُم وَلَهُ دَيناً خَضَعتُم بِطَوع ابنٍ لِخَير اِبِ
رقيَّ البِلاد إِلى أَوج العَلاءِ كَما أَحيي العِبادَ بِفَضلٍ غَير مُحتَجِبِ
فَأَصبَحَت في بُحور الرَغدِ سابِحَةً أَقطارُكُم وَهِيَ تَعلو أَرفَع الرُتَبِ
لا ظُلمَ لا غَدرَ لا اِستعبادَ يَشمَلَكُم لا زَيغَ لا طَيش لا قَصرٌ عَن الأَرَبِ

قولوا إِلى الهَرَمِ الأَعلى وَما جَمَعَت قرناقُ مِن أَثَرٍ زاهٍ وَمِن عَجَبِ
وَما بِلُقصُرَ مِن نَقشٍ وَمِن عُمدٍ وَما بِثيبةَ مِن مُستصنِعٍ صَعبِ
عَلى حجارتكم أَقوامَكُم نَقَشوا  أَسماءَ ساداتهم في مَجدِها الكذبِ
لَكنَّ أَعمال مَولانا العَزيز عَلى قُلوبِنا اِنتَقَشَت فَضلاً عَن الكُتُبِ
كانَت قَبائِلُكُم بِالجَهل خابِطَةً تَلقى العَنا تَحتَ نير الجور وَالكَربِ
وَنَحنُ كَالأُمَراءِ اليَوم في سِعَةٍ يَسعى الزَمانُ لَما نَبغى مِن الطَلَبِ
لا تذهل العَين مِن آثار صَنَعتهم فَلا نَراها سِوى ضَربٍ مِن اللَعبِ
لَكن صَنائِعنا أَسرارَها عَظمت فَنجتني الآن مِنها كُل مُرتَغِبِ
تَذري بِحكمتهم في عَصر سَيدِنا إِذ قَد أَفاضَ ضِياءَ العلم وَالأَدَبِ
أَلقى لَنا مُعجِزات العَصر تَخدُمُنا أَسرارَها بِاجتِهاد غَير مُنغَلِبِ
فاضَت ذراعتنا في ظلِّهِ وَزَهَت بِحِلَةِ الخَصب لا تَلوي عَلى السُحُبِ
سوزستريس لِمَصرٍ قَد أُعيدَ بِهِ بِالفهم وَالحلم لا بِالجَهل وَالغَضَبِ
رَد البَطالس في علم وَفي عَمَلٍ بِالأَمن وَالسلم لا بِالحَرب وَالحَربِ
وَقامَ فيهِ صَلاح الدين مُنتَصِباً بِالرفق وَاللُطف لا بِالفَتك وَالعَطبِ
يا أَيُّها السَيد العالي الَّذي لَمَعَت صِفاتَهُ في جَبين العَصرِ كَالشُهُبِ
البَسَتني فَوقَ قَدري حِلَّةً عَظمت في كُلِ عَينٍ عَلى ضَعفي فَيا طَرَبي
إِني سَأَرحَل عَن علياك مُصطَحِباً بِالسَعد وَالفَخر مُمتازاً عَلى صَحُبي
سَأَركَبُ البَحرَ حَولي مثللَ لجَتِهِ بَحرٌ عَليَّ طَما مِن جودكَ العَذبِ
وَلي لِسانٌ مُذيعٌ مثل ضَجَتِهِ يَشدو بِشُكرِكَ مَنشوراً مَدى الحَقبِ
وَظلكَ الباسط المَمدود يَشمَلَني أَين اِتَجهتُ وَيَحميني مِن النَكبِ .

