ترتبط حياة المسلم بالأذكار والأدعية بشكل دائم ؛ حيث أن هناك العديد من الأدعية التي وردت في السُنة النبوية ، والتي من شأنها أن تريح قلب المؤمن وتفرج كربه وتيسر أمره بفضل الله تعالى ، وتُذكر الأدعية في أوقات ومناسبات مختلفة ، و دعاء السفر هو أحد أهم الأدعية التي يهتم بها المسلم ويلجأ إليها في سفره ؛ حيث أن السفر من الأمور الي لها رهبة في قلب الإنسان ، ولذلك يجب على كل مسافر أن يستعين بذكر الله ودعاء السفر الوارد بعدة صيغ ، ولقد وصف الرسول صلّ الله عليه وسلم السفر بأنه قطعة من العذاب في قوله بالحديث الشريف “السّفَرُ قِطعَةٌ مِنَ العَذاب يَمنَعُ أحَدَكُم طَعامَه وشَرابَه ونَومَه ؛ فإذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فلْيُعَجِّلْ إلى أهْلِه”.
دعاء السفر
يقال دعاء السفر بعدة صيغ ومنها ما يلي :
روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلّ الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر ؛ كبر ثلاثًا ثم قال “سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا ، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى ، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ” ، وكان إذا رجع قالهن وزاد فيهن قائلًا “آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ”.
ومن الأدعية التي تقال في السفر أيضًا بصيغة أخرى “يا أرضُ ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك ، ومن شر ما يدب عليك ، وأعوذ بالله من أسدٍ وأسْوَد ، ومن الحية والعقرب ، ومن ساكني البلد ، ومن والدٍ وما ولد”
فضل دعاء السفر
دعاء السفر هو تضرع العبد وتوسله إلى ربه كي يجعل سفره آمنًا مستقرًا بلا حوادث أو مشاهد مفزعة للنفس ، وعلى المسافر أن يستخدم جميع حواسه أثناء الدعاء إلى الله ؛ حتى لا يكون الدعاء مجرد تحريك للشفتين ، لأن اليقين في قدرة الله تعالى هي أهم ما يتميز به العبد المؤمن عند تضرعه إلى ربه ، ولهذا الدعاء عدة فضائل ومنها :
ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قال “ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ لا شكّ فيهنّ : دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده” ، وبذلك فإن دعوة المسافر لا تُرد عند الله تعالى لعظم فضلها
يحمي هذا الدعاء قائله من الحوادث والابتلاءات التي قد تصيبه في طريقه أثناء السفر
يمنح هذا الدعاء السكينة والطمانينة في قلب المسافر الذي يتيقن بأن الله سيحفظه في كل وقت وحين
من يقول هذا الدعاء بيقين وبشكل دائم فإن الله تعالى يبارك له في سفره ويحميه من الفتن ويمنحه السلامة والأمان
يساعد هذا الدعاء على تجنب فعل المحرمات أو ما يغضب الله تعالى أثناء السفر ؛ حيث أن ذكر الله يقي الإنسان من هذه الشرور
يساعد دعاء السفر في بث الطاقة والنشاط داخل الجسد ، وهو ما يجعل الإنسان مقبلًا على العمل باجتهاد وعزيمة
دعاء السفر من الوسائل الجيدة التي يطيب من خلالها ذكر الله تعالى ، وهو ما يرفع المسلم درجات عند ربه.