أحمد السديري ، هو أحد أمراء المملكة ومن أبرز الشعراء وأرفعهم منزلة ، وله مكانة في قلوب عشاق الشعر ومحبيه ، وهو ينتمي إلى الدواسر ، وقد تولى إمارة الجوف وبعدها تولى إمارة جازان ثم تولى منطقة الحدود الشمالية وبرز في كتابة الشعر ، ولد في عام 1915 م في الأفلاج حيث كان والده أميرًا عليها ، درس على معلم من أهل القصيم هو عبد الله الحصين وحفظه أجزاء عديدة من القرآن الكريم .

الجانب الثقافي من حياة أحمد السديري

تعلم الأمير أحمد السديري في الغاط ، كما درس مبادئ القراءة والتوحيد والفقه ، وهي العلوم التي كانت تدرس في الكتاتيب آنذاك ، ثم طور ثقافته بنفسه من خلال مجالسته لأهل العلم والرواة الذين كانوا يرتادون مجلس والده .

أشتهر الأمير أحمد السديري بشخصيته القيادة  حيث أصبح قائدًا لقوات المجاهدين من أجل فلسطين لمدة عامين ، مما ساعده ذلك على تولي العديد من المناصب القيادية منها ، وقد عينه الملك عبد العزيز رحمه الله أميرًا على الجوف سنة  1357 هـ ولمدة 7 سنوات وكان عمره 17 عامًا في ذلك الوقت وأثبت وجوده ودرايته بالأمور القيادية ، ثم تعين أميرًا لإمارة جازان لمدة 4 سنوات ، ثم اختاره الملك عبدالعزيز محافظًا لخطوط الأنابيب .

عندما ثارت المشاكل على الحدود السعودية اليمنية بعد الإطاحة بالإمام يحيى بن أحمد ، أستطاع الأمير أحمد السديري بحكمتة السيطرة على الحدود بحنكة ودهاء .

أسس الأمير أحمد السديري ، ثلاث مدن رئيسية هي مدينة عرعر والقيصومة وطريف ، وساعد ذلك على توطين القبائل هناك حتى أصبحت مدنًا مليئة بالحركة والنشاط والتقدم ، كما تولى قيادة الجيش بالمنطقة الجنوبية ، ومكث ثماني سنوات حتى أنتهت حرب اليمن وعاد وقضى بقية حياته متنقلًا بين الطائف ومزرعته الخفيات شمال بريدة على طريق حائل .

أصيب بأزمة قلبية حادة ، مما ترتب عليها مكوثه في الفراش لمدة شهر حتى توفي عام 1398هـ في الرياض ، وقد دفن بالخفيات في شمال القصيم  ، وقد رثاه عدد كبير من الشعراء بقصائد تدمي القلوب نظرًا لمكانته الكبيرة .

سمات شخصية الأمير أحمد السديري

كان الأمير الشاعر أحمد السديري معروفًا بمكارم الأخلاق ، وكان محبًا للفقراء ويساعد المحتاجين ، كان معروفًا بحب الناس ، وحسن الضيافة حيث كان يستضيف الأدباء والشعراء من جميع دول الخليج والمملكة .

هوايات الأمير أحمد السديري

شغف الأمير أحمد السديري في بداية حياته بركوب الخيل وكان معروفًا بسرعة العدو والجري ، حتى قيل عنه إنه كان يلحق الصعاب من الإبل ويمسك بها ،  كما إنه كان مولعًا بالقنص وإقتناء الطيور النادرة .

قصائد الأمير الشاعر أحمد الدوسيري

– الديوان الكامل للأمير محمد الأحمد السديري وقد صدر عام 1436هـ .
– مرويات الأمير محمد الأحمد السديري وقد صدر عام 1434 هـ .
– ملحمة عكاظ وهي مكونة من 194 بيتًا ، وفيها يفتخر بالصحابة والعرب وتاريخ الملك عبد العزيز .
– الملحمة الزيدية وهي قصيدة مكونة من 158 بيتًا ، ويتحدث فيها عن الحكمة والفخر .
– الملحمة الشعبية وهي قصيدة مكونة من 131 بيتًا ، وهي قصيدة سياسية .
– كتاب أبطال من الصحراء ، وهو سيرة تاريخية أدبية .

يعد ذلك الكتاب بحث متأني عميق لأوضاع قبائل البادية من خلال نماذج متميزة من رجالاتها الذين كان لهم دور متميز في الحياة وحضور كبير بين قبائلهم ولدى القبائل الأخرى .

وتعكس هذه النماذج صور حية عن حياة البادية وعلاقات القبائل بعضها ببعض من خلال غزواتها وحروبها وأيام صفائها المشفوعة بالكثير من التحالفات القبلية التي تقرر الكثير من مجريات الأحداث في هذه البلاد المنعزلة عن الدنيا .

– كتب قصيدة رائعة قد لاقت شهرة واسعة وصدى طيبًا والتي تغنى بها فنان العرب محمد عبده وأداها بلحن جميل ، وأثبت أن الشعر الشعبي متى ما وجد من يخدمه بالشكل اللائق فإنه ينجح نجاحًا باهرًا .

– قصيدة حملي ثقيل .
– قصيدة الرفيق الموالي .