2- قصيدة قَد شادَ بِاليُمن ديمتري مَقامٌ هُنا

قَد شادَ بِاليُمن ديمتري مَقامٌ هُنا
عَهد السُعود عَلى آفاقِهِ كُتِبا
ما زالَ لِلنور في أَرجائِهِ سَكَنٌ
حَتّى تَلمَّع في أَرجائِهِ ذَهَبا
رُكنٌ لِرُكنِ بَني شَلهوب ننظرُهُ
بِالأُنس مُبتَسِماً لِلفَضلِ مُصطَحِبا
لَولا وَقارق تَسامى فَوقَ ساحَتِهِ
لَكانَ يَرقُص في ضيفانِهِ طَرَبا
قَد أَبهَجوهُ بِتاريخٍ فَقالَ لَهُم
أَهلاً بِكُم قَد أَتيتُم مُربعاً رَحبا .

3- قصيدة بِيَدي خُذوا ضاقَت عَليَّ مَذاهِبي

بِيَدي خُذوا ضاقَت عَليَّ مَذاهِبي وَاِستَنقَذوني مِن أَكُفِّ مَصائِبي
أَو مَزَقوا أَحشاي لَستُ بِقادِرٍ   اَن أَحمل الهَضبات فَوقَ مَناكِبي
أَينَ الفَرار مِن الزَمان وَظُلمِهِ  وِمِن المُقاومُ لِلعَدوِّ الغالِبِ
مَن راحَ يَطلُبُ مِن مَكائِدِهِ الصَفا طَلَب الوَفاء مِن الخؤون الكاذِبِ
أَنا ساقِطٌ تِلقاء صاعِقَة القَضا  أَنا خابِطٌ بِدُجى المُصاب الناكِبِ
لا تُكثِروا كلَم التَعازي أَنَّها مثل النِبال عَلى الفُؤاد الذائِبِ
سمع الحَزين إِلى عِبارات العَزا نَظرُ الجَريح إِلى حُسام الضارِبِ
بَل وَازروني بِالبُكاءِ فَإِنَّهُ يَشفي غَليل القَلب وَسَط مَصاعِبِ .

4- قصيدة أَذكى السَلام عَلى ربى الفَيحاء

أَذكى السَلام عَلى ربى الفَيحاء وَعَلى وَزير المَجد أَلف ثَناءِ
هَيَ جَنة مِن تَحتِها الأَنهارُ وَالأَشجارُ وَهُوَ الفائِضُ الآلاءِ
مِن كُلِ فاكِهَةٍ بِها زَوجان في كُلٍّ مِن الأَنحاءِ وَالأَحيا
قالَت لَكُم في الأَرضِ حَبَّة نزهةٍ رشدي بِها يُحيي المَلا وَصفائي
قُلنا نَعَم إِنَّ المُشيرَ مُحمَداً هُوَ فيكِ مثل الروح في الأَحياءِ
مَولىً تَقَلَّدَ بِالوَلاءِ مُعظَّماً وَعَلَيهِ لِلعَلياءِ خَيرُ لِواءِ
جَعلَ الصِيانَةَ في حِماكِ رَهينةً وَالفَضلَ مثل الماءِ في الأَرجاءِ
يا سالِبَ الأَلبابِ يا نَبعَ الهَدي يا زينةَ الوُزَراءِ وَالعُلَماءِ
كُنا بِظلكَ في دمشقَ وَحَولَنا الهالات مِن أَنواركَ الغَراءِ
وَلَئن بَعدنا عَن ذراكَ فَفوقنا مِن افقكَ المَرفوع خَيرُ بَهاءِ
وَاليتنا لُطفاً بِأَحسَن مِنَّةٍ مِن فَيضِ فضَلِ أَكفكَ البَيضاءِ
قَصر اللِسان عَن التَشَكُر سَيدي فَأَعطِف وَضمنهُ لِفَرط دُعاءِي
كَيفَ السَبيل إِلى القِيام بِحَقِهِ يا مفحمَ الخَطباءِ وَالشُعَراءِ
لا زالَ لُطفَك لِلحَشاشَة مُنعِشاً  مثل النَسيم عَلى جَبينِ الماءِ .