تنتج هوليوود عددًا من الأفلام الرومانسية كل عام، لكنه قياسياً لعدد أفلام الأكشن والقتال والمطاردات والجاسوسية، يمثل الفيلم الرومانسي نسبة قليلة جدًا في أن يكون فيلم العام فيلم رومانسي جيد أو يستحق المشاهدة، وتعد هذه الأفلام الرومانسية شيء نادر حتى تستطيع أن تترك ذلك الأثر في العواطف والقلوب بالإضافة لإيرادات من شباك التذاكر .

قصة الحب بين اماندا وداوسن

تدور قصة فيلم the best of me حول قصة حب تدور أحداثها في الساحل الجنوبي، ومحكوم علي هذه القصة بالفشل، حيث نجد أنفسنا أمام حبيبين قديمين، أو زوج من الأحبة Amanda وDawson وقعا في الحب منذ أن كانا في مرحلة الثانوية، وقررا البقاء معاً إلى الأبد، كانت أماندا فتاة غنية جميلة، بينما داوسن صبي ذكي ينتمي إلى عائلة من الفقراء البيض الوضيعين، وهذه التركيبة المختلفة اجتماعيا مهمة في سياق الفيلم .

فطموح ورعونة الشباب جعل الفتى الفقير يتصور أن المواضعات الاجتماعية لا يمكنها أن تقف حائلا أمام حبه، فيتلقى صدمة عمره الكبرى إذ يتدخل أهل الفتاة متسببين بإنهاء العلاقة، حيث يُدبر والد Amanda كميناً لـ Dawson ليُتهم بجريمة قتل ويدخل السجن، وطبعا ذلك انتقاماً لرفضه طلب والد حبيبته بالابتعاد عنها، فقرر داوسن منذ دخوله السجن الانفصال عن أماندا، التي مازالت جذوة حبها تشتعل في قلبه .

يجمع القدر الحبيبين بعد كل هذه السنين، وبمجرد أن يلتقيا كأن كيوبيد أطلق سهامه على قلبيهما للمرة الأولي، وطوال أكثر من نصف زمن شريط الفيلم يجاهد كل من الممثلة ميشيل موناغان، والممثل جيمس مارسدن بحماسة ضد تيار الحزن و الأسى الذي غرق فيهما الفيلم، وأغرق فيها نيكولاس سبركس أبطال قصته فيها .

فشل علاقة الحب بين الحبيبين

فشل سبركس مؤلف القصة كما فشل المخرج مايكل هوفمان في أن يطرح سؤاله بشكل أكثر جرأة، كما لم يترك للمشاهد فرصة للتفكير في مصير هذه العلاقة، ومناط فشل المؤلف والمخرج أن علاقة الحبيبين محكوم عليها بالفشل، إذ يعود الحبيبين بعد 20 عاماً إلى البلدة التي ولد حبهما فيها وكبر، ويلتقيان من جديد، فهل ستكون هذه فرصة ثانية، هكذا طرح الفيلم السؤال .

المدهش أنه رغم أن لقاء الحبيبين أشعل جذوة الحب المختبئة، والتي لم ينجح الوقت في أن يطفئها، لكنهما يكتشفان أن الأسباب التي أدت إلى فُراقهما من قبل ما تزال موجودة، وأضيف عليها أسباب جديدة حيث أن أماندا متزوجة وأصبحت أم، ويصبح سؤال الفيلم هل يملك داوسن الشجاعة التي تجعله لا يتمادى في استعادة هذه العلاقة، إذ إنه قد يفكك أسرة أماندا، وهل لدى أماندا الشجاعة وتستطيع تجاهل المعاناة التي سببها لها داوسن، وتترك زوجها وأولادها ؟

نقد فيلم the Best of Me

طوال شريط الفيلم وفي كل مشهد وكادر يتأكد أن المخرج مايكل هوفمان لم يستطع أن يحسن الفيلم أو يجمله إذ جاء باهتا خاليا من جماليات الفيلم السينمائي، لاسيما أن آداء ميشيل موناجان و جيمس مارسدن فقد براعة الأداء التي ساهم فيها نص سيناريو، وتم الانتهاء منه سريعا دون التدقيق في مثالبه ومواطن ضعفه و ركاكته، فعجزت جهود موناجان ومارسدن وحدهما عن إنقاذ الفيلم .

رغم أن The Best of Me ليس أفضل فيلم رومانسي، وليس من علامات السينما المميزة، لكنه فيلم بسيط يمكن مشاهدته .

خسر صناع فيلم the best of me رهانهم في أن يحقق فيلمهم نجاحا، ويقدم ما يرغب فيه المشاهد، لكنه جاء مخيبا لآمال جماهير السينما، ومن الغريب والمدهش أن نيكولاس سبركس مؤلف the best of me هو نفسه مؤلف فيلم The notebook الذي حظي باستحسان النقاد والجمهور، لكنها السينما .

الوسوم
قصص افلام