يعرف القرآن الكريم بأنه كتاب الإسلام الرئيسي، يُجله المسلمون ويؤمنون به وبأنّه كلام الله الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، الذي حمل رسالة الإسلام، والمنقول عنه بالتواتر، والمحفوظ في الصدور والسطور، من كل مس أو تحريف إلى يوم الدين، وهو المتعبد بتلاوته، وبما يجمعه من بلاغة وبيان يعدّ أكمل كتب العربية قيمة لغوية ودينية .
ويعود الفضل للقرآن في توحيد وتطوير اللغة العربیة وآدابها وعلومها، ويحتوي القرآن على 114 سورة تصنف إلى مكّية ومدنية حسب مكان وزمان نزول الوحي بها .
قراءة القرآن
يوصل القرآن رسالته إلى القارئ والسامع باستخدام أنماط صوتية ووسائل أدبية مختلفة، ولتلاوة القرآن فضل عظيم وفي حديث شريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم : “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه”، وتتم تلاوة القرآن وفق أسلوب معين في النطق ومخارج الحروف والأصوات، ويُعرف أسلوب تلاوة القرآن، أو علم تلاوة القرآن، بعلم التجويد، وتُقسم قراءة القرآن إلى مراتب هي: مرتبة التحقيق ، ومرتبة الترتيل ، ومرتبة الحدر، ومرتبة التدوير، ومرتبة الزمزمة .
الاختلاف بين التجويد والترتيل
تعريف التجويد لغة واصطلاحًا
– التجويد في اللغة : هو التحسين والإجادة، وتجويد الشيء في لغة العرب إحكامه وإتقانه .
– التجويد اصطلاحا : هو قسمين معرفة القواعد والضوابط التي وضعها علماء التجويد، وهو بالتجويد العلمي أو النظري، وإخراج كل حرف من مخرجه دون تحريف أو تغيير، وهذا يُعرف بالتجويد العملي أو التطبيقي .
ووضعت لعلم التجويد قواعد تهدف إلى تحسين الصوت عند التلاوة، وصون اللسان عن الخطأ، وقد ساهم العالم اللغوي الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره من أئمة القراء في وضع هذه القواعد .
تعريف الترتيل لغة واصطلاحًا
– الترتيل في اللغة : مصدر من الفعل رتل، وهو جذر لغوي يدل على التنسيق والترتيب، وعلى حسن الأداء إذا حمل على الكلام .
– الترتيل اصطلاحًا : هو بمعنى يؤدي آيات الذكر الحكيم منغمة وبصوت حسن، وأداء متواتر يختلف عن التجويد، وترسل فيها الكلمة بسهولة واستقامة، كما أن الترتيل مرتبة من مراتب قراءة القرآن يقصد بها قراءة القرآن بتؤدة وطمأنينة لا بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام .
حكم الأخذ بالتجويد
تطبيق أحكام قراءة القرآن عمليا، حكمه مطلوب شرعا، ورأى بعض علماء القراءة أن الأخذ بالتجويد فرض عين، على كل مكلف، وأثم ابن الجزري أحد علماء القراءة من لم يجود القرآن، ويرى البعض أن قراءة القرآن مجودا مستحب .
فائدة علم التجويد
حفظ اللسان من الخطأ أو ما يسمى باللحن هي الفائدة عند قراءة القرآن من تعلم التجويد، واللحن في القرآن نوعان :
– اللحن الجلي وهو الخطأ الذي يطرأ على الألفاظ ويخلّ بالمعنى المقصود للآية، وهو محرّم باتفاق العلماء .
– اللحن الخفي وهو الخطأ الذي لا يغير المعنى ولكن يخالف قواعد التجويد، وهو مكروه .
أحكام التجويد
يعتمد التجويد على مجموعة من الأحكام تهدف إلى تحسين الصوت عند التلاوة، وصون اللسان عن الخطأ ومن أحكام التجويد ما يلي : أحكام الحروف، أحكام المد، أحكام النون الساكنة والتنوين، أحكام الميم الساكنة، أحكام الميم والنون المشددتين، مخارج الحروف، صفات الحروف، أحكام لفظ الجلالة .
أحكام الترتيل
هي الالتزام بقراءة القرآن الكريم كما أنزل على محمد رسول الله صل الله عليه وسلم بتأن وتبيين الحروف والحركات، و للترتيل أصول وأحكام مكتوبة او مسموعة، وصلت إلينا بأعلى درجات الرواية، وهى المشافهة، حيث يأخذ القارئ من معلمه، إلى أن تنتهى السلسلة بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي أخذها من جبريل عليه السلام، الذي أخذها من ربه تبارك وتعالى .