من أجمل المناظر التي تريح القلب والنفس ، هو منظر الغروب الجميل ، والذي يبعث في النفس أمل ولادة يوم جديد ، والانتهاء من يوم بكل ما فيه من فرح وألم ، وقد عبر الكثير من البشر عن الغروب خاصة الأدباء والشعراء ، فتجدهم اهتموا بنقل صورة الغروب في لوحة أدبية وشعرية تؤسر القلوب .
وهنا مجموعة من أجمل العبارات والأقوال في وصف الغروب .
أقوال عن وصف الغروب
عند الغروب تُقلّب الهموم، وتحبَس الدموع، وتفتَّح الذِكريات، وتسكَب العبرات، من اشتياقٍ طال، وحنينٍ زاد، وفراقٍ حال، وجرحٍ غار، وحبٍ ضاع. غروب الشمس ليست نهايةِ الحياة، بل هي نهايةِ يومٍ وبدايةِ أملٍ جديد. لا تكن لمن يأذن للشمس أن تغيب ولا تشرق، بل أن تعود بإشراقةٍ أكثر، وحياةٍ أفضل، وروح تتجدد.
يوم انكسر موج البحر، والـشمس مالت للغروب، واللون الأحمر قام يسجد في طرفِ محرابها، استرسلت ريح الشتاء والملح عياً لا يذوب، وتغنت طيور البحر بأزكى لحونِ أسرابِها، وقفت وقفة مؤمن يعد الخطايا والذنوب، ويراجع ما فات من أعماله، أكبر ذنوبِه حلق ذقنٍ، ونقص فرضٍ، وطول ثوبٍ. وأصغر ذنوبِه قُرب ناسٍ لا تعز أصحابِها، يا ليتني قبل أن أختلط بالناس فتشت ما في القلوب، وعرفت ما تخفي وراء جدرانها وأبوابها، لم أكن أعلم بأن المظاهر تستر عيوب، وتبين لك عيوبٍ كم زَيَّنتها الثياب، ناس شيّنت ثيابها سواد في لمحةِ بياضٍ، وفرقٌ واضحٌ ومحسوب. سـوادُ نيتها على هامش بياض.
حاول أن تتأمل الشمس وقت الغروب، وأنت على شاطئ بحرٍ جميل، لماذا ينتابك السكون ويغمرك الصمت عندما تتأمل الغروب؟ نهاية رحلة الشمس بكل عنفوانه نحو الغرَق في مياهِ البحر الهادئ هو الخوف من اقترابِ موعد الرحيل، هل هي حيرةٍ من سؤالٍ شَغَل عقولِنا طويلاً؟ ماذا بعد الغروب؟ هل لأننا نتذكر ما كان منا تحت شمس النهار الساطعة! بما تشعر وأنت ترى الشمس تنغمس في حُمرةِ الشفق المعتمة، والليل يرخي سدوله السوداء، ماذا تعني لك الشمس؟ أهيَ حقيقية؟ الحياة، النور، الحق، الضوء، النهار، أم لا شيء؟ ماذا يا تُرى هل ستأتي الشمس في اليوم التالي؟ عفواً، الشمس ربما ستأتي، ولكن هل سترى أنت الشمس من جديد؟ هل جربت بأن تُحَدّث نفسك بما قدمته في ذاك اليوم المشمس؟ حاول، ماذا سيدور بداخلك يحرك قلبك يهز وجدانك، هل ستنهمر عيناك بسيلٍ من الدموع لا ساحل لها، هل ستمسك قلمك وتخط بهِ كلماتك المناسبة من قلبك، أم ستتحمل ريشتك وتقف على صخرة عالية وتلَوّن لوحتك بألوان الغروب، هل ستتدبّر المنظر وترى نفسك التي لا محال غائبة مثل غروب الشمس. تذكَّر تدَبّر ماذا قدمت في يومك ذاك، بميزان محبتك لخالقك، ميزان التقوى، ميزان الأعمال الصالحة، الثواب والعقاب، هل أنت قريب من ربّك بعيد عن معصيته، كَم قدّمت صالحاً، أقرّرت حقاً، وأنكرت باطلاً؟ يا لجهلنا، ويا لجمالِ تلك اللحظات. قِف متأملاً فما أجمل أن تنَقّي نفسك في مثل تلك اللحظات ونفسك هادئة مطمئنة لصفاءِ ذاك المنظر الرائع، فتلك لحظات غالية جداً، دعها واقترب من ربك.
