ولد الشاعر حسن السبع في عام 1948م ، الذي تلقى تعليمه في مدارس المنطقة الشرقية ، وتمكن من الحصول على بكالوريوس الآداب في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود في الرياض ، وذلك في عام 1972م ، كما حصل على دبلوم العلوم البريدية والمالية من مدينة تولوز في فرنسا عام 1978م ، بالإضافة إلى ماجيستير الإدارة العامة من جامعة إنديانا في عام 1984 م .

وعمل الشاعر خلال مسيرته المهنية مساعدا لمدير عام بريد المنطقة الشرقية ، كما حصل على عضوية النادي الأدبي التابع لها ، ولم يقف عند لك ، بل أنه كتب بالإضافة إلى الشعر مقالات إجتماعية وأدبية ، والتي تم نشرها في العديد من المجلات والصحف المحلية .

أبرز  قصائد الشاعر حسن السبع :

 (1) سوق العطش
” وقامت على ضفةِ النهر سوقٌ
تسميها الخاصة سوقَ الري
وتسميها العامة سوقَ العطش ”
( الخطيب البغدادي )

(2) سحابة الرصافة
تخطر ، الآن ، مثلُ العروسْ
مزنة ٌ ترتدي حلةً
نُسجت من حريرِ الشموسْ
الرياح وصائفها
والفضاء لها سكّةٌ ورصيفْ ..
ـ اذهبي أينما شئت !
صبي هنا .. أو هناك المطر
سوف ترشح ماء ً سقيماً
سقوفُ البيوتِ _ العراءْ
سوف تنزف ، ليلا ، دموعُ السماءِ
على وجناتِ الصغارِ
وهم يحلمون
يحلمون ..
ويلتحفون الشتاءْ

 (3)أرض السواد
غيمةٌ تعبر ، الآن ، أرضَ السوادْ
فرحٌ عابرٌ
في ثيابِ الحدادْ
هاهي الأرض تمتد خضراءَ .. خضراءَ
ملء َ البصرْ
مطرٌ في جيوب الجباة
مطرٌ في الدنانْ
مطرٌ في أكفِ الجواري الحسانْ
مطرٌ
فاصلٌ بين خضرةِ تلك الكرومِ
وعتمةِ ذاك السوادْ
فاصلٌ يشعل الشعراءْ
فاصلٌ لا يراه الرواة الذين ارتدوا
طيلسان الحيادْ

(4) شحاذ باب الذهب
الأسَامِيُّ لا تشترى
غير أن التي أنجبته نهارا
نحتتْ من ظلام الزقاق اسمه
ثم ألقتْ به للعراء
ـ كن كما شئتَ .. لا أم لك !
انخرط في لهاث الزحامْ
واسلك الدربَ فيمن سَلَكَ
ومضى :
ومضةً من بروق الذكاء
نيزكاً أرهقته الجهاتُ
إلى أن هوى ..
شعلةً من غضبْ
أطفأتها ، أخيرا ، رياح التعبْ
هو ذا يتأبط عطف الرصيف
ويمد يدا تنزف الكبرياء
عند باب الذهبْ !

 (5)عنان الناطفية
طفلةٌ غرَّة ٌ حافيهْ
تسكن الوزنَ والقافيهْ
والفيافي التي عاث فيها اليبابْ
نبتتْ في تراب اليمامةِ
قبل المطر ْ
ونمت زهرةً في غدير الظمأ
كحلت عينها ب ( سين ) السرابْ
وارتدت حلة من عراء الظهيرة
ليست ككل الثيابْ
ثم أفضتْ إلى نهر دجلةَ
صارت قطوف المدينة من كفها دانيهْ
كل ما في المدينة طوع يديها
ولكنها لم تزل جاريهْ !

– نِرفـانـا

أجملُ لقطةٍ تتخطف الأبصارَ
نِرفانا ..
وأجرأ لحظةٍ في دفـترِ الأعمار
نرفانا ..
أريق العمرَ
كلَّ العمر كي أحظى بطلعتها
فقد أدمنتُ هذا الحسنَ
منذ براءةِ الأظفار
هذا الحسنُ يُدعى
في كتابِ الحبِّ :
أمطارُ الخيالِ
وغابة الأسوارِ .. والأسرار
نرفانا ..
.. ..
هي الأسنى ..
إذا غاب النهارُ .. وغيِّبَ المعنى
إذا لاحتْ تدفقت الليالي
لؤلؤاً .. كرزاً .. وألحانا
وإن خطرتْ تمنَّى كل من في الحي
أن يشقى بهذا الحسنِ أزمانا
ببركانِ الهوى مأوى !
بجمر الوجدِ والتبريحِ والنجوى
بشيء من حريرِ الفتنةِ القصوى
بنهر الشوق نرفانا
ليصبح شارعاً من أجلِ خطوتِها
ومرآة لزينتها ..
ويمسي كرْمَ سهرتِها
ونرفانا ..
تريق الوقت خاليةً
ولاهيةً ..
وتجري مثل نهر حالم الإيقاع
يسقي المغرمين الظامئين
الصد والترحال والحمى
ويختلفون .. حتى الموت
” كل يدعي وصلا ”
بنرفانا ..
ويمضي العمر
ما وصلوا
وما نهلوا
وما عثروا على ظل
لنرفانا !
.. ..

