شرع الله عز وجل على العباد الكثير من السنن التي من الواجب أتباعها والتي من بينها العقيقة والتي يتم نحرها للمولود الجديد، وهي بمثابة شكر من الإنسان على ما رزقه الله عز وجل وبها يحافظ على المولود من المشاكل والمصائب والأمراض، ودلالة على أن الإنسان ملتزم بشرع الله عز وجل ومن بين الشرائع الأخرى المتبعة عند الرزق بمولود جديد حلق شعر الرأس والتصدق بقيمة الوزن من الفضة.

كيف يتم توزيع العقيقة

أكد الكثير في الفقهاء والعلماء على أن العقيقة من الأشياء التي يتم توزيعها على الناس مثل الأضحية التي يتم التضحية بها خلال عيد الأضحى، حيث يتم تقسيم العقيقة إلى ثلاثة أثلاث ويأخذ الشخص الثلث ويطعم من يشاء من الثلث الثاني ويتصدق بالثلث الثالث على الفقراء والمساكين، وعلى الرغم من ذلك فلا يوجد نص شرعي لتوزيع العقيقة فمن الممكن أن يأكلها الشخص كلها أو يتم توزيع النصف وأخذ النصف أو أن يعمل عليها وليمة ويعزم الناس.

ولكن من الأفضل أن يقدم الشخص على التناول من العقيقة وأن يوزع بعض منها على الفقراء مع اختلاف الأئمة في نسبة توزيع العقيقة.

مشروعية العقيقة

منذ الجاهلية وقد عرف العرب العقيقة فقد كان يتم ذبح شاة عند قدوم مولود جديد، وقد كانت من العادات التي يقدم عليها العرب قبل دخول الدين الإسلامي، وقد أبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم على تلك العادة وعمل بها وقد رغب الناس بها من بعده وما يدل على مشروعية العقيقة في الدين الإسلامي هو حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه.

كنّا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاةً، ولطخ رأسه بدمها، فلمّا جاء الله بالإسلام كنّا نذبح شاةً، ونحلق رأسه، ونلطخه بزعفران.

حكم العقيقة للأطفال

وردت العديد من الأقوال والأحكام عن العقيقة وفقا للعديد من العلماء والفقهاء وهي على النحو التالي.

1- العقيقة من السنن المؤكدة وهي من الأشياء المعتمدة في المذاهب الخمسة.

2- والقول الثاني عن العقيقة هي أنها فرض واجب وفقا لقول الظاهرية وابن حزم ووفقا لقول الحسن البصري أيضا.

3- والقول الثالث هو قول الأحناف عن العقيقة ولكن لم يرد رواية معنية عن حكم العقيقة في الدين الإسلامي.

4- وهناك قول يؤكد على أن العقيقة من الأشياء الواجبة خلال الأسبوع الأول من عمر الطفل وأن لم تحدث خلال تلك الفترة فهي لم تعد واجبة على الأهل.

5- كما أن هناك رأي يؤكد على أن العقيقة من الأشياء الواجبة على الصبيان فقط ولا يجوز للفتيات، كما أن الفتاة لا يتم العق عنها وذلك القول تم اعتماده من عدة فقهاء من بينهم ابن حزم وغيره.

شروط العقيقة

يرى الكثير من العلماء أن الشروط التي لابد وأن تتوفر في العقيقة هي نفس الشروط الواجب توافرها في الأضحية والتي من بينها سنها وسلامتها من الأمراض وأن تكون صحيحة سليمة لا يوجد بها مشكلة صحية وعن الشروط الخاصة بالعقيقة فهي على النحو التالي.

1- أن تكون تلك العقيقة من الأنعام بمعنى أن تكون من الضأن أو الماعز والإبل ولا يصح العق بنوع آخر من الأنواع المذكورة مثل الأرانب أو حتى الدجاج وغيرها من الحيوانات.

2- أن تكون العقيقة سليمة وخالية من العيوب ولابد وأن لا تحتوي العقيقة على مشاكل صحية تمنعها من العق والتي من بينها العرج أو العيب الخلقي والمشاكل الأخرى.

3- أن تصل إلى العمر المناسب من خلال رؤية أسنان العقيقة وذلك من خلال رؤية الأسنان وأن تكون مكتملة ومن غير المسموح العق بشاة لم تكمل الأسنان أو قبل عمر عام.

حكم الاشتراك في العقيقة

نظرا لارتفاع سعر الأنعام اليوم يلجأ الكثير من الناس إلى الاشتراك في العقيقة من أجل ذبح شاة كبيرة مثل بقرة أو جمل وغيرها من الأنعام كبيرة الحجم، وهنا انقسم العلماء إلى قسمين قسم أجاز الأمر وهو أن يشترك أكثر من شخص في ذبح شاة واحدة كبيرة الحجم، والرأي الآخر رأي عدم جواز الأمر وأن ذبح شاة تكون عن مولود واحد فقط ولا يجوز الاشتراك في ذبح شاة واحدة لأكثر من مولود حتى وإن كانت كبيرة في الحجم.

ويري الكثير من الحنابلة على أن الشاة تذبح من أجل طفل واحد فقط ومن ثم لا يصح أن تذبح البقرة الكبيرة على سبيل المثال عن سبعة من المواليد، ولا يوجد دليل واضح على الاشتراك في الذبيحة الخاصة بالعقيقة حتى اليوم لذا فإن رأي الحنابلة هو الأقرب إلى الصواب.