يعتبر الحب من أجمل المشاعر الإنسانية التي يبحث عنها الإنسان طوال حياته، فهو يشعره بأنه يضيف أعمار أخرى بجانب الكثير من السعادة، ونظم الكثير من شعراء الأدب العربي أشعارا تمس القلب عن الحب، نعرض لكم بعض الابيات التي تعتبر من أجمل الابيات التي نظمت في الحب.
هذا ما قاله قيس بن ذريح
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
وَيَومٍ كَظِلِّ الرّمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت
بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى
وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا
خَليلَيَّ إِن تَبكِيانِيَ أَلتَمِس
خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا
فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً
وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا
وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ
تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا
فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها
وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا
إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ
تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا
سَقى اللَهُ جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت
بِهِنَّ النَوى حَيثُ اِحتَلَلنَ المَطالِيا
وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً
وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا
وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً
لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي
قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا
قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها
فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا
وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ
لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا
فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت
فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا
فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ
وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا
وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالُهُم
مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حَبالِيا
وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل
بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا
فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها
يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
فَما طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ وَلا
الصُبحُ إِلّا هَيَّجا ذِكرَها لِيا
وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا
سُهَيلٌ لِأَهلِ الشامِ إِلّا بَدا لِيا
وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ
مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا
وَلا هَبَّتِ الريحُ الجُنوبُ لِأَرضِها
مِنَ اللَيلِ إِلّا بِتُّ لِلريحِ حانِيا
فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها
عَلَيَّ فَلَن تَحموا عَلَيَّ القَوافِيا
فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها
فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا
قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا
وَبِالشَوقِ مِنّي وَالغَرامِ قَضى لَيا
وَإِنَّ الَّذي أَمَّلتُ يا أُمَّ مالِكٍ
أَشابَ فُوَيدي وَاِستَهامَ فُؤادَيا
أَعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ
وَقَد عِشتُ دَهراً لا أَعُدُّ اللَيالِيا
وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني
أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا
أَراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها
بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا
وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها
وَعُظمَ الجَوى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا
أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها
أَوَ اِشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا
وهناك أيضا ما قاله المتنبي في حبيبته
لا تحارب بناظريك فؤادي فضعيفان يغلبان قـويا
إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً وحقك يا روحي سكرت بلا شرب
كتب الدمع بخدي عهده للهوى والشوق يملي ما كتب
أحبك حبين حب الهوى وحبا لأنك أهل لذاكا
رأيت بها بدراً على الأرض ماشياً ولم أر بدراً قط يمشي على الأرض
قالوا الفراق غداً لا شك قـلت لهم بل موت نفسي من قبل الفراق غـداً
قفي ودعينا قبل وشك التفرق فما أنا من يحيا إلى حين نلتقي
مو بس احبك انا والله من حبك احب حتى ثرى الارض التي تاطاها ضممـتـك
حتى قلت نـاري قد انطفت فلم تطف نيراني وزيد وقودها
لأخرجن من الدنيا وحبكم بين الجوانح لم يشعر به أحد
تتبع الهوى روحي في مسالكه حـتى جرى الحب مجرى الروح في الجسد
أحبك حباً لو يفض يسيره على الخلق مات الخلق من شدة الـحب
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى قتيلك قال: أيهن فهن كثر
أنـت مـاض و في يديك فـؤادي رد قلبي وحيث ما شئت فامض
ولي فؤاد إذا طال العذاب به هام اشتياقاً إلى لقيا معذبه
ما عالج الناس مثل الحب من سقم ولا برى مثله عـظماً ولا جسـداً
قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من هجرتك
حتى قيل لا يعرف الهوى وزرتك حتى قيل ليس له صبرا
قالت جننت بمن تهوى فقلت لها العشق أعظم مما بالمجانين
ولو خلط السم المذاب بريقها وأسقيت منه نهلة لبريت
وقلت شهودي في هواك كـثيرة وأَصدقها قلبي ودمعي مسفوح
أرد إليه نظرتي و هو غافل لتسرق منه عيني ما ليس داريا
لها القمر الساري شقيق وإنها لتطلع أحيانا لـه فيغيب
وإن حكمت جارت علي بحكمها ولكن ذلك الجور أشهى من العدل
ملكت قلبي و أنت فيه كيف حويت الذي حواكا
قل للأحبة كيف أنعم بعدكم وأنا المسافر والقلب مقيم
عذبيني بكل شيء سوى الصد فما ذقت كالصدود عذابا
وقد قادت فؤادي في هواها وطاع لها الفؤاد وما عصاها
خضعت لها في الحب من بعد عزتي وكل محب للأحبة خاضع
ولقد عهدت النار شيمتها الهدى وبنار خديك كل قلب حائر
عذبي ما شئت قلبي عذبي فعذاب الحب أسمى مطلبي
وهذا ما قاله محمود درويش عن الحب
أجمل حبّ كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوماً
وكانت سماء الرّبيع تؤلّف نجماً… ونجماً
وكنت أؤلف فقرة حبّ
لعينيك.. غنّيتها!
أتعلم عيناك أنّي انتظرت طويلاً
كما انتظر الصّيف طائر
ونمت.. كنوم المهاجر
فعين تنام لتصحو عين.. طويلاً
وتبكي على أختها
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
ونعلم أنّ العناق، وأنّ القبل
طعام ليالي الغزل
وأنّ الصّباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
على الدّرب يوماً جديداً!
صديقان نحن، فسيري بقربي كفّاً بكفّ
معاً نصنع الخبز والأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق.. لأيّ مصير
يسير بنا؟ ومن أين لملم أقدامنا؟
فحسبي، وحسبك أنّا نسير
معاً، للأبد
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم؟ ونسأل يا حبّنا!
هل تدوم؟
أحبك حبّ القوافل واحة عشب وماء
وحبّ الفقير الرّغيف!
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوماً
ونبقى رفيقين دوماً.
وهذا نبذة مما قاله نزار قباني عن الحب
حبيبتي، لديَّ شيءٌ كثيرْ
أقولُهُ، لديَّ شيءٌ كثيرْ
من أينَ؟ يا غاليتي أَبتدي
وكلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ
يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي
ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ
هذي أغانيَّ وهذا أنا
يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ
غداً.. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ
واشتاقَ مِصباحٌ وغنّى سرير
واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ
وأوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ
فلا تقولي: يا لهذا الفتى
أخْبرَ عَنّي المنحنى والغديرْ
واللّوزَ.. والتوليبَ حتى أنا
تسيرُ بِيَ الدّنيا إذا ما أسيرْ
وقالَ ما قالَ فلا نجمةٌ
إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ
غداً.. يراني النّاسُ في شِعْرِهِ
فَمَاً نَبيذِيّاً، وشَعْراً قَصيرْ
دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي
كَبيرَةً.. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ
ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ
لو لَمْ تكنْ عَيناكِ.. ماذا تصيرْ؟
نبذة من قصائد الشاعر البحريني المعاصر قاسم حداد
أوّل الاحتمالات
مفتولة الأحلام
لا جنية ولا تعشق الماء
تأتي من حيث لا نتوقع لها
ولها نخل، وخيول، وزعفران
مربوطة بالتّذكر الّصاعق
هل أنت واحدة أم كثير؟
ولا تأبه كأنّ لا أسئلة تستعصي
والشّعر أجنحة وأفق وحنين لها
ولها الزّينة وأسرارها
والمرايا مرصودة للقوانين والقيد
ولا تأبه كأنّ لا حدود تستعصي تقذف حبل أحلامها
وتظلّ مربوطةً في عروة الرّيح