يتميز العرب بالفصاحة وقد تربع شعر الغزل على عرش الشعر في العصر الجاهلي، وقد ظهر الغزل في الكثير من القصائد حتى يكاد لا يوجد قصيدة لم يذكر فيها بعض الأبيات من شعر الغزل .
شعر غزل
هو أحد أنواع الشعر التي لاقي الكثير من الاهتمام قديما، حيث يقوم الشاعر بالتغني بجمال حبيبته ويظهر حبه وشوقه لها ويقوم بابراز محاسنها، وتظهر من خلال هذه الأبيات انفاعلات الشاعر وعلاقته بمحبوبته، ووصف الجمال الخارجي للمرأة وآثار هذا الجمال في داخلهم ، وفيما يلي بعض أبيات شعر الغزل الفصيح.
بعض أبيات شعر الغزل الفصيح
شعر عمر بن أبي ربيعة
أُلامُ على حُبي ، وكأنّـى سننتـهُ
وقد سُنّ هذا لحبُّ من قَبلِ جُرهُـم
فقلت: اسمعي ، يا هندُ، ثم تفهمي
مقالـةَ محـزونٍ بحُبِّـكِ مٌغـرمِ
لقد مات سرى واستقامت مودتـي
ولم ينشرح بالقولِ يا حبّي فمـي
فإن تقتلي في غير ذنبٍ،أقل لكـم
مقالـةَ مظلـومٍ مشـوقٍ متـيـمِ
هنياً لكم قتلي ، وصفـو مودتـي
فقد سط من لحمى هواك ومن مديِ
قصيدة ابو فراس الحمداني
أراك عصي اـدمع شيمتك الصبر ….. أما للهوى نهي عــليك ولا أمر ؟
بلى ، انا مشتاق وعـندي لوعة ….. ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى ….. وأذللت دمعاً من خلائـقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوانحي ….. إذا هي أذكتها الصـبابة والفكر
معللتي بالوصل ، والموت دونـه ….. إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر !
حفظت وضيعت المودة بيننا ….. وأحسن من بعض الوفاء لك الغدر
وما هذه الأيام إلا صحائف ….. لا حرفها من كف كاتبها بشر
بنفسي من الغادين فى الحي غادة …. هواي لها ذنب وبهجتها عذر
وفيت وفي بعض الوفاء مذلـة …. لآنسة في الحي شيمتها الغدر
تسائلني ” من أنت ” وهي عليمـة …. وهل بفتى مثلي على حاله نكر ؟
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى …. قتيلك .. قالت : أيهــم فهم كثر !
فقلت لها : لو شئت لم تتعـنتي … ولم تسألي عــني ، وعندك بي خبر
شعر ايليا أبو ماضي
ليت الذي خلق العيون السودا …. خلق القوب الخافقات حديدا
لولا نواعسها ولولا لحظها .. ما ود مالك قلبه لو صيدا
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم … كنت امرءا خشن الطباع بليدا
وإذا طلبت مع الصبابة لذة …. فلقد طلبت الضائع الموجودا
شعر المتنبي
ولما التقينا والنوى ورقيبنا …. غفولان عنا ظلت أبكي وتبسم
فلم أر وجها ضاجكا قبل وجهها … ولم تر قبلي ميتا يتكلم
شعر أحمد شوقي
خدعوها بقولهم حسناء ……… والغواني يغرهن الثناء
نظرة فابتسامة فسلام …. فكلام غموعد فلقاء
فلقاء يكون فيه دواء … أو فراق يكون منه الداء
جاذبتني ثوبي العصي وقالت … أنتم الناس أيها الشعراء
فاتقوا الله في قلوب العذارى … فالعذارى قلوبهن هواء
شعر يزيد بن معاوية
اراك طروبا والهن كالمتيمي
تطوفو بأكنافن تجاهه المخيمي
اصابك سهم ام بلية بنظرة
ً اما هذه الا سجية مرمي
على شاطي الوادي نظرة حمامة
فطالت علي حسرتي وتندمي
خذوا بدمي منها فإني قتيلها
ولا مقصدي الا تجود وتنعمي
ولا تقتلوها ان امرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حللها دمي
ولا تحسبوا اني قتلت بصارمً
ولكن رمتي من رباه بأسهمي
مهذبت ألألفاض مكية الحشا
حجازية العينين طائية الفمي
اغار عليها من ابيها وامها
ومن خطوة المسواك ان دار بالفمي
اغار على اعطافها من ثيابها
اذا البستها فوق جمسمً منعمي
واحسد اقداحاً تقبل ثغرها
اذا اوضعتها موضع اللثم بالفمي
ولما تلاقينا وجدت بنانها خضابةً
تحكي عصارة عندمي فقلت خضبتي
الكف بعدي هكذا يكون جزاء المسك
هام المتيمي فقالت وابقت في الحشى
حرق الجوى وقالت من في القول لم يتبرمي
واشك ماهذا خضاب عرفته فلا تكودي
البهتان والزور بتهمي وقبلتها تسعاً وتسعين
قبلتن مفراقتن بالخد والكف والفمي
ولا كنني لما وجدتك راحلاً وقد كنت لي
كفي وزندي ومعصمي بكيت دماً يوم النوى
فمسحته بكفي فاحمرة بناني من دمي
ولو قبل مبكاها بكيت صبابتاً لكنت شفيت النفس
قبل التندمي ولكن بكت قبلي فهايجني البكاء بكاها
فضلت الفضل للمتقدمي بكيت على من زين
الحسن وجهها وليس لها مثلاً بعرب واعجمي
اشارت برمش العين خيفت اهلها
اشارات محزونن ولم تتكلمي
وايقنت ان الطرف قد قال مرحبا
واهلن وسهلن بالحبيب المتيمي
شعر جرير
لقد كتمت الهوى حتّى تهيّمنـي
لا أستطيعُ لهـذا الحُـبِّ كتمانـ
الا بارك الله بالدّنيـا اذا انقطعـت
أسباب دنياك من أسبـاب دنيانـا
أبـدّل اللّيـل لا تـرى كواكبـهُ
أم طال حتّى حسبت النّجم حيرانا
إنّ العيون التي في طرفها حَـوَرٌ
قتلننـا ثـم لـم يُحييـن قتلانـا
يصرعن ذا اللّب حتّى لا حراك به
وهُنَّ أضعـف خلـق الله أركانـا