إن مضغ العلكة هو ممارسة قديمة تعود إلى حضارة المايا واليونان القديمة والأمريكيون الأصليون، حيث أنهم كانوا يمضغون عصارة الأشجار، وانتقلت تلك الممارسة إلى المستعمرين، وظلت موجودة حتى يومنا هذا، وكثيراً من الناس لا يدركون حقيقة أن مضغ العلكة يمكن أن يساعد في تخليصهم من الشعور بالتوتر ، هذا الأمر الذي تم إثباته بالعديد من الدراسات المختلفة .
التوتر وتأثيره على الإنسان :
إن التوتر هو رد فعل طبيعي جسدي وعقلي لمواقف مزعجة أو مقلقة ، حيث يستعد عقلك وجسمك لمواجهة الموقف أو الهروب منه. في بعض الأحيان تضطر إلى البقاء في وضع عصيب حتى عندما تريد الهرب. على سبيل المثال ، قد يكون لديك وظيفة مزعجة أو نزاع عائلي مستمر. يصبح الإجهاد مزمنًا ويتسبب في خسائر بدنية وعاطفية.
يضر التوتر المزمن بالذاكرة والتركير لأن عقلك يكون مركزاً على القلق، ويحذر الأطباء من أنه يمكن للتوتر أن يجعلك متقلب المزاج وعصبياً، وقد تصاب بالاكتئاب في نهاية المطاف، كما أنه يؤثر على الهضم والجهاز المناعي وغالباً ما يسبب اضطرابات في النوم وآلام في العضلات، وكثير من الناس يصابون بعادات عصبية مثل قضم الأظافر أو يحاولون محاربة التوتر بالكحول أو التدخين أو المخدرات .
دور العلكة في تقليل التوتر :
أكدت الأبحاث على دور العلكة في زيادة اليقظة وتحسين الأداء والتقليل من التوتر، وفي دراسة قام بها باحثون في جامعة سوينبيرن في ملبورن بأستراليا، تم ملاحظة أن الأشخاص الذين يمضغون العلكة أثناء إنجاز المهام في ظل ظروف صعبة، لديهم معدل أقل من التوتر والقلق بالإضافة إلى زيادة شعورهم باليقظة .
كذلك تم ملاحظة أنهم يمتلكون مستويات أقل من الكورتيزول ويظهرون أداء أفضل بشكل كام، وقد كشفت البحوث الأخرى فوائد مماثلة، ففي إحدى الدراسات كان المشاركون الذين يمضغون العلكة لديهم لدود أفعال سريعة، والتي كانت تزداد سرعة مع مرور الوقت .
تتميز العلكة بأنها حل سهل وبسيط لمحاربة التوتر، فهي غير مكلفة ومتاحة بسهولة ومقبولة للمضغ في أي مكان تقريباً، فالتأمل وممارسة الرياضة أو اليوجا قد يكون صعباً في بعض الأوقات التي تكون فيها مجهداً أو مشغولاً، لذلك فالعلكة في هذه الحالة تكون الحل الأمثل، ويُنصح بتناول العلكة الخالية من السكر لأولئك الذين يخشون من زيادة الوزن، فهي تعتبر بديلاً للوجبات الخفيفة عندما تكون مضطرباً وتشعر بالجوع.
تحذير من تناول العلكة بشكل مفرط :
يحذر الدكتور الأمريكي دوغلاس سين من تناول العلكة بشكل مفرط، حيث إن ذلك قد يتسبب في حدوث مشاكل صحية للفرد. تتضرر عضلات الفك من كثرة مضغ العلكة، مما يصيب الشخص بآلام وتقلصات، والتي قد تؤدي في النهاية إلى الإصابة باضطراب المفصل الفكي الصدغي، وهو حالة مؤلمة تمنع فتح وإغلاق الفتحين بشكل طبيعي .
يقول دكتور سين أن الناس الذين يمضغون العلكة لتخفيف التوتر يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة باضطراب المفصل الفكي الصدغي، وذلك لأنهم كثيراً ما يقومون بمضغها بشكل أكثر وبقوة أكبر، ويوصي دكتور سين بدمج تقنيات أخرى لتقليل التوتر، مثل الضغط على كرة التوتر وممارسة الرياضة والتأمل بدلاً من الاعتماد فقط على العلكة وذلك للحفاظ على صحة الفك .