كتاب رسائل إلى ميلينا هو عبارة عن مجموعة من الرسائل كتبها فرانز كافكا للكاتبة ميلينا يزينسكا ، و قد تم جمع تلك الرسائل في كتاب واحد و تم نشره في الآونة الأخيرة .
نبذة عن الكاتب فرانز كافكا :
ولد فرانز كافكا عام 1883م ، في مدينة براغ عاصمة التشيك ، عاش في ألمانيا لأسرة متوسطة الحال ، و تلقى تعليمه الأولي فيها ، و قد عانى بشدة من قسوة والده في بداية حياته مما جعله مضطربًا نفسيًا ، و قد ظهر هذا الاضطراب في أغلب رواياته ، التحق كافكا بجامعة شارلز- فيردناند الألمانية في براغ ، و درس الكيمياء .
بدأ حياته المهنية بالعمل كموظف في شركة تأمين حوادث العمل ، و كان لديه وقت فراغ كبير مما جعله يُمضي وقتًا أطول في الكتابة ، و كان يكتب الكثير من الرسائل لأسرته و لأبيه على الرغم من عدم تلقي أي ردود منه ، و يُذكر أن له العديد من القصص القصيرة ، و كانت أول رواية له بعنوان المسخ ، و التي نشرها في عام 1915م ، و تم ترجمتها للغة العربية و حققت أعلى المبيعات ، و بعد ذلك توالت أعماله و من اهمها رواية القضية التي تم نشرها في عام 1925م و رواية الحكم و فنان الجوع و شعب الفئران .
نبذة عن كتاب رسائل إلى ميلينا :
تم نشر تلك المجموعة من الرسائل في الفترة الأخيرة ، و هي عبارة عن رسائل كتبها فرانز كافكا و تم جمعها في كتاب واحد ، و كانت جميع الرسائل لمعشوقته الجميلة ميلينا يزينسكا الكاتبة المعروفة ، و لكن مع الأسف فإن جميع رسائلها إليه فُقدت ، و من خلال فحص رسائل كافكا إلى ميلينا تتضح حكاية حبهما و طريقة تعرفهم على بعضهم البعض ، و التي بدأ في خريف عام 1919م ، كانت ميلينا آنذاك امرأة شابة متزوجة مثقفة وفي بداية مشوارها كصحفية وكاتبة قصصية ومترجمة ، و لكن لم تكن قصة حبهما ناجحة لعدة عوامل من أهمها أن ميليلنا كانت متزوجة برجل آخر ، و قد انتهت تلك القصة بالفشل .
مقتطفات من كتاب رسائل إلى ميلينا :
– “لو أن شخصًا أنقذ من الغرق شخصًا آخر فإنه سيكون عملا عظيمًا بلا شك، لكن لو أنه بعد ذلك أعطى لذلك الشخص الذي تم إنقاذه علي يديه اشتراكًا في دروس للسباحة، فما هو الخير الذي سيتمخض عنه ذلك ؟ لماذا يحاول المنقذ للآخرين أن يجعل الأمر بهذه البساطة بالنسبة لنفسه ؟ لماذا لا يرغب في أن يواصل إلى الأبد إنقاذ الآخر بوجوده ؟ بوجوده المستعد أبدًا؟ لماذا يحاول أن يحول العبء إلى مدرب السباحة؟”
– “لا يمكنني بصورة ما أن أكتب المزيد عن أي شيء آخر سوى ما يتعلق بنا، ما يتعلق بنا وسط اضطراب العالم، نحن فحسب. كل شيء آخر، هو شيء بعيد. خطأ! خطأ! غير أن الشفاه تغمغم، ووجهي يستلقي في أحضانك”.
– “لماذا، بالمناسبة، أكون كائنًا بشريًا في الوقت الذي أتحمل فيه كل عذابات هذا الوضع بالغ الاضطراب … لماذا لا أكون، مثلًا، ذلك الدولاب السعيد في حجرتك، ذلك الدولاب الذي يتطلع إليك مباشرة عندما تجلسين إلى مكتبك، أو عندما تستلقين، أو تأوين إلى النوم ( نومًا هنيئًا )، لماذا لا أكون أنا ذلك الدولاب ؟ ذلك لأنني سأنهار تحت وطأة الأسى، لو أنني أطلعت على آلامك في خلال الأيام الأخيرة الماضية، وربما حدث لي ما هو أكثر من ذلك”
– “نصحتك بالأمس بعدم الكتابة إليّ يوميًا، وما يزال هو ما أراه اليوم وسوف يكون هذا خيرًا لكلينا، ومرة أخرى أعود إلى هذا الاقتراح اليوم، وفوق ذلك فإنني أطلبه بمزيد من الإلحاح – فقط، أرجوك يا ميلينا ألّا تلتزمي بهذا الاقتراح، بل اكتبي إلي يوميًا، على الرغم من ذلك، قد تكتبين في اختصار شديد، رسائل أقصر من الرسائل التي ترسلينها إلي الآن، سطرين فقط، أو سطر واحد، المهم هو أن حرماني من هذا السطر الواحد، سيكون معناه عذابي الرهيب”.