يستخدم دائماً الأدباء أسلوب التشبيه لوصف الواقع بشكل أكثر دقة وبدون ذكر الحقائق بطريقة صريحة ، وهذا ما فعله الكاتب الكويتي الموهوب سعود السنعوسي الذي سرد لنا أكثر عن المصاعب التي واجهها المجتمع الكويتي ومازال يوجهها حتى الأن ، وطرق التعامل المجتمعي معها .

وقد أصبح الكاتب الكويتي سعود السنعوسي واحد من أهم الكتاب في الخليج العربي والعالم العربي أجمع فرغم صغر سنة إلا أنه أثبت من خلال مؤلفاته أنه قادر على منافسة الأدباء في الوطن العربي الشباب منهم وأصحاب التاريخ ، وقد تميزت كتابات سعود السنوسي بتناول المشاكل الاجتماعية بطريقة مختلفة عن ما سبق ، وفي رواية ( فئران أمي حصة ) يناقش الكاتب التغيرات التي حدثة في المجتمع الكويتي ويصنع حالة من التشبيك بين الأحداث التي شاهدها المجتمع بين الماضي والحاضر من خلال قصة عن الفئران كانت تحكيها لهم جدته .

ملخص رواية فئران أمي حصة
تدور أحداث الرواية عن الفتنة الطائفية في المجتمع الكويتي ، ويتناول الكاتب أحدث الرواية ابتداء من عام 1985 وصولا إلى عام 2020 ، واستخدم السنعوسي شعار استخدمه على مدار الرواية وهو (الفئران آتية، احموا الناس من الطاعون) لتبيه الشعوب العربية بشكل عام وشعب الكويت بشكل خاص من خطورة الفتنة التي تحاوطنا أظفرها السوداء في كل مكان .

ويبدأ الكاتب أحداث الرواية من عام 1979 وبالتحديد مع اندلاع الثورة الإيرانية ، وبعد ذلك أحداث يتحدث عن أحداث الحرب الإيرانية العراقية التي بدأت في عام 1980 وحتى عام 1988 ، كما تناول الصراعات الطائفية التي حدثت في عام 1990 خلال اجتياح القوات العراقية للكويت والانقسامات التي شاهدها الوطن العربي كله خلال هذه الفترة ، ومن ثم يتناول أحداث الغزو الأمريكي للعراق وما عقبها من انقسامات وحروب طائفية داخل العراق .

وشبه الكاتب الأفكار الطائفية التي تحاول النيل من مجتمعاتنا العربية بالفئران التي تدور حول قفص الدجاج كما كانت تحكي له جده حصة قبل النوم ، ويعطي السنعوسي درس مفيد للغاية من خلال حكم جدته ، حيث انها كانت تنبه سكان المنزل طوال الوقت من وجود الفئران التي تخرب في أثاث المنزل رغم أنه لم يراهم أحد من قبل ، ولكنه كانت تبرهن على وجودهم من خلال وجود حبة بنية صغيرة في حجم حبوب القمح في أركان المنزل وهي فضلاتهم ، وكانت تعلمه منذ صغره قاعدة هامة وهي ( ليس من الضروري أن تشاهد الفئران حتى تبدأ في محاربتهم ، ولكن بمجرد رؤية آثرهم عليك مهاجمتهم وحماية المنزل) وهذه القاعدة تنطبق تماماً على الفته ، فلا يجب على المجتمعات أن تنتظر حدوثها ولكن يكفي مشاهدة أفكارها وهي تنتشر ولو بمعدل بسيط حتى تبدأ الحرب عليها .

رواية ساق البامبو عام (2012) ، كما أن رواية ساق البامبو أيضاً حصلت على جائزة البوكر  التي تعد أهم جائزة عربية في مجال الأدب .

أعمال سعود السنوسي
– سجين المرايا (2010)، رواية.
– البونساي والرجل العجوز، (2011)، قصة.
– ساق البامبو (2012)، رواية.
– فئران أمي حصة (2015)، رواية

مقتطفات من الرواية
– هي قيامتك اليوم أزف أوانها وها أنا اليوم أكتبك خوفا منك عليك، لا أجيد شيئا بكتابتي إلا فرارًا منك إليك، لأن لا مكان لي سواك ولأنني رغم كل الخيبات فيك لا أنوي إلا أن أموت.. فيك

– بعضنا، خشية منع الرقيب، يصيرُ رقيبا عن طيب خاطر

– أنتم لا تبكون موتاكم، أنتم تبكونكم بعدهم. تبكون ما أخذوه برحيلهم. يخلفونكم بلا جدار تتكئون عليه

– كلنا عالقين في هذا المكان الذي يسمونه وطنًا!

– بعضُ الأورامِ لا يكفُّ نموًّا إلا بموت الجسد

– المصائب إن أقبلَتْ، أقبلَتْ تُمسك إحداها بيَد الأخرى