تساهم جراحات القلب في علاج العديد من الأمراض القلبية ، فنسبة كبيرة من أمراض القلب الخطيرة والتي يصعب علاجها من خلال تناول العقاقير والأدوية وإتباع نظام غذائي صحي وسليم يتم فيها اللجوء للعمليات الجراحية ، وتهدف الجراحة إلى إصلاح الخلل أو المرض الموجود في القلب والذي يؤثر على عمل القلب بشكل كبير ويؤدي إلى خلل به ، وبالتالي يحدث خلل لجميع أجزاء الجسم التي ترتبط بالقلب وبعمله ، وهنا في هذه الحالة تظهر أهمية جراحات القلب التي تنقذ حياة الكثير من المرضى ممن هم معرضون للموت وتوقف القلب نتيجة إصابته بضعف شديد يفقده القدرة على النبض والعمل بشكل طبيعي .

وجراحات القلب ليست جراحات بسيطة أو سهلة على الإطلاق ، فهذه الجراحات تخص عضو من أهم وأخطر الأعضاء الموجودة بالجسم ، لذلك فهي جراحات لا يستههان بها ، وقد كانت قديمآ المضاعفات الخاصة بجراحات القلب كثيرة ومتعددة ، أما الآن فالأمر أصبح أفضل بكثير ، فمع تطور التكنولوجيا ، وحدوث تطور كبير في  مجال الطب بشكل عام ومجال أمراض القلب بشكل خاص ، أصبحت جراحات أمراض القلب أسهل وأقل تسببآ في المضاعفات الخطيرة ، و بالرغم من أن المضاعفات التي تلي جراحات القلب مازالت موجودة إلا أن الإحتمالات أصبحت أقل ، كما أن التعامل مع أي ضرر يصيب القلب بعد جراحة أصبح أقل بكثير من قبل ، وهو ما ساهم في تحقيق جراحات القلب نسبة نجاح كبيرة مقارنة بالفترة الماضية .

وتعتبر أمراض صمامات القلب هي أخطر الأمراض المتعلقة بعضلة القلب ، فالصمامات القلبية تلعب دورآ كبيرآ وهامآ جدآ في حماية القلب وضمان تدفق الدم بشكل طبيعي ، حتى يصل إلى جميع أعضاء الجسم ، ولم تكن أمراض الصمامات القلبية شائعة قديمآ  ، فكانت غير معروفة لدى قطاع عريض من مرضى القلب ، وقد تم التعرف عليها في الفترة الأخيرة فقط ، حيث بدأت تظهر مشكلات صمامات القلب مؤخرآ ، وبدأت تتسببهذه المشكلات في متاعب وأضرار صحية خطيرة للقلب ، لذلك تم التوصل من قبل أطباء القلب لعلاجات عديدة لأمراض الصمامات القلبية ، منها طرق تعتمد على العلاجات الدوائية في حالة كان المرض الموجود بالصمام بسيطآ ، أو طرق تعتمد على العمليات الجراحية لإصلاح الصمامات القلبية في حالة كان التلف بسيطآ ، أو من الممكن استبدال الصمام التالف بصمام آخر صناعي أو طبيعي .

جراحة تغيير صمام القلب : بالنسبة لبعض المرضى الذين يعانون من تلف شديد في صمامات القلب يكون الحل الأمثل في هذه الحالة هو عمل تغيير لصمام القلب التالف لمنع تسبب هذه الحالة في مضاعفات خطيرة للمريض ، وتقوم عملية زراعة صمام أو تغيير صمام على زرع صمام قلب جديد ، سواء كان صمامآ  صناعيآ او بيولوجيآ ، بدلآ من الصمام التالف ، حفاظا على سلامة القلب وعدم تعرضه لأي ضرر أو خطر يؤثر عليه ، وتعتبر جراحات تغيير صمامات القلب أفضل ما توصل له الطب في مجال أمراض القلب ، فهي تساهم في الكثير من المشكلات التي تصيب القلب ، ويتم إجراء تغيير صمام القلب من خلال القسطرة العلاجية .

لكن قبل إجراء القسطرة يهتم الطبيب بعمل العديد من الفحوصات واتحاليل لإتخاذ أية إحتياطات ناسب حالة المريض قبل إجراء الجراحة ، وعند إجراء الجراحة ينبه الطبيب على مريضه أن يصوم قبل الجراحة بـ 8 ساعات ، كما تتم هذه الجراحة باستخدام التخدير الكلي .

ما يحدث أثناء العملية : يتم تعقيم صدر المريض بشكل جيد بعد تخديره ، وعند تعقيم المكان يتم عمل شق جراحي في الصدر مكان وجود القلب ، كما يتم تشغيل القلب الصناعي ليقوم بضخ الدم للجسم بدلآ من القلب الخاضع للجراحة ، ويقوم الطبيب بالوصول للقلب واستبدال الصمام التالف بصمام آخر سليم ، بعدها يقوم الطبي بإغلاق غشاء القلب وإغلاق الشق الذي تم عمله في الصدر أيضآ ، ويتم استخدام ضمادة كبيرة في مكان الجرح .

وتستغرق هذه الجراحة حوالي 3 ساعات ، وقد أصبحت مضاعفات عملية تغيير صمام القلب أقل مما كانت عليه من قبل ، لكن مازالت إحتمال تلوث الجرح أو التعرض لنزيف بعد الجراحة موجودة لكن مهارة الجراح ودقته أثناء العمليه تحدد مدى نجاح العملية من عدمه .