عندما انتقل سمو الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- إلى الرفيق الأعلى حزنت الأمة كلها على فقدانه ، فقد كان أحد رجال المملكة الأقوياء ، عمل على زيادة التواصل الخارجي بين المملكة و الدول الأخرى ، كما عمل على بناء العديد من المشروعات القومية التي تعمل على نهضة البلاد و تقدمها ، تولى الحكم عام 2005م و استمر حتى توفته المنية عام 2015م ، و جاء في رثائه العديد من القصائد التي تعبر عن ألم و حزن الشعب على فراقه .

قصيدة الأخ الأب للشاعر الدكتور أحمد بن يحيى البهكلي :
على مثله تبكي البواكي وتندب ***  وما كان إلا الطيب بل هو أطيب
وفاز بود الناس إذ عاش وامقا ***  لهم فأحبوه ومنه تقربوا
سما وسما حتى تناهى سموه *** إلى خدمة البيتين والمجد يكتب
وحلق في أفق رحيب فضاؤه *** إلى أمل الإصلاح ينمى وينسب
وقاد إلى العلياء والعز موطنا *** له العزة القعساء مهوى ومطلب
فما وهنت منه العزيمة ما انثنى *** ويرفده شعب أبي مهذب

تمرس في الأحداث تسعين حجة *** يجلي دجاها إن تمترس غيهب..
ويبقى له القدح المعلى إذا سجت *** تنورها قصدا ولا يتنكب
فما هي إلا فكرة تلو فكرة *** وإذ بجفاف الرأي يندى ويشخب
لقد طاب عبد الله حيا وميتا *** وكان كمثل القطر بل هو أعذب
فيا رب نضر وجهه أعل قدره *** وأسكنه جنات بها يتقلب
ويسر لسلمان الصعاب فإنما *** بك النجح يا رباه أدنى وأقرب
وهذي النفوس المرهقات بحزنها *** أقلها، وقد أفضى إليك الأخ الأب

قصيدة رثاء حبيب القلوب ..فقيد المسلمين في كل الشعوب للشاعر الأستاذ حسين بن أحمد النجمي :
ادعوا لمن من شعبه طلب الدعاء *** وارجو له الرحمات من رب السماءْ
ملك البلاد حبيبنا ومليكنا *** نرجو له الفردوس دار اﻷتقياءْ
من عاش يحمل هم أمته التي *** لما تزل في كل صقع في بلاءْ
من قد أتاه الحق ليلة جمعة *** والدفن في وقت يجاب به الرجاءْ
يا رب فاجعل قبره في روضة *** وامنحه فيه من الرحابة والضياءْ
يا رب نرضى بالذي قدرته *** أنت اﻹله الحق تفعل ما تشاءْ
كل يموت وليس يبقى غيره *** هو وحده من قد تفرد بالبقاءْ

قد كان يطلبنا الدعاء وكلنا *** قد كان يدعو الله يطلبه الشفاءْ
لكنما اﻷجل المقدر قد أتى *** ممن على المخلوق قد كتب الفناءْ
يا رب ضاعف أجره وثوابه *** واغفر له يا ربنا ما قد أساءْ
وارزقه دار الخلد دارسعادة *** بجوارخيرالخلق خير اﻷنبياءْ
يارب بارك في خليفته الذي *** كان الولي لعهده رمز اﻹخاءْ
سلمان بورك فيك أنت مليكنا *** وتقودنا للمكرمات بلا امتراءْ
وولي عهدك مقرن رمز الوفا *** رجل السياسة والكياسة والدهاءْ
والشعب خلفكما مواكب نصرة *** قد بايعوك على المحبة والصفاءْ

قصيدة فجيعة الفقد للشاعر الأستاذ حسين بن محمد الصميلي :
شجن بأهداب السماء تمدد *** أسرى به الناعي أذاع وفنّد
ترتجّ أضلاع الثرى لوقوعه *** وينوح من هول المصيبة فرقد
ويزمجر الزمن الجميل بحزنه *** ويلي من الزمن الجميل إذا اسود
ماذا هناك ؟ و تنطفي عين الرؤى *** و يجفّ في لغة الحكاية مورد
مات الأب الإنسان أي  فجيعة *** دارت بنا أرضا  بليل سرمد ؟!
مات المليك ندى الزمان وعطره *** وأجلّ من ملك القلوب وأسعد
وأضاء ليل المعدمين بنبله *** وزها به حقل الضعيف المجهد
هو نبع أنوار اليتيم وضوء أر *** ملة لحاها الدهر  أرزى وعربد
كم دعوة شق المساء أنينها *** من ثغر  بائسة و كهل أدرد

مدت لهم كفاه فيض رعاية  *** وحنت عليهم في الهناء بمرقد
لا غرو إن ضجت لفقدك أنفس *** تأوي إليك ، كأن حبك معبد !
وبكتك أعين من تحب كأنما *** في وجدهم يتقلبون بموقد
يا سيدي هذا المدار منكس *** أعلام فرحته .. أساه تلبّد
وازورت الأحلام بين جفونه *** ما بال جفن المبهجات ترمّد ؟!
للحزن بوصلة يؤم جهاتها *** شعب ، هواك بمقليه المرصد
قد كنت موعده لكل بشارة *** فغدا رحيلك فيه أسوأ موعد
و لقد يضيق على المحب تصبّر *** ماذا أشدّ على المحب من الفقد
لكن عزاء الشعب أنك طيّب *** وافى إلى طوبى بقلب أرشد
نم في ظلال الله نومة هانئ *** واظفر  بجنات الخلود بمقعد

قصيدة للشاعر الدكتور عبدالمطلب النجمي :
حول سلمان في حلول المصاب *** أمة لا تلين رغم الصعاب
ودعت بالدموع روح حبيب *** كان في بذله كوبل السحابِ
سيرة من ندى و من مكرمات *** طويت طي صفحة من كتاب
قدر الله نافذ ، و المنايا *** عنده أُثبتت بأم الكتاب
إن يغب عن رياض نجدٍ مليكٌ *** كان ملء القلوب و الألباب
فلقد زان عرشها اليوم حر *** وتولى زمامها في احتساب
خلفه الشعب يقتفيه ليفدي *** وطنًا حل فوق هام السحاب !