ودّعت المملكة العربية السعودية أحد أهم أبنائها ورجالها الشرفاء ، الأمير ” سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ” وزير الخارجية السابق ، رجل السعودي البر ، الذي قضى عمره متفانيا في خدمة وطنه ، وأدى رسالته على أكمل وجه ليكون لنا المثل الأعلى الذي يحتذى به للشهامة والإخلاص وحب الوطن ، وقد وافته المنية اليوم الخميس في ولاية لوس أنجلس بالولايات المتحدة .
وقد تم الإعلان عن وفاة سموه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته عبر الصحف المحلية ووكالة رويترز للأنباء ، وبعض الأفراد من العائلة المالكة عبر موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر ” ، قبل أن يصدر بيان من الديوان الملكي رسميا عن وفاة فقيد الأمة رحمه الله تعالى .
ونحن بدورنا في موقع المرسال إذ ننعى ببالغ الحزن والأسى جموع الشعب السعودي ، والعائلة الملكية الكريمة على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وجموع الشعب السعودي أفرادا وحكومة وإلى أمة المسلمين ، لفقيد الأمة الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود . موعد الجنازة :
صدر بيانا عن الديوان الملكي اليوم بأن سيصلى على سموه رحمه الله ، وأسكنه فسيح جناته ، غدا السبت 24/9/1436 هـ بعد صلاة العشاء في المسجد الحرام بمكة المكرمة .
الشعب السعودي ينعي الأمير سعود الفيصل :
منذ أن أعلن الخبر عبر الصحف المحلية ، تسارع جموع أبناء المملكة لتنعى الأمير الراحل رجل السياسة والإنسانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، مقدمين تعازيهم ومعبرين عن حزنهم لفقيدهم داعين له بالمغفرة والرحمة الواسع ، وقد تصدر هاشتاق #سعود_الفيصل أعلى الوسومات تداولا عالميا وعلى مستوى المملكة .
والجدير بالذكر أن الأمير سعود بن فيصل كان قد طالب بإعفائه من منصب وزير الخارجية نظرا لظروفه الصحية بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والنجاحات طوال فترة توليه منصب وزارة الخارجية ، حيث يعتبر الأمير فيصل هو أول وزير خارجية يتولى المنصب لفترة طويلة تتعدى الأربعين عاما .
محطات في حياة الأمير الراحل سعود الفيصل :
إذا أردنا أن نتحدث عن إنجازات الأمير الراحل سعود الفيصل فلن يبقى متسع لصفحاتنا لكتابتها جميعها لنوفه حقه ، فهو كان شخصية غير عادية ولن تتكرر فقد كان سموه السياسي المحنك ، الصادق ، الإنساني لأبعد الحدود ، المتفاني لحبه لوطنه ولأبناء وطنه ، وليس فقط على الصعيد المحلي ، فقد كان محبوبا بين جموع شعوب دول العالم ورؤسائها ، فكان شخصية فذة بمعنى الكلمة ، وكان ” رجل ” بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني سامية .
– توفي سموه قبل يوم واحد من ذكرى إعلان الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز عن حظر الصادرات النفطية للولايات المتحدة ، والذي كان للأمير سعود الأثر الكبير في إعلان هذا القرار وذلك لرفضه الدعم الأمريكي لإسرائيل خلال حرب الـ73 .
– عمل الأمير الراحل قبل توليه الوزارة مستشارا اقتصاديا في وزارة البترول والثروة المعدنية ، ثم انتقل بعد ذلك ليعمل في المؤسسة العامة للبترول والمعادن ، وفي عام 1970 أصبح نائبا لمحافظ بترومين لشئون التخطيط ، ثم وكيلا لوزارة البترول والثروة المعدنية في عام 1971 .
– الأمير سعود الفيصل هو ثالث وزير للخارجية السعودية ، حيث تولى منصب الوزارة بعد والده الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز حيث تولى الوزارة في الفترة ما بين عام 1395 هـ إلى عام 1436 هـ .
– أصيب الأمير سعود الفيصل بمرض باركنسون ، وقد اشتد عليه المرض في الأونة لأخيرة مما اضطره إلى اعتزال المعترك السياسي ليتفرغ إلى علاجه إلى أن وافته المنية يوم الخميس 9/7/2015 .
– ترك الأمير سعود الفيصل إرثا سياسيا كبيرا حتى أنه أصبح مثلا يحتذى به ، وقد انتشرت مقولة ” تكفى يا سعود الفيصل ” بين المجالس السعودية إلى كل من يريد أن يدخل في أحاديث سياسية ، كناية عن حجم ومكانة الأمير سعود الفيصل كرجل سياسي مخضرم ومحنك يعتبر حالة فريدة من نوعها ولن تتكرر .