غير لائق صحياً هى عبارة يرددها الغير لائقين عقلياً ،فرب العزة يقول في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (تبارك الله أحسن الخالقين) سورة المؤمنون ،و في سورة غافر ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) صدق الله العظيم ،ومن أصدق من الله حديثاُ ،فبالرغم من أن الإصابة التي تعرض لها الإعلامي خالد مدخلي لم تكن خلقية ولكن كانت نتيجة خطأ طبي أدى لمشاكل تتعلق بحركة القدم لديه

بالرغم من أن مشكلته لم تكن ذهنية أو عقلية ،لكن هذه الجملة القاسية “غير لائق صحيا” ظلت تلاحقه لبعض الوقت ،حتى قرر خالد مدخلى الإنتصار عليها و على الظروف التي يدعيها الكثيرون ،قرر أن تكون قصة نجاحه و صعوده نحو القمة ملهمة للكثيرين ، ليشجع بني قومه و الإنسانية جميعهاً على ضحد الفكر الرجعي ،الذي يرى أن أصحاب المشاكل الصحية لا مكان لهم في مجتمع المستنيرين و المفكرين و الشخصيات البارزة ،و يكفيهم أن يعيشوا في الظل ،قرر خالد مدخلي أن يكون طاقة النور تضيء عتمة من أظلمت في وجوههم الحياة .

التعريف بالإعلامي خالد مدخلي
ولد خالد مدخلي عام 1975 م بمحافظة صامطة الحدودية بالمملكة ، تعلم بمدارس المحافظة ودرس اللغة العربية بإحدى جامعات الرياض ،كما حصل على تقدير عام إمتياز ،و حينما أراد العمل كمدرس تم رفضه لإدعاء البعض أنه غير لائق صحياً ،و في الحقيقة إنهم فقدوا كادر تعليمي هائل و ليس هو من فقد الوظيفة ،و قد اكتسبته الملايين حين تم تعيينه بالإذاعة السعودية في نفس اليوم الذي قبل فيه وزير التعليم شكواه وأصدر أمراً بتعيينه معلماً .

قناة العربية و قدم نشرة أخبار الرابعة لمدة 3 سنوات متتالية ،حيث قام بتقديم إستقالته في 14 سبتمبر من العام الجاري .


إن قصة نجاح الإعلامي خالد مدخلي لا تدعو للسعادة من أجل إنتصار صاحبها فقط و لكنها قصة تدعو للتفكر ، و تبث روح الأمل و الإصرار بداخل الكثيرين من الأصحاء و أصحاب الإعاقات ، الذين يدعون أن الظروف عائقاً أمامهم ،فيبذلون محاولة تلو الأخرى حتى تخمد شرارة الشغف و المحاولة بداخلهم ،و يستسلمون للظروف ،قصة النجاح هذه تحث على العمل و عدم الإستسلام للظروف ،فمن يؤمن بقدراته و نفسه سيصنع هو ظروفاً خاصة يتحدث عنها الجميع .

فخالد مدخلي هو ظرف خاص و حالة إستثنائية تستحق التقدير و الإشادة بها و الإنحناء تحية لها ،فتحية لكل شخص بداخله خالد مدخلي آخر لم تهزمه الظروف و لا المعوقات و لم تحبطه الكلمات القاسية التي لا تخلف ورائها سوى الإنكسار و الهزيمة ،تحية لهؤلاء الذين يؤمنون بأنهم ليسوا أنصاف بشر ،بل هم مخلوقات كاملة ،خلقها الله و قدرها ،فشكروا أنعم الله و جعلوا الجميع شاهدين على شكرهم النعمة ،لقد خلد خالد مدخلي إسمه بعمله و كفاحه ودخل التاريخ من باب أصحاب الهمم و العزائم و هو باب لو تعلمون عظيم ،لم يدخله خلف أب له ولم يرثه عن جد،بل دخله بعمله و موهبته الفريدة التي قلما توجد هذه الأيام .