تبدأ عملية التنفس بدخول الهواء من الأنف أو الفم وعبر الحلق باتجاه القصبة الهوائية (بالإنجليزية: Trachea) التي تتفرع إلى ممرين هوائيين أساسيين يتصلان بالرئتين داخل التجويف الصدري، وهما الشعبة الهوائية اليمنى والشعبة الهوائية اليسرى. وتستمر الشعب الهوائية بالتفرُّع والتشعّب في الرئتين إلى ممرات هوائية أصغر فأصغر تماماً كما تتفرع الأغصان من الشجرة الكبيرة، لتشكل في النهاية ممرات هوائية صغيرة جداً تُعرف بالشُعيبات الهوائية (بالإنجليزية: Brochioles)، والتي يصل عددها إلى 30 ألف شعبة هوائية في كل رئة. وتوجد في نهاية الشعب الهوائية أكياس صغيرة جداً تُعرف بالحويصلات الهوائية (بالإنجليزية: Alveoli) ويصل عددها إلى 600 مليون حويصلة هوائية، والتي في حال تمديدها يمكن أن تغطي مساحة تقارب مساحة ملعب التنس، وتُحاط الحويصلات الهوائية بشبكة من الشعيرات الدموية المتناهية في الدقة والتي تساعد على تبادل الغازات بين الدم والحويصلات الهوائية.

أمراض الجهاز التنفسي وأكثرها خطورة

يعرف الربو بأنه مشكلة تنفسية مزمنة شائعة تسبب صعوبة في التنفس بسبب التهاب المسالك الهوائية ، وتشمل أعراض الربو والسعال الجاف والصفير عند التنفس وضيق الصدر وضيق التنفس ، وقد وجد أن هناك علاقة رئيسية بين الحساسية البيئية والربو ، كما أن ردود الفعل التحسسية والالتهابات والتلوث يمكن أن يؤدي إلى نوبات الربو ويزيدها سوءا .

عادة ما يبدأ الربو في سنوات الطفولة ويتطور إلى مرحلة البلوغ ، ومع ذلك يمكن لبعض الناس في الستينات أو السبعينات أو الثمانينات الإصابة بالربو .

مرض الانسداد الرئوي المزمن هو مصطلح شامل يشمل العديد من أمراض الجهاز التنفسي التي تسبب ضيق في التنفس ، أو عدم القدرة على الزفير بشكل طبيعي ، عادة ما يعاني الأشخاص من الأعراض ، بما في ذلك ضيق التنفس ، وسعال البلغم (مخاط من الرئتين) ، وخاصة في الصباح .

يمكن أن يتطور مرض الانسداد الرئوي المزمن على مدى عدة سنوات دون أي علامات على ضيق التنفس ، لهذا السبب مرض الانسداد الرئوي المزمن غالباً ما لا يتم اكتشافه لفترة طويلة ، ويقال إن المرض يبدأ عادة عندما يكون الأشخاص في الثلاثينيات أو الأربعينيات ، ثم يبلغ ذروته خلال الخمسينات والستينات والسبعينات .

يرتبط هذا المرض عمومًا بتدخين السجائر ، فمن النادر رؤية الأشخاص الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن الذين لم يكونوا مدخنين ، ويمكن للمرضى معاناة مستويات شدة مختلفة من مرض الانسداد الرئوي المزمن .

يشمل العلاج الإقلاع عن التدخين ، وتناول الدواء الذي يفتح المسالك الهوائية وإعادة التأهيل الرئوي ، ووفقا لجمعية الرئة الأمريكية ، مرض الانسداد الرئوي المزمن هو السبب الرئيسي الثالث للوفاة في الولايات المتحدة ، ويُحدد مرض الانسداد الرئوي المزمن باعتباره واحدا من الأمراض التنفسية الأكثر خطورة ، فهو مرض خطير للغاية لأنه مرض يستمر في تدهور حالة المريض ، حتى مع التوقف عن التدخين .

التهاب الشعب الهوائية المزمن هو شكل من أشكال مرض الانسداد الرئوي المزمن الذي يصاحبه السعال المزمن خاصة في الصباح ، وهذا يحدث لأن الغشاء المخاطي في المجاري الهوائية زائد وعلى المرضى أن يسعلوا هذا الإفراز الزائد ، وهذا الالتهاب يعامل بنفس الطريقة ، حيث يمكن أن يصاب الناس أيضًا بالتهاب القصبات الحاد ، وهو ليس مرضًا طويل الأمد ، ولكنه مشكلة معدية ، قد يتطور من عدوى فيروسية أو بكتيرية ويمكن علاجها بالمضادات الحيوية ، سوف تهدأ الأعراض المصاحبة لالتهاب الشعب الهوائية الحاد بمجرد حل العدوى .

