البدع في الإسلام هي الأفعال المخالفة للسنة النبوية الشريفة، وقد أطلق عليها كلمة بدعة لأن مَن يفعلها قد إبتدعها مِن غير مقال إمام فالبدعة عبارة عن أمر محدث ما كان عليه الصحابة والتابعون وليس مِن ما إقتضاه الدليل الشرعي وقد عرفها الشاطبي فقال : هي طريقة في الدّين مخترعة، تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبّد لله تعالى.

امثلة على البدع في الاسلام

1- مِن أكثر البدع شيوعاً بدعة الإنشغال في العبادة عن طلب العلم فقد تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثيراً مِن الأحادث عن أهمية العلم وطلب العلم وكيف أن الجهل لا يولد سوى الضلالة.

2- بعضاً مِن البدع ينتج عنها الحرج في الدين ومِن أبرز هذه البدع أفعال بعض الموسوسين والمتشككين مثل التنحنح أو المكوث في الخلاء لأوقات طويلة وغيره.

3- مِن أهم البدع شيوعاً الإحتفال بمولد النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بالطريقة الشائعة هذه الأيام والتي تُعد سنة عن الفاطميين ومِن الممكن إستبدال طريقة الإحتفال هذه بتلاوة القرأن الكريم وذكر السيرة النبوية أو إطعام الفقراء وفعل أياً مما يُقرب العبد مِن ربه.

4- التلفظ بالنية تُعد مِن البدع الشائعة بعض الشيء ومِن الجدير بالذكر أنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أن النية مكانها القلب لا غير كما أن الجهر بالنية يُعد إثم عظيم وهو أمر إتفق عليه كافة العلماء.

5- وفيما يتعلق بالقبور فمِن البدع الشائعة عن القبور التمسح بالأضرحة وذبح الذبائح عندها ومناجاة أهل القبور وغيره مِن الأفعال الحمقاء.

6- وعن البدع المتعلقة بالمساجد ودخولها فيجب العلم أنه مِن غير المشروع على الإطلاق دخول الأطفال إلى المسجد بأوساخهم وكذلك الأمر بالنسبة لصراخهم فيها.

7- ومِن الضلالات كذلك الإنارة بشكل مبالغ والإسراف في الأفعال.

أنواع البدع في الاسلام

1- البدع القولية الإعتقادية

البدع القولية الإعتقادية هي البدع المنطوقة ويشمل هذا النوع مِن البدع بعض الكلمات التي كثيراً ما ينطقها الأشخاص كالقسم وغيره.

2- بدعة التعبد

هذا النوع مِن البدع يشمل كلاً مِن التعبد بسنن ليس لها علاقة بالدين وإنما دخيلة عليه وكذلك تشمل الصيام أو الصلاة بطريقة لا أصل لها بالدين، وكذلك الإحتفال بأعياد لا صلة لها بالدين وزيادة العبادة عن الحد الذي حدده الله عز وجل مثل أن يُصلي الفرد العصر خمسة ركعات بدلاً مِن أربعة وغيره.

حكم الدين في البدع

طبقاً للدين فإن أصحاب البدع كافة في النار وذلك بالإستناد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ” رواه النسائي.

كما أن علماء الدين قد أجمعوا جميعاً على أن إتباع الضلالات مِن الأمور المنكرة وقد قيل أن بعضاً مِن علماء الدين ذهبوا إلى أن صلاة التراويح وختم القرأن مِن البدع فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاف أن تفرض وهي إشارة إلى أنها ليست مِن الأمور الواجبة.

يستند علماء الدين في الحكم على المبتع إعتماداً على قول الرسول ” وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار”، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” وفي رواية أخرى ” مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ” رواه مسلم وأبو داوود الترمزي.

كما وذكر بعض العلماء أن إتباع هذه البدع قد يصل بالإنسان إلى الشرك ومِن البدع التي تصل بالإنسان إلى الشرك الطواف بالقبور والإستغاثة وطلب العون مِن غير الله عز وجل.

أهم أسباب ظهور وإنتشار البدع

1- جهل أغلب الناس بالأمور الصحيحة في تعاليم الدين الإسلامي.
2- بعض الناس يتبعون البدع فقط إرضاءً لهوى أنفسهم.
3- كثيراً مِن الناس يتبعون البدع بسبب تعصبهم الشديد للدين ومِن أبرز هؤلاء الأشخاص هم الصوفيين.

البدع في الإسلام مِن الأحاديث النبوية

كثيراً مِن الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ورد بها تحذيرات عن البدع ومِن هذه الأحاديث:

1- يقول البخاري أنه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد “.
2- كما يقول مسلم أنه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة “.

3- ويقول مسلم عن المنذر بن جرير عن أبيه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” مَن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها بعده مِن غير أن ينقص مِن أجورهم شيء ومَن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزره ا ووزر مَن عمل بها مِن بعده مِن غير أن ينقص مِن أوزارهم شيء “.