حملتُ أوراقي واتجهت إلى البحر، اتجهتُ هناك لأرى ذلك المنظر الذي لطالما ملأ القلوب بمشاعرٍ تختلط عند رؤيته وتهمسُ العيون بما في الخواطر من جنون لأجله. إنهُ موعد غروب الشمس. وقفت أمام ذلك البحر كانت أجوائه لطيفة وألطفُ ما هناك صوت الأمواج، تشعر بأنك في صفاءٍ بعيدٍ عن الهموم، تنظر حولك وترى المنظر الجميل والبحر والشمس يتهامسان، وقوارب الصيد الصغيرة التي تذكرك بالماضي الجميل. انتظرتُ غروبك أيتها الشمس لأرى ذلك الإشعاع الهزيل الذي يودع البحر، وتلك القوارب توَدّع يوماً مضى من حياتي، انتظرتُ ذلك المنظر لأبقى لحظات مع نفسي أتأمل الشفّق الأحمر وهو يحتضن التل وداعاً، انتظرتُ ذلك المنظر العجيب الذي يحول البحر والجو إلى مكانٍ آخر مكان لن تنساه العين ينسيك الهموم والأحزان التي تكتم أنفاسك ويودعك بغروبٍ يملأ القلوب بمشاعرٍ عذبةٍ.
بدأ ذلك البحر يمتلئ بخيوطِ غروب وأصوات تلك الأمواج تغرسُ الشوق في قلبي، نعم إنّه شوق الرؤية إلى السماء والشمس تغرب في لحظة غروبك أيتها الشمس وأنت تاركة لنا منظر ترِقُ به المشاعر وتلين. منظرٌ رائعٌ يسحر عيون كثيراً من الناسِ، منظر يحيي القلوب البائسة، إنهُ ذلك اللون لون الغروب، الذي طوى صفحاتِ الأمس وبثَّ الحياة في النفس، ملأ الأرجاء بعطرهِ، وغمر المشاعر بروعتهِ، لون غروبك يا شمس لن أستطيع التعبير عنه ولو ملأت صفحاتي بوصفهِ والتغزل بسحرهِ الخلاب.
في كل خطوةٍ من خطواتي حنين لرؤيةِ الشمس تودعُ البحر الحزين، وأمواج البحر هدارة، ولها أنين، أتتركيني مع حباتِ الرمل الصغيرة وأصدافي البراقة وتذهبين، تقول الشمس أتودّ أن يقاسي القمر في جبِ الظلام وحيداً، ونجومهِ متناثرةٍ كأجراسٍ علقت على أبوابِ القريةِ ولقهرها تسمعها كان لها رنين، والغيمة الحانية تهبط لتواسي وتقول ما لكِ تبكين؟ يقول يا ليتك لا تعلمين، مدت صديقتي خيوطاً شعاعها ذهبي وتركتني في السماءِ كأنها صياد، وأنا الذي وقع في الكمين، هي وأنا من خلق الرحيم، بل كلّنا لم نكن إلا بقدرةِ العزيزِ العظيم. أو تتركيني أرحل فلن أكون للقمر مهين، اذهبي ولتحفظك السلامة، ولكن عديني بأن ترجعين، فجميعنا مع بعضنا في لوحةٍ آخاذةٍ كما في خيالِ المبدعين