يعرف القتل بأنه القيام بإزهاق روح الإنسان والقيم بذبحه، ونلاحظ أن الدين الإسلامي حافظ على النفس من التعرض لأي عدوان، فالهدف الأساسي من أحكام الشريعة الإسلامية هو الحفاظ على النفس والحفاظ أيضًا على الدين والعقل والمال والنسل، ولقد أجاز الدين الإسلامي بالقصاص من القاتل ويتضح ذلك في قول الله عز وجل في كتابه العزيز ” وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، كما جاء أيضًا في حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ” لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللهِ، إلَّا بإحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لِدِينِهِ المُفارِقُ لِلْجَماعَةِ”.
نبذة بسطية عن القتل العمد
من الجدير ذكره أن جريمة القتل تعتبر من أبشع الجرائم التي نهى عنها الدين الإسلامي، ولقد توعد الله سبحانه وتعالى لمن يقتل مسلمًا عمدَا، وأكد على مدى العذاب الشديد الذي سوف يتعرض له بيوم القيامة، وسوف يطرد من رحمة الله عز وجل أيضًا، كما أن من يقوم بقتل مؤمن عمدًا فسوف يكون جزاؤه جهند ويغضب الله عنه ويعد له عذاب عظيم، ومن الملاحظ أن هناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي قام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالتحذير بها من العدوان على النفس، وذلك وفق ما جاء في قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ” لَزَوالُ الدنيا أهونُ على اللهِ مِنْ قتلِ مؤمِنٍ بغيرِ حقٍّ”.
ومن الملاحظ أن وعد الله سبحانه وتعالي بالعقوبة والعذاب الشديد لم يقتصر فقط على القاتل ولكن شمل العذاب أيضًا جميع الأشخاص التي كانت حاضرة وقت القتل، كما شمل أيضًا على جميع من شجع القاتل على القتل، وساعده على القيام بذلك وذلك وفق ما جاء في قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم “لو أنَّ أهلَ السماءِ والأرضِ اشتركوا في دمِ مؤْمِنٍ لكبَّهم اللهُ عزَّ وجلَّ في النارِ”.
أنواع أخرى للقتل
نلاحظ أن القتل ينقسم لثلاثة أنواع وهم القتل العمد والقتل شبه والعمد والقتل الخطأ، ويتم التمييز بين أنواع القتل بعضها وبعض بناء على قصد القاتل، وعلى نوعية الأداة التي تستخدم بالقتل، وبالتالي يترتب على جميع أنواع القتل المختلفة أحكام شرعية وسوف نتعرف بالتفصيل على جميع أنواع القتل المختلفة والتي تتمثل في :
القتل العمد
القتل العمد ويقصد به أن يقوم الجاني بقتل أدمي يصاحبه استعمال أداة يترتب عليها الموت، ونلاحظ أن القتل العمد له صور كثيرة ومن أهم هذه الصور هى قيام القاتل بجرح المقتول من خلال أداة تكون ببدنه مثل السكين أو البندقية أو الحربة وغيرها من الأدوات الأخرى، ونتيجة لهذه الأدوات يموت بسببها، أو أن يتم ضربه من خلال أداة يكون لها وزن ثقيل مثل الحجر أو العصا الكبيرة أو يتم دهسه بسيارة، أو أن يتم إلقاؤه من مكان مرتفع من أجل التخلص منه، بالإضافة للقيام بإلقاؤه بنار تحرقه أو في ماء تغرقه، أو أن يتم حبسه ويتم منع الطعام وكذلك الماء عنه حتى يموت، أو أن يتم خنقه بحبل.
ونلاحظ أن القتل العمد يعتبر من أكثر أنواع الكبائر والذي يلزم عقاب من يقوم به في الدنيا والأخرة، وأما عن عقاب من يقتل عمدًا في الدنيا فهو القصاص أي القيام بقتله، ولكن يشترط ذلك الرجوع لولي المقتول حيث يقوم بالإختيار بين أن يتم الإقتصاص منه أو أن يقبل دية ويتم العفو عنه، وذلك وفق ما تم روايته عن أبو هريرة رضى الله عنه ” مَن قُتِلَ له قَتِيلٌ فَهو بخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إمَّا أنْ يُفْدَى، وإمَّا أنْ يُقْتَلَ”
شروط القتل العمد
وهناك مجموعة من الشروط التي يجب أن يتم توافرها عند القصاص ومن أهم هذه الشروط ما يلي:
1- عصمة المقتول والمعصمون منها أربعة وهم كل من المسلم والذمي والمعاهد والمستأمن.
2- ينبغي أن يتم القصاص من الشخص البالغ والعاقل حيث لا يتم القصاص من المجنون أو من المخطيء أو الصغير.
3- اتفاق جميع الأولياء جيث يجب أن يتم الإتفاق من جميع أولياء المقتول على القصاص من الشخص القاتل، وفي حالة قيام أحدهم بالعفو فسوف يسقط حق القصاص حين ذلك.
4- ضرورة التكافؤ بين كل من القاتل والمقتول حيث لا يتم قتل مسلم بشخص كافر، كما لا يتم أيضًا قتل كافر بمسلم.
القتل شبه العمد
القتل شبه العمد حيث يتم به القتل بصورة عدوانية، ولاشك أن القتل شبه العمد يعتبر حرام شرعي وذلك لأنه يترتب عليه الإعتداء والعدوان ويعد ذلك أمر محرم بالتأكيد وفق ما جاء في قول الله عز وجل ” ولا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”