شاعر مميز وصحفي استطاع ان يسرق اعين القراء ومحبي الشعر اعترفوا بقوة شعره على طول الطريق ، هو الشاعر يوسف الخال ، ولد الشاعر والصحفي اللبناني يوسف الخال في عام 1916في قرية (عمار الحصن) بوادي النصارى في سوريا، وقد قيل عن يوسف الخال سوري لأنه ولد في سوريا، وفي صباه عاش في مدينة( طرابلس) بشمال لبنان ، وبذلك هو ابن سوريا ولبنان وكلا الشعبين احب الشاعر يوسف الخال على قدر ما قدمه من ابداعات شعرية رائعة، وفي لبنان قد درس الفلسفة، وبعد تخرجه أنشأ دار الكتاب بيروت، وقد أصدر مجلة ( صوت امرأة) وتولى يوسف الخال منصب رئيس التحرير هناك بجانب أدارة الدار وذلك في عام 1948.
سفر يوسف الخال الى الولايات المتحدة الامريكية
اختار يوسف الخال الولايات المتحدة الأمريكية لتكون وجهته للسفر وذلك في عام 1948 حيث عمل في الأمانة العامة للأمم المتحدة حيث اختصاصه في مجال الصحافة ، في هذه الحقبة قد تزوج الشاعر من الرسامة هلن الخال ، سرعان ما قرر الرجوع إلى لبنان وذلك في عام 1950، ولكنه قام بالسفر مع بعثة ( الأمم المتحدة) حتى تهيئ ليبيا للحصول على الاستقلال، ثم عاد مرة أخرى إلى لبنان وذلك في عام 1955، فكما نرى ان الحقبة الزمنية من 1948 وحتى 1955 من حياة الشاعر شهدت ترحال وسفر ما بين لبنان والولايات المتحدة الامريكية .
بعدها قام الشاعر يوسف الخال بإصدار مجلة شعر الفصلية التي تم إصدارها عامين 1957- 1964، وأصدرت مرة أخرى في عام 1967، وبعدها أصبح يوسف الخال مدير تحرير دار النهار وذلك في عام 1967، كما قام بإنشاء صالون أدبي وكان يعرف باسم صالون الخميس ،وكان من ضمن رواد الصالون: ( يوسف الخال- أنسي الحاج- أدونيس- أنسي الحاج- شوقي أبي شقرا- فؤاد رفقا)
زواجه للمرة الثانية
تزوج يوسف الخال مرة ثانية من الشاعرة ( مهي بيرقدار) وأنجب ولدان منها وورد، يوسف، وتوفي الشاعر في عام 1987 وذلك بعد صراع من مرض السرطان.
هو شاعر متمرد، وحاول ان يجدد في شكل القصيدة العربية، وهو من مؤسسي قصيدة النثر، أهتم في شعره قضايا البشرية وهمومها، وقام بالتعبير عن الهوية والمصير، وحصل يوسف الخال على وسام الاستحقاق اللبناني، وقام باستلامه من رئيس الجمهورية (أمين الجميل) وذلك في شهر سبتمبر في عام 1987، وأيضا منح الشاعر درع الثقافة في لبنان في عام 1999
إنتاجه الشعري
– لديه ديوان ( الحرية) صدر في دار الكتاب في بيروت في العامين 1944-1948.
– لديه ديوان ( البئر المهجورة) صدر في دار مجلة الشعر في بيروت لعام 1958.
– لدية ديوان ( قصائد في الأربعين) صدر في دار مجلة الشعر في بيروت لعام 1960.
– الأعمال الشعرية الكاملة في الخال للطباعة ببيروت لعام 1980.
– وهناك قصائد قد نشرت في الصحف والمجلات وخاصة في مجلات الشعر والأدب وغيرها.
ولديه مجموعة شعرية تحمل اللهجة العامية اللبنانية وعنوانها ( الولادة الثانية) ، وأيضا مخطوطة.
قام يوسف الخال بكتابة عدد كبير من الأشعار والقصائد ومن ضمن هذه الأشعار
قصيدة الفجر الجديد
من قصيدة رسائل دون كيشوت
دعيني يا أمي و لا تأسفي .
لا تتحسري و لا تبكي
و لا تندبي.
لا تدفنيني و لا تدفني صاحبي .
دعي الطيور الكاسرة تمزق جسدينا .
دعي عظامنا تبيضّ
و تعشب في عين الشمس.
من قصيدة في غابة لبنان
لا ترفعوا صوتا و لا ترتلوا .
اقعدوا في الزوايا
و ذروا الرماد على رؤوسكم .
لا تنفع وجوهكم العامرة
حين يعمر الدود جسدا فارغا من الحياة.
بأي يد تمسكون المباخر ،
و بأي شفة تقدسون.
حين يسقط الجبار،
ويل لمن يبقى واقفا.
وأخر قصيدة كتبها وهو على فراش الموت قال
أيها الشعراء ابتعدوا عنيّ
لا ترثوا أحدا غلبه الموت
فماذا ينفع الرثاء؟
الرثاء للصعاليك ونحن جبابرة
الرثاء للبشر ونحن آلهة
فابتعدوا عني أيّها الشعراء
وأحنوا رقابكم
لا تنطقوا في حضرة الموت الجاثم.
قصيدة عن الصمت
على جبل الصمت، في موعدي مع التائبين، رفعت جبيني
(ذراعاي مشدودتان إلى الصخرة):
متى يا أبي ستعبر كأسي
متى يا أبي سأهبط دربي