رواية أقصوصة الزهايمر هي آخر رواية كتبها الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي، والتي تتحدث عن شخص يدعى يعقوب العريان مصاب بمرض الزهايمر، والذي كان يكتب عدة رسالات لزوجته وهو في المصحة .

الدكتور غازي القصيبي
غازي عبد الرحمن القصيبي ولد في الثاني من مارس عام 1940، وهو شاعر وأديب وسفير دبلوماسي، كان سفير المملكة في البحرين، وحصل بعدها على منصب وزير للمياه، ثم وزيرا للمياه والكهرباء، وقد ولد الدكتور غازي القصيبي في الأحساء وقضى فيها سنين عمره الأولى، ثم انتقل إلى البحرين ليدرس بها مراحل تعليمه الأساسية، وقد حصل على البكالوريوس في الحقوق من جامعة القاهرة، وحصل على ماجستير العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا الخاصة، ثم دكتوراه في ذات التخصص من جامعة لندن .

وقد تعين القصيبي في عدة وظائف ومناصب منها : أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود بالرياض، مستشار قانوني في وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية، عميد كلية التجارة بجامعة الملك سعود، وزير الصناعة والكهرباء، وزير الصحة، سفير المملكة لدى البحرين، سفير المملكة لدى بريطانيا، وزير المياه والكهرباء، وزير العمل، وغيرهم، وقد نال العديد من الجوائز والأوسمة، وله العديد من المؤلفات الأدبية منها : شقة الحرية، دنسكو، أبو شلاخ البرمائي، العصفورية، سبعة، هما، حكاية حب، رجل جاء وذهب، أقصوصة الزهايمر، وغيرهم .

رواية أقصوصة الزهايمر
رواية أقصوصة الزهايمر هي آخر رواية كتبها الدكتور غازي القصيبي، حيث أنها لم تنشر إلا بعد وفاته في عام 2010، حيث كتبها وهو يصارع المرض، وتتحدث عن شخص يدعى يعقوب العريان وهو مصاب بمرض الزهايمر ويحيا في المصحة، ومن هناك يبعث رسائل لزوجته، وتعد هذه الرواية هي أقصوصة توعوية ثقافية أكثر من كونها أدبية، لأن الدكتور القصيبي تناول فيها مرض الزهايمر وتعريفه وتاريخه، وذلك في الرسالة الثانية لزوجته، بعد أن عمد في الرسالة الأولى إلى بث جميع مخاوفه ومشاعره .

محتوى الرواية
تتكون الرواية من مجموعة من الرسائل التي يرسلها يعقوب إلى زوجته، وعددها 12 رسالة، في 127 ورقة متوسطة الحجم، حيث يقوم فيها البطل بتلخيص حياته اليومية مع مرض الزهايمر وإرسالها إلى زوجته، حيث يبعث لها هذه الرسائل من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي فضل الذهاب إليها لكي يصارع المرض هناك وحده بعيدا عن عائلته .

ويشارك البطل في هذا شخصيات أخرى في الرواية، والتي تعاني من ذات المرض، ويتناول البطل في رسائله التعرض لقضايا حساسة تشغل تفكيره، مثل الاختلاط، المراهقة، القضية الفلسطينية، السياسة الأمريكية، وغيرها، وهذا إشارة من الكاتب أنه وإن كان ذكر البطل لهذه الأمور شيء عرضي، إلا أنه يعني بالضرورة أن المريض لم ينفصل عن واقعه تماما بصورة كلية .

إحدى كلمات يعقوب إلى زوجته
يقول يعقوب في رسالة من رسائله إلى زوجته عن الزهايمر ” إن هذا مرض أرستقراطي جدا، وإن عددا من ” صفوة الصفوة ” في الغرب قد أصيبوا به، وسأكتفي بذكر بعضهم : باري جولدواتر السياسي الأمريكي المعروف، وريتا هيوارث النجمة العالمية، وشارلتون هيستون ممثل الملاحم السينمائية الكبرى، وجوليانا ملكة هولندا، وأشهرهم جميعا الرئيس رونالد ريجان، وهذا الأخير هو الذي قال : ” هذا مرض جميل ! تقابل الأشخاص أنفسهم وتظن أنك ترى وجوها جديدة كل يوم ” .

ويقف يعقوب العريان في رواية الزهايمر لكي يشتري زجاجة عطور لزوجته من النوع الذي تحبه ” إكسنتركس “، حيث تسأله البائعة ماذا يريد، ويحاول أثناء ذلك تذكر الاسم، وتحاول البائعة مساعدته على التذكر إلا أن محاولاته تبوء بالفشل ويعجز تماما عن تذكر اسم العطر، حيث بعد مرور دقائق احمر فيها وجهه، وبدت على ملامحه علامات الاضطراب والخجل، يقوم بمغادرة المتجر بعد أن وعد البائعة بأنه يعود ومعه اسم العطر مكتوبا، وودعته البائعة بابتسامة عطوف .

غازي القصيبي والشعر
إن الأديب الدكتور غازي القصيبي لم يكن يكتب الروايات والقصص فقط، ولكنه كان بارعا في كتابة الشعر، وله العديد من الإصدارات الشعرية التي كتبها منذ الستينيات، حيث كان أولها أشعار من جزائر اللؤلؤ التي كتبها عام 1960، وقطرات من ظمأ، ومعركة بلا راية، والعودة إلى الأماكن القديمة، وعقد من الحجارة، وقراءة في وجه لندن، واللون على الأوراد، ويا فدى ناظريك، وحديقة الغروب، والأشج، وللشهداء، أما آخر كتاباته الشعرية فهي ” البراعم – دار القمرين “، في عام 2008، أي قبل وفاته بعامين فقط .