يعد انتفاخ الرئة من الأمراض التنفسية الخطيرة ، وهو شكل آخر من أشكال مرض الانسداد الرئوي المزمن ، ومن الأسباب الأكثر شيوعًا هو التدخين ، فأولئك الذين يعانون من انتفاخ الرئة لديهم مشاكل في زفير الهواء من رئتيهم ، وهنا يدمر دخان السجائر الأكياس الهوائية في الرئتين حتى تصل إلى نقطة لا تستطيع العودة كما كانت .

انتفاخ الرئة يتطور ببطء على مر السنين ، وليس هناك علاج ومع ذلك فإن أولئك الذين يقلعون عن التدخين هم أكثر عرضة لتبطيء ظهور المرض .

يصعب اكتشاف هذا السرطان ، ففي معظم الأحيان يتطور السرطان في الجزء الرئيسي من الرئتين بالقرب من الأكياس الهوائية ، وتؤدي الطفرات في الرئتين إلى تضاعف الخلايا غير المنتظمة وخلق نمو غير خاضع للسيطرة لخلايا غير طبيعية أو ورم ، هذه الأورام تتداخل مع الوظائف المنتظمة للرئتين .

من عوامل الخطر الأكثر شيوعًا لسرطان الرئة دخان السجائر ، وتشمل عوامل الخطر الأخرى التعرض للرادون وأبخرة الديزل والتدخين السلبي وتلوث الهواء والتعرض للإشعاع من خلال عمليات التصوير المقطعي المتكرر للصدر ، قد تستغرق الأعراض سنوات حتى تظهر ، ولكنها تتضمن أشياء مثل السعال المزمن والتغيرات في الصوت وسعال الدم ، ووفقا لجمعية السرطان الأمريكية ، فإن سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لموتى السرطان بين الرجال والنساء في الولايات المتحدة .

التليف الكيسي هو مرض تنفسي وراثي يسببه جين معيب يخلق مخاطًا سميكًا ولزجًا يسد الأنابيب والممرات ، يتسبب هذا المخاط في حدوث عدوى متكررة وخطيرة في الرئة ، فضلاً عن عوائق في البنكرياس تمنع الإنزيمات المهمة من تحطيم المواد المغذية للجسم ، ووفقًا لمؤسسة التليف الكيسي ، فإن هذا المرض يصيب 30 ألف شخص في الولايات المتحدة ، تم تشخيص 75٪ منهم في السنة الثانية .

تشمل أعراض التليف الكيسي على السعال المزمن والالتهابات المتكررة في الرئة وضعف معدل نمو الأطفال ، كما أن الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي سوف يصابون أيضًا بتوسع القصبات ، وتوسع القصبات هي حالة تتطور فيها القصبات الهوائية بشكل غير طبيعي ، وهذا يسمح للمخاط بالتجمع ، مما يسبب التهابات الجهاز التنفسي المتكررة ، وتوسع القصبات يتطور عادة في وقت لاحق في الحياة وهو أكثر شيوعًا في النساء منه لدى الرجال .

الالتهاب الرئوي هو مرض رئوي شائع يحدث بسبب عدوى في الأكياس الهوائية في الرئتين ، يمكن أن تكون العدوى جرثومية أو فيروسية أو فطرية ، يمكن لمعظم الناس أن يتعافوا في غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع ، ولكن بالنسبة إلى بعض الأشخاص ، يمكن أن يكون الالتهاب الرئوي خطيراً للغاية وحتى قد يهدد حياتهم .

إن الصغار وكبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي والمضاعفات المرتبطة بالالتهاب الرئوي ، يمكن أن تتراوح الأعراض ، التي تشمل السعال والحمى والارتعاش وضيق التنفس ، من معتدلة إلى حادة.

الانصباب الجنبي هو عبارة عن مجموعة من السوائل بين الرئة وجدار الصدر فيما يسمى الفضاء الجنبي ، يمكن أن يجمع السائل في هذه المنطقة لعدة أسباب ، بما في ذلك الالتهاب الرئوي أو السرطان أو قصور القلب الاحتقاني ، عادة ما يلاحظ المرضى أعراض عدم الراحة في الصدر وضيق في التنفس .

 إن من يخضعون لهذا التشخيص يخضعون عادةً لعملية إزالة السائل الذي يسمح للرئة بإعادة التوسع ، مما يسمح للمريض بالتنفس بشكل أفضل ، ثم يتم اختبار السائل لتحديد ما الذي يسببه ويتم تشكيل خطة العلاج .