تضج الرأس بالتذكار
من منفى إ لى منفى
تفتش عن حدائقها ..
وعن خفق اليمام
بشاطئ العينين
عن إيماءة النوار
نرفانا ..
تعددت ا لمنافي والصبايا
يا بعيدَ الدار
كل مليحةٍ تستدرج الأنظار
والأشعارَ
والأوتارَ ..
تسكن خيمة الذكرى
ونجوانا ..
لأن بها قليلاً من قليل
من سناءِ الشمسِ
نرفانا !

– عصفورة التعب

أتيتُ أقـرأ فصلَ الصمتِ في لغـتي
حطَّتْ على شفتي عصفورةُ التـعبِ

يدنو بـها سببٌ ..
ينأى بـها سببٌ ..
وقـد تراوغني ، حينـاً ، بلا سببِ

أصابـهـا تـعب التحليقِ في أفـقٍ
من جابَ فيه الذُّرى أبلى ولم يـُصبِ

الثلج في كفهـا جمـرٌ وفي فمهــا
صمتٌ عريقٌ من ( اللاءات ) والشَّغَبِ
تقول ، والليل والمنفى ينادمنا ،
” شَرقْتُ بالدمع حتى كاد يَشْرُق بـي ! “

عصفورة المرفـأ المنسيِّ كم حلمتْ
أن تسكبَ ( الآه ) شـلاَّلاً من الطربِ
ضج المدى .. فـغدا
إيقـاعها بددا
لحنـاً بدون صدى
في قبضة الصخبِ

وكيف تسكبُ روحَ الكَرْمِ قـافيـةً
وقـد تعثَّـر بوحُ الماء في السحبِ

من أين تبدأ .. والأمداء واحدةٌ
تعيد أحلامَـها رأساً على عقبِ
وكيف تعـبر أسواراً مشيدةً
من زخرفِ القولِ في دوامة الخطبِ
تيهٌ ترامى ظنونـاً دون بوصلة
سوى الأعاصيرِ والإعياءِ والحجبِ

صحراء تستنـزف الأيامَ سطوتـُها
وتستريح فيافيهـا على تعـبي

بيني وبينكِ أحلامٌ مؤجلةٌ
تحصّنَتْ بقلاعِ الصدِّ والهربِ

من أين نبدأ يا عصفورةَ التعبِ ؟!

– نصف الضجيج

هل غادر المنفى
احتمالاً واحداً فأدق بابَهْ
هل لانهمارِ القلبِ من وطنٍ
فأسكب ما تبقى
مزنةً أولى.. لتنبتَ غابةً
من بعد غابَهْ
عبث الخريفُ بكلّ أوراق الطفولةِ
من تخضُّ دمي
وتبتدئُ اصطخابَهْ
من تستفزُّ تدفّقَ العشرين في قلمي
فأشطب حكمةَ الموتى
وأستدعي قرنفلةَ الكتابَهْ
يصطادني نصفُ اقترابكِ
كلَّما رفَّ الذي في القلبِ أجلت انسكابَهْ
لأغيبَ في نصفِ الضجيجِ
وفي كلامٍ ناشبٍ في الحلقِ
في نصفِ الكتابَهْ..

صور شخصيَّة لشاعرٍ واحد :

بشَّار بن برد :

ينسج الوقتُ خيمةً
بحريرٍ من الأرقْ
لم يذقْ نكهةَ الكرى
مَنْ
قضى
العمرَ
مبصرا
في قرىً تحضنُ الظلامْ

دعبل الخزاعي
عنقٌ يذرع الردى
يقهر الموتَ صاعدا
بين
حبلٍ
من
الكلامْ


أبو نواس
يصعد الكرْمَ سلَّما 
سلَّماً أخضرَ الظلالْ
في صحارى من الظمأ
ظمأ يشعل الخيالْ
ظمأ العيس عندما
تحمل
الماءَ
إنَّما “…. “!


العباس بن الأحنف
ينسج الوهمُ ظلَّهُ.. 
في ليالٍ بلا صباحْ
كلَّما اغتاله الهوى
في كمينٍ من المِلاحْ
وهبَ القلبَ باقةً
للأعاصير والجراحْ
وتشظَّى مرددا:
“ما على
عاشقٍ
جُناحْ”


أبو دلامة
يسكن الهزْلَ كلَّما
شرَّدتهُ يدُ العراءْ
ضَحِكٌ يملأ المدى
غير
أنَّ
الصدى
بكاءْ

أبو الشمقمق
يعبر الجسر طاويا
ساكناً وحشةَ المكانْ
للمقاهي ضجيجها
قبل
أن
تفرغَ
اليدانْ

أبو العلاء المعري

فارق السربَ عندما
خيَّمتْ وحشةُ الزحامْ
محنة العمرِ أن ترى
والدجى يأسر العيونْ
ينحت الصمتَ والكرى
عندما تنحتُ الكلامْ