دورانتي ديغلي أليغييري أو دانتي ألييغيري كان فيلسوف وشاعر إيطالي خلال القرون الوسطى ويعتبر مؤسس الأدب الإيطالي الحديث ، واشتهر بتأليفه كتابا ملحميا باسم “الكوميديا الإلهية ” والذي تأثرت به العديد من المؤلفات اللاهوتية والأدبية ، ويشمل هذا الكتاب ثلاثة فصول ( الجحيم – الفردوس – المطهر) ، ويقدم هذا الكتاب رؤية مسيحية فلسفية حول مصير البشرية .
نبذة عن بداية حياة دانتي اليغيري :
ولد في 12 مايو عام 1265م ، في عائلة تمتلك تاريخا طويلا في السياسة المعقدة لمدينة فلورانسا ، ويظهر هذا الأمر خلال فصل الجحيم الذي قام بتأليفه ، توفيت والدته بعد ولادته بعدة سنوات ، وجرى ترتيب زواجه من “جيما دوناتي” ، وهي ابنة إحدى العائلات الصديقة ، عندما كان عمره 12 عام ، وتم الزواج تقريبا عام 1285م ، ولكنه كان يقع في حب إمرأة أخرى تدعى “بياتريش بورتيناري” ، وكانت مصدرا كبيرا ملهما بالنسبة له ، وشكلت أساس ملحمة الكوميديا الإلهية التي قام بتأليفها .
عندما كان عمر دانتي 9 سنوات التقى بحبيبته بياتريش وكان حبا من الوهلة الأولى ، وتزوجا وعاشا معا فترة زمنية طويلة ، وكان دانتي محبا مخلصا ، ولكن توفيت بياتريش عام 1290م ، فعبر دانتي عن حزنه بتأليفه كتاب Vita Nuova، الذي نُشر سنة 1295 م تعبيرا عن مشاعره .
بدأ دانتي بالإنغماس في دراسة الفلسفة والمكائد التي كانت تدبر في المشهد السياسي لمدينة فلورنسا ، بعد وفاة بياتريش بفترة قصيرة ، واتسمت هذه الفترة السياسية بالفوضى والاضطرابات ، ووجود الجماعات المتصارعة المتمثلة في الإمبراطور والبابا .
وخلال هذه الفترة ، تولى دانتي العديد من المناصب الكبيرة في فلورنسا ، ولكنه فقد شعبيته عام 1312م ، وتم نفيه خارج المدينة بواسطة قادة جناح ” فرسان غويلف السود” ، والذين كانوا فصيل سياسي مسيطر على الحكم ، وتحالفوا مع البابا يونيفاس الثامن .
أبرز انجازات دورانتي ديغلي ألغييري :
عزف دانتي عن ممارسة أي نشاط سياسي في المنفى ، وواصل تألف كتبه ، وبدأ في تخيل الملامح الأولى للكوميديا الإلهية ، وعندما انتقل إلى مدينة بولونيا عام 1304م بدأ بتأليف الكتاب اللاتيني De Vulgari Eloquentia ، والذم قام خلاله بطرح إمكانية إضافة جوانب اللهجات الإيطالية المحكمية التي لا تستخدم في السياق الأدبي إلى اللغة الإيطالية العامية ، التي تستخدم في تأليف القصص الغرامية حتى تصبح لغة أدبية رصينة .
واعتقد دانتي أن هذه اللغة الجديدة ستصبح أهم الوسائل التي يمكن استخدامها لتوحيد الأراضي الإيطالية المنقسمة ، وعلى الرغم أنه لم ينته من تأليف هذا الكتاب، ولكن كان له تأثيرا كبيرا .
وتم طرد جميع منفيي فلورنسا من مدينة بولونيا عام 1309م ، فانتقل دانتي إلى بادو، وأصبحت حياته محاطة بالغموض لعدة سنوات ، ويقال أنه قضى عامين في باريس ما بين 1307-1309م ، ولكن لا يوجد دليل على ذلك .
انتخب هنري السابع عام 1308م ، وهذا ما بعث التفاؤل حيال هذه التغيرات التي توقع حدوثها في إيطاليا ، وواصل تأليف عمله الأدبي الأكثر شهرة الحكم المطلق De Monarchia ، والذي يقول فيه أن سلطة الإمبراطور تأتي من الله مباشرة وليست مستقاة من البابا .
تراجعت شعبية هنري السابع سريعا ، وكثر أعداؤه ، وأصبحوا جبهة مهددة له لصعود العرش ، وتمكن دانتي من اكتشاف أن غالبيتهم كانوا أعضاء بحكومة فلورنسا ، فكتب بيانات تهاجمهم والتي كانت لاذعة اللهجة ، ولكن تم حظرها .
انتهى دانتي من كتابة “الجحيم ” عام 1314 م ، وهو الجزء الأول من كتابة الكوميديا الالهية ، وانتهى من كتابة باقي الفصول في عام 1317م بعد اتقاله إلى مدينة رافينا .
تتكون الكوميديا الإلهية من 100 مقطع أو أنشودة ، وفقا للمقياس المعروف بترزا ريما ولكنه قام بإدخال بعض التعديلات على الصورة الشائعة له من ابتكاره وصياغته .
وفاة دانتي ألغييري :
توفي دانتي عن عمره يناهز 56عاما في 1321م ، بعد أن نال تقديرا كبيرا ، واشتهر بالكوميديا الإلهية ، التي ذاع صيتها لمدة 650 عام ، والتي تعد من أبرز الأعمال الأدبية العظيمة على الإطلاق .