لماذا يُطلب من المريض أن يتقيد بوقت محدد لتناول الدواء ؟ ويطلب من آخر أن يتناوله قبل الأكل أو بعده ؟ ويُطلب من ثالث أن يتجنب تناوله مع غذاء معين ؟ هل تداخلات الدواء مع الغذاء لها تأثيرات عكسية على فاعلية الدواء ؟ أسئلة تتكرر في العيادات وفي الصيدليات ، يؤثر الغذاء على فاعلية الدواء بأكثرمن طريقه ، وهي : التأثير على معدل امتصاص الدواء:

1. وجود الغذاء في المعدة يزيد من افراز  HCL والذي بدوره يعمل على هدم بعض المضادات الحيوية والتي تؤخذ عن طريق الفم ، لذا ينصح بإعطاء
البنسلين قبل الأكل بساعة أوبعده بثلاث ساعات.

2.عنصر الكالسيوم الموجود بكثرة في الحليب ومنتجاته يميل للارتباط بالمضادات الحيويه ( tetracycline ) ليكون مركبات غير قابلة للامتصاص، وبالتالي يصبح الدواء عديم المفعول للجسم.
3. دواء  promazine hydrochloride المستخدم في علاج بعض حالات الأمراض النفسية والعصبية يتكسر بفعل إنزيمات الجهاز الهضمي قبل أن يبدأ تمثيله.
4.أملاح الحديد المعطاة على هيئة إضافات أو الموجودة في الغذاء أصلا تزيد من معدلات امتصاصها إذا أُخذت مع أغذيه غنية بفيتامين ج .

5. الأغذية الغنية بالدهون تقلل من معدلات امتصاص الأدوية التي لاتذوب في الدهون ، والعكس صحيح حيث تزيد معدلات امتصاص الأدوية التي تذوب في الدهون . لذا يجب علينا الانتباه إلى نوعية الدواء والاستفسار عن مدى تعارضه مع الغذاء ليحقق الفاعلية المطلوبة.

◄ كيف يتداخل الغذاء مع الدواء؟ لكي يعمل الدواء ؛ لابد من تكسيره بإنزيمات معروفة في الكبد ، تحوله إلى مادة فعالة لمدة معينة ، يتم بعدها إخراج ما لم يمتصه الجسم من الدواء عن طريق الإخراج أو العرق . في بعض الأحيان يلعب الغذاء دورا في الإسراع بعمل هذه الإنزيمات أو تثبيطها ، مما يؤثر على فاعلية الدواء تبعا لنوع التأثير على هذه الإنزيمات . وبشكل أوضح : إذا قام الغذاء بإسراع عمل الإنزيمات ؛ يتكسر الدواء بسرعة فتقل فاعليته ، وإذا ما قام الغذاء بتثبيط عمل الإنزيمات ؛ يطول مفعول الدواء بالجسم ، مما قد يؤدى إلى ظهور أعراض جانبية، أو التداخل مع الأدوية الأخرى ، الأمثلة الشائعة لتداخلات الأغذية مع الأدوية:

1. الأغذية والمشروبات المحتوية على الثيرامين، مثل: البيرة ومشروب الشعير والخمور، والافوكادو، وبعض الأجبان واللحوم المعالَجة كاللانشون والبسطرمة ، تتداخل مع بعض أدوية الإكتئاب تداخلا خطيرا ، قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ، كوب من اللبن يمنع امتصاص المضاد الحيوي ، بسبب الكالسيوم الموجود في الحليب .
3. كوب من عصير البرتقال يزيد من امتصاص دواء الحديد بفضل فيتامين ج ، وهذا تداخل إيجابي محمود.
4. الأغذية الغنية بفيتامين ك كالبروكلي والقرنبيط والسبانخ ، تتعارض مع أدوية مضادات التجلط ، وتتوافق مع أدوية مضادات النزيف.
5. الأغذية الغنية بفيتامين هـ كالثوم والبصل تزيد من فاعلية أدوية مضادات التجلط، وتتعارض مع أدوية مضادات النزيف.
6. الحمضيات مثل الجريب فروت والعنب والبرتقال والليمون تتداخل مع أدوية قليلة جدًا، كأدوية تقليل الدهون والكوليسترول .
7. الكحوليات والخمور تتداخل مع عدد كثير من الأدوية

◄ ماذا أفعل إذا علمت بتداخل دوائي مع غذائي؟ أسأل واستشر الطبيب و الصيدلاني ؛ فقد يحدث التداخل فقط إذا تم تناول الدواء في نفس وقت الغذاء، وبالتالى يمكن تغيير موعد تناول الدواء ، وقد يستدعي الأمر تغيير الدواء نفسه ، أو يطلب منك التوقف عن أغذية بعينها خلال مدة البرنامج الدوائي.

◄ تأثيرات مكونات الأدوية غير العلاجية والمكونات غير الغذائية للأطعمة : وتشتمل على مضافات الأغذية، والمكونات غير الغذائية للأطعمة ، والنواقل أو الوسط أو حوافظ الدواء. ويمكن أن تؤدي هذه المكونات إلى تأثيرات غير مرغوبة عندما تتناول مع الطعام أو الدواء. أمثلة لهذه المكونات تشمل:
1 . أحادي جلوتاميات الصوديوم : يضاف بصفة عامة للطعام لزيادة النكهة، ويتسبب في أعراض مشابهة لأعراض الذبحة الصدرية .
2 . تارترازين: وهو عبارة عن الصبغة الصفراء ، وتستخدم كملوّن لكلٍّ من الطعام والدواء ، ويمكن أن يتسبب في تفاعلات حساسية .
3 . الكبريتيت: تضاف للأطعمة والمشروبات والأدوية كنوع من الحماية نظرا لخواصّها المضادة للأكسدة ، ويمكن أن تتسبب في تفاعلات حساسية شديدة .
4 . عرق السوس: يحتوي عرق السوس الأسود على مركب ذي نشاطية معدنية يزيد من انحباس الصوديوم والماء، ويزيد من إفراز البوتاسيوم ، وبالتالي فهو يضاد تأثير المدرات .
5 . اللاكتوز : العديد من الأدوية تحتوي على اللاكتوز كوسط أو كناقل ، لذا فإن المرضى الذين يعانون من نقص أنزيم اللاكتيز عندما يتناولون أدوية تحتوي على اللاكتوز ؛ قد تظهر لديهم أعراض تشمل انتفاخ المعدة والإسهال

6 . الأوكسالات: الاستهلاك المكثف للأوكسالات في الحالات التي لا يتواجد فيها الكالسيوم والماغنسيوم ؛ قد تؤدي إلى تكوين حصى في الكلية وفشل في الوظيفة الكلوية.
7 . الأسبارتام: بعض الأدوية تحتوي على الفينيل الإينين ، وعادة ما تكون على شكل الأسبارتام، وهذه المادة ضارة للأشخاص الذين لديهم فينيل كيتون يوريا.
8 . ميثيل زانثين: زيادة استهلاك الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين سوف يؤدي إلى زيادة مستوى الدم من الثيوفيلين، وبالتالي إلى التسمم .
9 . البروبايوتيك: وهذا المصطلح يطلق على البكتيريا الحية. وعلى الرغم من فوائدها الجمّة إلاّ أن اللاكتوباسلس لها تأثير ممرض لدى بعض الأفراد . وتشمل بعض أعراضها المرضية : تسوس الاسنان، تسمم دموي، الأمراض الوعائية الروماتيزمية ، الالتهاب المعدي لبطانة القلب المزمن . وبصفة عامة فإن المقدرة المرضية للبروبايوتيك تكون منخفضة بصفة عامة