إن النفقات الشخصية للعناية بأمراض القلب المزمنة تسبب أعباء مالية ثقيلة للعائلات ذات الدخل المنخفض، حتى أولئك الذين لديهم تأمين، حيث ذكرت دراسة جديدة أن واحدة من بين كل أربعة عائلات ذات دخل منخفض، تعاني من عبء مالي كبير من النفقات الخاصة من أجل معالجة أمراض القلب المزمنة، وتعاني واحدة من كل 10 عائلات ذات دخل منخفض بما في ذلك الأسر التي لديها تأمين، من عبء مالي كارثي لعلاج حالات الأمراض القلبية المزمنة، وكانت الأسر ذات الدخل المنخفض الذين لديهم تأمين، يصرفون من أموالهم الخاصة بمعدل أعلى من أولئك الذين ليس لديهم تأمين .

بحث : الأعباء المالية التي تسببها أمراض القلب المزمنة
تسببت التكاليف التراكمية المباشرة لعلاج أمراض القلب المزمنة، في أعباء مالية كبيرة للعائلات ذات الدخل المنخفض، حتى بالنسبة لأولئك الذين لديهم تأمين صحي، وذلك وفقا لبحث أولي مقدم في جلسات علمية حول جودة الرعاية والنتائج في جمعية القلب الأمريكية لعام 2018، وهو تبادل عالمي رائد لأحدث التطورات في جودة الرعاية ونتائج البحوث في أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، للباحثين والمتخصصين في الرعاية الصحية .

حول البحث
ركز البحث على تأثير النفقات الصحية من الجيب لمعالجة أمراض القلب والأوعية الدموية المصاحبة لتصلب الشرايين على الأسر ذات الدخل المنخفض، والتي تعرف بأنها تلك التي يقل دخلها عن 200 في المائة من الحد الفيدرالي للفقر، وخلال فترة الدراسة ( 2006 – 2015 ) تراوحت من 20.000 دولار إلى 24.250 دولار في السنة لأسرة مكونة من أربعة أفراد .

أمراض القلب
مرض القلب والأوعية الدموية العصيدي هو مجموعة من الحالات الناجمة عن تصلب الشرايين – تراكم الترسبات التي يمكن أن تصلب وتضيق الشرايين، وبالتالي تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو موت، وهذا المرض هو السبب الرئيسي للوفاة، وهو سبب رئيسي للإعاقة ومصدر رئيسي لتكاليف الرعاية الصحية، وحدد الباحثون نفقات صحية عالية وكارثية كنفقات من الجيب تصل إلى أكثر من 20 في المائة وأكثر من 40 في المائة من دخل الأسرة على التوالي .

تصريحات المؤلف الرئيسي روهان خيرا
قال روهان خيرا المؤلف الرئيسي للدراسة وزميل باحث في علم أمراض القلب في الجامعة بمركز تكساس ساوث ويسترن الطبي في دالاس : ” فوجئنا عندما اكتشفنا أن واحدة من كل عشرة من الأسر ذات الدخل المنخفض، بما في ذلك أولئك الذين لديهم تأمين صحي، تتحمل نفقات طبية كارثية لهذه الحالات المزمنة، وهذا الاكتشاف يعني أن جودة التأمين المقدم لهؤلاء المرضى لا تغطي نفقاتهم الطبية بشكل كاف أو لا تراعي مواردهم المالية ” .

ما قام به الباحثون لتحديد هذه المعدلات
لتحديد المصاريف الفعلية للعلاجات الخاصة بأمراض القلب والأوعية الدموية، استخدم الباحثون البيانات المأخوذة من مسح لوحة النفقات الطبية، وهي دراسة على مستوى الدولة أجريت لمعرفة المزيد عن خدمات الرعاية الصحية التي يستخدمها الناس، ورسوم هذه الخدمات، وكيف يتم دفع هذه الخدمات .

وباستخدام البيانات من عام 2006 إلى عام 2015، قام الباحثون بتقييم النفقات السنوية المعدلة، حسب التضخم للأسر التي لديها عضو واحد أو أكثر من المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلبها، مقابل دخل الأسرة السنوي، وشملت النفقات من الجيب أقساط التأمين والمدفوعات القابلة للخصم، والنفقات لدخول المستشفى وزيارات العيادة، وتكاليف الأدوية الطبية، وحدد الباحثون 22.521 بالغا فوق 18 عاما مصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، من 20.600 عائلة في قاعدة بيانات الدراسة، ويقابل ذلك سنويا ما يقدر بـ 23 مليون ( 9.9 في المائة ) من البالغين في الولايات المتحدة، و 21 مليون أسرة ( 15 في المائة ) من الولايات المتحدة، 39 في المائة منهم من ذوي الدخل المنخفض .

اكتشافات الباحثون
وجد الباحثون أن واحدة من كل أربع عائلات ذات دخل منخفض، والتي تعاني من مرض عضلي وعائي في القلب وتصلب في الشرايين، تعاني من عبء مالي كبير، وعانى واحد من كل عشرة منها من نفقات رعاية صحية كارثية حتى مع التغطية التأمينية، وإجمالا كانت العائلات ذات الدخل المنخفض أكثر عرضة بنسبة ثلاثة أضعاف لتعرضها لعبء مالي كبير، و 9 مرات أكثر عرضة لمصاريف طبية كارثية من الأسر المتوسطة إلى العالية الدخل .

وقال خيرا : ” في حين أن الأسر ذات الدخل المنخفض حصلت على تغطية تأمينية على مدى الفترة الزمنية التي قمنا بتقييم بيانات النفقات فيها، فإن أولئك الذين لديهم تأمين لديهم معدلات عالية من المصروفات من الجيب، والتي كثيرا ما تتجاوز نفقات من لا يملكون تأمينا، ولتخفيف الفوارق الاقتصادية يجب تحسين نوعية التغطية التأمينية للأسر منخفضة الدخل ” .

المصدر : ساينس ديلي