أحد قصائده بينه وبين الأمير خالد الفيصل

يقول الأمير خالد الفيصل :

ياقلبي اللي من هوى البيض  معتاذ ، واليوم اشوف الوجد والشوق بذه

حسبي على اللي للمواصيل جذاذ ، حبل الوصل من بيننا البعد جذه

يسقي منازل لين العود رذاذ ، يلقى بها ظبي الطعاميس لذه

الصاحب اللي عن هوى القلب مالاذ ، لاقلت دوك القلب يازين غذّه

ولانيب من هرجه كثير وهذاذّ  ، ماشاف في ليله نهاره يهذّه

عساك تأتي لي يابو زيد نفاذ ، قلب تحذى الشور ياخوك حذه

يقول الأمير أحمد السديري :

سهر طوال الليل واغضي على الحاذ ، وعن الصديق القلب ما فيه شذه

شكواك خلت بسرة القلب تخاذ ، ولا عاد في قلبي من الصبر فذّه

اللي يا بو بندر جعل قلبك افلاذ ، مشربك ياممدوح الأفعال عذّه

طفل سهم عينه بالاعماق نفاذ ، والحق عليك بقذة عقب قذّه

ان كان مالك فيه مدخل ومنفاذ ، له الشبك في مدهل الصيد بذّه

وإليا دخل وسط الشبك يابن الافذاذ  ، غوجك لساعات المهمات حذّه

أحد قصائده تغنى بها فنان العرب محمد عبده

يقول من عدا على راس عالي
رجم طويل يدهله كل قرناس
في راس مرجوم عسير المنالي
تلعب به الارياح مع كل نسناس
في مهمة قفر من الناس خالي
يشتاق له من حس بالقلب هوجاس
قعدت في راسه وحيد لحالي
براس الطويل ملابقه تقل حراس
متذكر في مرقبي وش غدالي
وصفقت بالكفين ياس على ياس
اخذت اعد ايامها والليالي
دنيا تقلب ما عرفنا لها قياس
كم فرقت ما بين غالي وغالي
لوشفت منها ربح ترجع للافلاس
يقطعك دنيا ما لها اول وتالي
لو اضحكت للغبن تقرع بالاجراس
المستريح اللي من العقل خالي
ما هو بلجات الهواجيس غطاس
ماهوب مثلي مشكلاته جلالي
ازريت اسجلهن بحبر وقرطاس
حملي ثقيل وشايلة باحتمالي
واصبر على مر الليالي والليالي والاتعاس
وارسي كما ترسي رواس الجبالي
ولا يشتكي ضلع عليه القدم داس
يابجاد شب النار وادن الدلالي
واحمس لنا يابجاد ما يقعد الراس
ودقه بنجر ياظريف العيالي
يجذب لنا ربع على اكوار جلاس
وزله الى منه رقد كل سالي
وخله يفوح وقنن الهيل بقياس
وصبه ومده ياكريم السبالي
يبعد همومي يوم اشمه بالانفاس
فنجال يغدي ما تصور ببالي
وروابع تضرب بها اخماس واسداس
لاخاب ظني بالرفيق الموالي
مالي مشاريه على نايد الناس
لعل قصر ما يجيله ظلالي
ينهد من عال مبانيه للساس
لاصار ما هو مدهل للرجالي
وملجا لمن هو يشكي الضيم والباس
بحسناك يامنشي حقوق الخيالي
ياخالق اجناس ويامغني اجناس
تجعل مقره دارس العهد بالي
صحصاح دوِّ دارس مابه اوناس
البوم في تالي هدامه يلالي
جزاك ياقصر الخنا وكر الادناس
متى تربع دارنا والمغالي
وتخضر فياض عقب ما هيب يباس
نشوف فيها الديدحان متوالي
مثل الرعاف بخصر مدقوق الالعاس
ونثير على البيدا سوات الزوالي
يشرق حماره شرقة الصبغ بالكاس
وتكبر دفوف معبسات الشمارلي
ويبني عليهن الشحم مثل الاطعاس

أحد قصائده مع صديقه الشاعر زبن بن عمير العتيبي

يقول الشاعر أحمد السديري

يازبن ودعناك في يوم الاثنين
لعلها لك ياخو صنعا مسافير
بجيرة الله ياعشير الغلامين
يامقفي عنا ذكرناك بالخير
نغليك يوم إنك بعيد عن الشين
وريف لضيفك في ليال المعاسير
يوم تغيبه عندنا قدر عامين
ويوم نشوفك فيه عز وتباشير
هذا الفراق اللي نظرناه بالعين
وعز الله انك ناوي بالمحادير
يازبن يالبراق بالله الى وين
واسلم ورد العلم يازبن العمير
فأجابه زبن بن عمير على الابيات الماضية قائلا
وانا بعد ودعتك الله بتسعين
وداعة من حفظ والي المقادير
ياباذل الحسنى على المستحقين
ونطاح بالضيقات وجه المناعير
ياللي بدرب الطيب جالك براهين
ولبست بالبيضا ثياب مشاهير
يبون دربك ناس واجد وعجزين
يجي لهم من دون دربك عواثير
ولا يختفي فعل به الناس دارين
لين انها تمحى الجبال المزابير
من يوم عنك اقفيت والقلب والعين