يتعرض العديد من البشر إلى رؤية الأحلام بشكل يومي ، ومنهم من يراها بصورة متكررة في الليلة الواحدة ، وهو ما قد يسبب لهم الكثير من الأرق والقلق لأنها تختلف عن الرؤى المحبوبة ، ومن هنا يأتي السؤال المهم وهو كثرة الاحلام على ماذا تدل ؟ وهل الشيطان له علاقة بهذه الأحلام؟ ، وفي الواقع إن الأمر قد يختلف من شخص لآخر تبعًا لحالته النفسية ومدى ذكره لله تعالى قبل النوم أو على مدار يومه ، كما أن تدخل الشيطان في الأحلام قد يصبح واضحًا نتيجة لظهور بعض العلامات.
اقتران الشيطان بالأحلام
ليس بالضرورة أن ترتبط كثرة تردد الاحلام بالشيطان ؛ حيث أنها قد ترتبط بالقلق النفسي الداخلي للإنسان أو المعاناة النفسية نتيجة لظروف قاسية في حياته تجعل لديه ما يُعرف بحديث النفس الذي ينتج عنه أضغاث الأحلام ، ولكن الشيطان قد يقترن بالإنسان في منامه مستغلًا ضعفه ، وقد قال الله تعالى “إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” ، ويبدو ذلك في بعض الأعراض التي تقتحم الإنسان أثناء نومه ومنها :
الشعور بالأرق والقلق : وهو شعور الإنسان بعدم القدرة على النوم إلا بعد مرور مدة طويلة من الاسترخاء ، كما يشعر كأن أحدًا يوقظه من وقت إلى آخر ، وهو ما يجعله يستيقظ بالفعل ويظل هكذا في حالة من الأرق والقلق ، كما أن الأمر قد يكون أكثر سوءًا حينما لا يستطيع الإنسان أن ينام لمدة طويلة قد تصل إلى عدة أيام ، وقد يشير ذلك إلى أنه متلبس بأكثر من شيطان.
الإصابة بإرتعاد الجسد : قد يشعر الإنسان بأن هناك رعشة وحركات غير عادية تسري في جسده أثناء النوم.
الأحلام المفزعة والكوابيس : يأتي الشيطان إلى الإنسان في منامه متمثلًا في صورة مختلفة مثل الزواحف أو الحيوانات المفترسة التي تعادي الإنسان مثل صور الثعابين والكلاب المخيفة والنمور والقرود وغيرهم الكثير ؛ حيث يلجأ الشيطان إلى تخويف النائم وترويعه ، وهو ما يجعله يستيقظ شاعرًا بالضيق الذي يملأ روحه بالفزع والخوف ، وقد يصل الأمر إلى أن يتخيل الإنسان هذه الحيوانات في يقظته أيضًا ، ليتمكن منه الخوف في كل الأوقات.
مظاهر مخيفة في الأحلام : ومن الأعراض التي توضح وجود مس من الشيطان أيضًا أن يرى الإنسان في منامه أشخاصًا يرتدون ملابس سوداء أو يراهم وقد بدت أجسادهم طويلة جدًا أو قصيرة جدًا ، أو ربما يراهم ينكمشون ويتمددون في حركات مفزعة ، كما أنه قد يرى أعضاء جسدهم بشكل غريب مثل العيون المستطيلة ، أو عيون بلا رموش أو حواجب ، وغير ذلك من المظاهر العديدة التي تبث الفزع في جسد الإنسان ، بالإضافة إلى أنه قد يمشي وهو نائم دون أن يشعر ، كما قد يرى أنه يسقط من أماكن عالية الارتفاع.
كيفية التعامل مع أحلام الشيطان
من الضروري أن يحاول الإنسان علاج نفسه من سيطرة الشيطان عليه عن طريق الإكثار من ذكر الله قبل النوم ، كما أن أداء الفروض في أوقاتها وقراءة القرآن الكريم باستمرار من أهم العوامل التي تُبعد الشيطان عن الإنسان ، وحينما يتعرض الإنسان لمثل هذه الأحلام المزعجة ؛ فعليه ألا يخبر بها أحدًا ، وقد ورد عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” أَنَّهُ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ ، فَأَنَا أَتَّبِعُهُ ؟!فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ: ( لَا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ) ” ، وقال أيضًا “إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلَا يُخْبِرْ أَحَدًا بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ” ، وقال كذلك عليه أفضل الصلاة والسلام “الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ “.