المناظرة هي جدال وحوار ونقاش علميّ ، وتبادل في وجهات النَّظر المختلفة يقوم فيه فريقان خصْمان بالدِّفاع عن قضيّة ما أو مهاجمتها ، وهي مفرد مناظرات، والمناظرات الشعرية هي ذلك الجدال الذي يقع بين خصمين متضادين يحاول كل منهما الفخر بنفسه أمام الأخر في منظومة شعرية لطيفة مليئة بالمحسنات البديعية وفيما يلي سوف نتناول واحدة من أشهر  المناظرات الشعرية وهي مناظرة شعرية بين العلم والعقل

مناظرة شعرية بين العلم والعقل

العلم والعقل عظيمان والعلم أعلى

علم العليم وعقل العاقل اختلفا

من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا

فالعلم قال أنا أحرزت غايته

والعقل قال أنا الرحمن بي عُرفا

فأفصح العلم افصاحا

وقال له بأينا الله في فرقانه اتصفا؟

فبان للعقل أن العلم سيده

فقبّل العقل رأس العلم وانصرفا

مناظرة شعرية بين اللغة العربية الفصحى والعامية

الفصحى/ أنا البحر في أحشائه الدر كامن ..فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟!

العامية/ من هذه التي تفخر بنفسها؟ وتشبه نفسها بالبحر؟ لا أعتقد أن هناك من يحق له الفخر غيري.

الفصحى/ قبل أن أعرفك بنفسي ، هلا قلت لي من أنت؟

العامية/ بكل فخر ألا تعرفين من أنا ؟ يا لك من جاهلة!!

الفصحى/ لم يحصل لي الشرف ، من أنت؟

العامية / أنا وبكل فخر اللهجة العامية، صاحبة الذيع والشهرة، المنتشرة في كل البقاع العربية.

الفصحى/(بضيق شديد) أنت هي !!! أنت من تريد أخذ مكاني ، وسرقة مكانتي؟!!

العامية/ على رسلك … ولماذا هذا الضيق والغضب؟ من أنت حتى تتجرئي وتقولي ما قلت؟

الفصحى/ أنا لغة الإعجاز، أنا لغة الإيجاز، أنا اللغة التي تحدى بها الله جميع فصحاء العرب. بل أنا لغة القرآن الكريم.

العامية/ توقفي عن التعريف بنفسك لقد عرفتك ، أنت التي يسمونها

الفصحى. اللغة العقيمة ، السقيمة، المعقدة بقواعدها ، الغريبة بألفاظها.

الفصحى/ ما هذا ؟!!! ماذا تقولين ؟!! ولماذا كل هذا الكلام ؟ يبدو أنك لم تسمعي عني ، بل لم تقتبسي نورك مني.

العامية/ أي نور الذي تتحدثين عنه…لقد تركك أبناؤك ، واتخذوني لغة معاملاتهم وكتاباتهم ، حتى في مجال التدريس لا غنى لهم عني.

الفصحى/ (بحرقة وألم): رموني بعقم في الشباب ……. وليتني عقمت فلم أسمع لقول عداتي.

العامية/ لم يرموك بل ما قالوه حقيقة !!! أنت لغة قواعدك النحوية معقدة لذلك نودي بإلغائك وأن أكون أنا لغة العلوم والفنون.

الفصحى/ بفخر) : وسعت كتاب الله لفظا وغاية……. وما ضقت عن آي به وعظات. نعم أنا لغة صالحة لكل زمان ومكان ، شرفني الله ورفع قدري. وهذه النداءات التي تحدثت عنها والدعوات لم يكتب لها النجاح بل ماتت في مهدها،

والدليل أن جميع العلوم والمعارف تدرس بالفصحى لا بالعامية. وكذلك لغة الصحافة . أما أنت فلم تتجاوزي ألسنة أولئك الجهلة الحانقين على هذا الدين وكل من ينتمي إليه. و من لم يبحر في أعماقي ، ويستمتع بلآلئي وأصدافي.

