الذوق العام يعتبر خلقا ، تكون فيه الأخلاق الحسنة منصهرة بصورة واضحة، فبذلك يظهر بشكله الرائعة واطيب على سلوك صاحبه وكذلك تعامله مع الناس، وذلك لأنه سيظهر تميزه عن غيره بوضوح، حيث ان الذوق هو من أطيب واحسن الأخلاق، وذلك لأنه يحض صاحبه علي ما به من أخلاق، ان يقوم بمراعاة مشاعر الآخرين وكذلك ظروفهم المختلفة.
بعض مظاهر الذوق العام
– ان الاستئذان قبل دخول أي منزل، وذلك يكون دخوله لهذا المنزل رهن موافقة صاحبه، وهو هذا يعتبر خلق عام رفيع.
– فيعتبر مظهر عظيم للذوق العام ان نقوم بإفشاء السلام على كل ما يلقاه المسلم والمصافحة باليد، فهي تعمل على تقوية الروابط بين الناس وتوثيقها.
– حيث ان طلاقة الوجه والتبسم من الذوق العام ، حيث جعلها صلى الله عليه وسلم ذلك يعتبر من الصدقات، فقال: (تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ) .
– تجنب الصراخ وخفض الصوت وذلك لان الصوت المرتفع لغير ضرورة يعتبر مغاير للذوق العام.
– ان تجنب النظر المستمر نحو وجوه الناس، وكذلك ان يكون هناك تجنب السؤال عن تفاصيلهم الشخصية وذلك كي نحافظ على خصوصياتهم ومشاعرهم .
– لا يليق إلقاء القمامة على جوانب الطرق فتعتبر النظافة العامة من الذوق العام.
-لا بد من مراعاة الظروف الخاصة بالأخرين عند القيام ببعض الأنشطة والتصرفات مثل العزاء والحاجة للراحة لكبار السن.
كيفية اكتساب الذوق العام
– يلزم قراءة القرآن الكريم وذلك لأنه سوف نتعلم من القرآن الكريم الكثير من الآداب التي تعمل على تنظيم حياتنا بصورة صحيحة.
– ان نقوم بالتأمل في السنة النبوية حيث ان الرسول صلى الله عليه وسلم باحاديثه وسيرته العطرة هو الصورة العملية في ذلك.
-ان نقوم بتدبر سيرة الصحابة رضوان الله عليهم.
– يجب علينا ان نتمسك ببعض التقاليد والعادات الحسنة وذلك لأنها تحمل في ثناياها الكثير من الصفات السلوكية والمعايير التي تخدم الذوق العام.
– ان نقوم بقراءة كتب أهل العلم وخاصة التي لها علاقة والشأن بالأخلاق والذوق العام.
– كذلك يلزم معرفة القواعد الأساسية الضابطة للسلوك البشري مع فهم ما يصح من هذه الأمور وما لا يصح منها، وذلك يكون باتباع احترام حاجات الاخرين واوضاعهم والهيئات التي خلقهم الله عليها وكذلك الآداب العامة.
– يلزم ان نقوم بتدريب الأحاسيس الإنسانية وذلك على الارتباط بمعاني الجمال سواء المادي والمعنوي.
– كما انه يجب الالتزام المتواصل بالآداب وذلك كي يقوم على نماء الشعور التلقائي بالذوق، كما انه يساعد الشخص على ان يفتح سُبلاً كثيرة أمامه وذلك لتطوير ذوقه تجاه العديد الأمور الحياتيّة.
– كذلك يجب علي الشخص العمل على تطوير الإبداعات الشخصية وذلك في مجال العمل، أو في كيفية ترتيب المنزل، أو عامة في أسلوب الحياة ، حيث ان البحث عن الإبداع سوف يرافقه ويرتبط به تطوير المدارك الحسية بالجمال.
الذوق العام في الإسلام
حيث ان الإسلام جاء لينظم الحياة وإدارتها، حيث ان الاسلام لا يقتصر على القيام بالشعائر الدينية من ذكر و صيام وصلاة، وتسبيح، ولكن يضاف إلى هذه العبادات، الذوق السليم، حيث يعتبر انه جزء مهم، وأساسي وانه يجب ويلزم أن يتحلى به المسلم، كي يستطيع ان يتعامل مع الناس بأسلوب جميل، فيحدثهم بطيب الكلام، وذلك لأنه اذا عامل الناس بغلظة، سوف تنفر الناس منه.
مظاهر الذوق العام في الإسلام
– يجب الالتزام بآداب الطريق و عدم رفع الأصوات في الطرقات ، وعدم استخدام أبواق واصوات السيارات إلا لوجود ضرورة، حيث انه نجد جد أصحاب هذه المركبات يتفاخرون بهذه الأصوات وبالتالي يكون سبب في إزعاجا كبيراً للناس.
– كذلك إماطة الأذى عن الطريق حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلم (إماطةُ الأذى عن الطريقِ صدقةٌ) ، فمن يلقي القمامة في كل مكان وكذلك الأذى وايضا المدخنين كل هؤلاء يسببون الأذى لمن حولهم.
– الا نغضب عند الاعتذار عن الاستقبال وان يكون هناك كثرة الزيارات بين الناس، فقد ينوي شخص ما ان يزور أحدهم، فيقوم الاخر بالاعتذار عن استقباله لمشاغله، فيكون هنا لا يوجد داعي للغضب وذلك لان لكل شخص مشاغله التي تحكمه وكذلك ظروفه .
– ان نتحلى بالأدب مع الجيران حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قد وصى على الجار، وكذلك قام بحثنا على الإحسان له، وان نعامله معاملة حسنة، حيث انه إذا دخلنا البيت ومعنا طعام نحبه النفس، وقام برؤيته احد الجيران، فمن الذوق العام أن نقدم له منه بعض الشيء.
مجالات الذوق العام
اولا :- وجود جمال الجسم وذلك يكون بالمحافظة على نظافته وجمال لبسه الحسن من الثياب، وكذلك الوقاية من الأمراض، وايضا لجؤه إلى العلاج عند المرض، وكذلك ممارسة الرياضة.
ثانيا:- انه يتميز بجما ل السلوك وهو مرتبط بعبادة الله، وكذلك التزام أوامره، والتأسي بالأدب الحسن الجميل، والعمل على مخالطة الأخيار من الناس، وان لا يقول الا الطيب الجميل، وكذلك انه يقوم بإفشاء السلام على من عرف ومن لم يعرف.
ثالثا:- وجود صفة جمال النفس وهو يكون بالتحلي بالحياء وبالتواضع، والعفو، والروح الطيبة المحبّة.
رابعا:- تميزه بجمال الباطن وهو يكون مرتبط بالبيئة المحيطة، وبحمايتها والمحافظة عليها، وأيضاً البيئة الداخلية التي تكون متمثلة في البيت، وذلك بتنظيفه وترتيبه.
فوائد الذوق العام
1- ان نكسب رضا الله تعالى، والحصول على الجنة.
2- انه يحقق زيادة قوة الايمان والطمأنينة، والسكينة.
3- الحصول على أجسام طاهرة نظيفة وبيئة جميلة.
4- يساعد على تقوية الروابط الاجتماعيّة.
5- انه يساهم في تحقيق الاتزان النفسي عند الانسان.