دائمآ ما يهتم مرضى القلب بمعرفة ما يفيد القلب وما يضره ، فبعد الإصابة بأحد أمراض القلب يصبح من المهم بالنسبة للمريض أن يعرف ما يفيده أو يسبب له أي ضرر ، لأن القلب هو العضو المتحكم في عمل جميع أعضاء الجسم ، لذلك فعند إصابة القلب بمرض ما أو خلل يؤثر عليه ، يصبح من الواجب على المريض أن يتحرى الدقة في كل ما كان يفعله قبل إصابته بمرض من أمراض القلب ، والتأكد من ما إذا كانت هذه الأشياء تؤثر على عمل القلب أم لا ، لأن القلب بعد مرضه يصبح حساسآ يسهل تأثره بأمراض عديدة وأضرار تؤثر عليه وعلى عمله ، وصحة الجسم كله .

وعمليه نقل الدم أصبحت مؤخرآ شائعة ومستخدمة بشكل كبير ، فبحسب ما أكدت مراكز الدم في الولايات المتحدة الأمريكية فإن هناك حوالي ما يقرب من 12 مليون عملية نقل للدم تتم سنويا على مستوى أمريكا ، كما أن هناك الكثير من الحالات الطبية و الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى خلايا الدم الحمراء ، و هي المكون المسؤول عن حمل الأكسجين في الدم ، و بالتالي يظهر بوضوح دور عملية نقل الدم في الزيادة من عدد خلايا الدم الحمراء ، و التخفيف مؤقتا من الأعراض و المضاعفات المرتبطة بفقر الدم ، إلا أن و بالرغم من الفوائد الكبيرة لعملية نقل الدم إلا أن هناك مخاطر كثيرة بالتأكيد قد ترافق هذا الاجراء الطبي الشائع الذي يقوم به الكثيرين يوميآ على مستوى العالم للتبرع بالدم لصالح ملايين المرضى على مستوى العالم يوميآ ، وبالرغم من ذلك ، فإن الأضرار المترتبة على عملية نقل الدم بالنسبة لمرضى القلب تفوق الفوائد بشكل كبير .

وقد أصبحت أمراض القلب حاليآ محط أنظار الكثيرين حول العالم و قد أصبحت هذه الأمراض لافتة لإنتباه العديد من الأشخاص ، ففي الآونة الأخيرة أصبحت أمراض القلب والشرايين ذات إنتشار كبير و بشكل ملفت و هو ما جعل العلماء والأطباء يقيمون ابحاثآ علمية ودراسات كثيرة حول أمراض القلب المختلفة وأسبابها ، وتعود أسباب أمراض القلب إلى إلى مشكلات عديدة وتختلف الأسباب بإختلاف نوع المرض فالقلب معرض لأمراض كثيرة ، فكل مرض له أسبابه وله طرق علاجه التي تختلف إختلافآ كبيرآ فيم بينها ، ففي أمريكا فقط يموت ما يزيد عن 600 ألف شخص سنويآ متأثرين بأمراض القلب والشرايين ، بينما يصاب سنويآ 720 ألف شخص بمرض الجلطة القلبية الناتج عن مرض القلب والشرايين ، لذلك فتسبب أمراض القلب الخوف لدى الكثيرين ، خاصة وأن العصر الحالي الذي نعيشه بات محفزآ للإصابة بالأمراض المزمنة الخطيرة والتي أبرزها أمراض القلب ، حيث أنها أمراض خطيرة كضغط الدم والسكري يصعب الشفاء التام منها ، لكن يمكن علاجها بشكل مؤقت لتلافي مضاعفاتها الخطيرة .

وبالنسبة لعملية نقل الدم بالنسبة لمرضى القلب ، فبالرغم من تأكيد العديد من الأبحاث على الفوائد التي تعود على مريض القلب عند قيامه بالتبرع بالدم ، إلا أن هناك عددآ كبيرآ من الدراسات حذرت من خطورة التبرع بالدم ، خاصة بالنسبة للمرضى المصابون بالأزمات القلبية ، وأبرز هذه الدراسات دراسة أمريكية أكدت أن الأشخاص المصابون بالأزمات القلبية عند خضوعهم لنقل الدم فإن مخاطر الوفاة نتيجة الأزمات القلبية تزيد بشكل كبير .

وقد قام فريق البحث المسئول عن إجراء هذه الدراسة بتحليل البيانات الناتجة عن خضوع حوال 6000 شخص لهذه الدراسة ، وقد أوضحت هذه البيانات أن نسبة الوفيات تزيد لدى مرضى القلب بعد عملية نقل الدم بنسبة 8 % مقارنة بالأشخاص الذين لم يجروا نقل دم تمامآ ، لكن شكك البعض في هذه الدراسة والسبب إعتقادهم أن سبب الوفاة قد لا يكون وجود مشكلة بالقلب إنما المشكلة هي فقر بالدم ، لكن الباحثون أصروا على تأكدهم من خطورة نقل الدم بالنسبة لمرضى القلب .

واستدلت الدراسة على ما توصلت إليه بأن نسبة كبيرة من أمراض القلب يحتاج المريض فيها بتناول أدوية وعلاجات لزيادة سيولة الدم ، فعند قيام مريض لديه سيولة دم بالخضوع لنقل الدم ، يتعرض لنزيف يصيبه بالأنيميا أو يتسبب في موته ، لذلك فقد حذرت الدراسة من نقل الدم لمرضى القلب قبل التأكد من أن صحة المريض وحياته لن تصبح مهددة بأي خطر فيم بعد .