العامية/ لعل في كلامك شيء من الصحة وهذا ما ألحظه أنا لغة بالرغم من انتشاري بين العامة إلا أن حدودي ضيقة .  لأن لكل بلد لهجته وعاميته الخاصة ، بل كل منطقة من مناطق البلد الواحد تختلف لهجتها عن الأخرى. هل هذه ميزة أم عيب ؟؟؟ لا أدري هلا أرشدتني.

الفصحى/ بل ميزة ، ولا تنسي أن القرآن نزل على سبعة أحرف وبلهجات العرب، والتي تعد في أصلها فصحى .  ولكن العيب كل العيب أن تقحم كلمات أجنبية وتصبح جزء مني . حتى أن البعض قد استبدل لغته الأم بلغة أجنبية.

العامية/ كم أنت خلوقة وصبورة أيتها اللغة العظيمة. فبالرغم من عقوق أبنائك إلا أنك صامدة صابرة . بل خالدة.

الفصحى/ نعم خالدة وسأظل كذلك إلى يوم القيامة قال تعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).

مناظرة بين العلم والجهل

العلم: أنا العلم ألا تعرفني

أنا الذي نشرت النور في الأمم

أنا الذي غيرت مسار الأمم

أتحفت العالم بالكلام والأثر

أصبحت شلال يدر على الأمم كَلم

ألا تزال لا تعرفني

أنا الذي اشبع العالم ضربا من المُثل

الجهل: ههههه ما بالك يا هذا

أنا وانا من جررت الناس حولي بالكذب

أنا كنت سطر للهرب والهرب

أريحهم من هم يحملوه من الأدب

أنا جهل بكل حروفي القلم

أنا اصطاد ضعاف النفس بالكلم

دون النظر إلى من أصابه العلم

العلم: أنت ضائع يا هذا

ألا ترى انك حتى لا تستطيع الكلام

أنت لا تستطيع ان تأتي بعبارات حسان

أنت جهل وظلال وظلام

الجهل: اسكت ولا تقل عني سوء الكلام

ألا تعرف من أنا

أنا ضيعت الكثيرين في الأوهام

أسكنتهم قصورا من لؤلؤ ومرجان

افسح لي المكان

بسرعة ولا تقل مزيدا يا فنان

العلم: الم اقل لك انك تعيش في عالم الهذيان

اسمع يا إنسان كن كالقلم لا تكتب ألا ما تعرف في هذا الزمان

اسكت ولا تقل مزيدا من الكلام

أنت جاهل مهما فهلت ومهما عنك يقال

أنت من زمن الجهال وانا أعيش في زمن العقال

سأفتح باب علمي وأصون لهم بيتي واعلمهم الكلام

الم تسمع عن العلم ماذا قال:

بالدين والعلم تعلو راية الأمم ::: ويرتقي شأنها في عالم القيم

فالدين نص إذا طبقته خضعت ::: لك البرية من عرب ومن عجم

كل الضلالات أقدام ومنهجنا ::: رأس، فكيف نسوّي الرأس بالقدم

الجهل: لا تنغر يا علم بما تقول فانا للكلام مني معسول

الألف : أضيع الكثيرين في الأوهام

اللام : أصبحت أعيشهم في عالم الأوهام

الجيم: جميل مني اني ألا أضيع إلا وقت الإنسان بالهذيان

الهاء: هربوا منك يا علم واختبئو تحت ظلي بكل افتخار

اللام: لماذا تفكر باني عاجز عن الكلام فانا للصيغ فنان

العلم: ههههههههههههه خذ إذن يا هذا

الألف: الف العالم بالعلم والأدب وسيطي قد وصل إلى ما بعد بحور العجم

اللام: لنور من عندي ربي أعطيهم علما وأزيدهم أدبا وانشر في طريقهم صدقا

العين: عيون الله ترعاهم وبالعلم يزيدهم ونحييهم

اللام: لظلم نحو نمحوه وعن البشرية نجلوه

الميم: من العلم نأخذ علما وتطورا وأدبا ونصحو ونقفز رقيا وعلما