الدولة الاموية التي أسّسها والي الشام معاوية بن أبي سفيان في عام 41 للهجرة، والتي أصبحت بعد ذلك دولة الخلافة الإسلامية بعد تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - عن الخلافة، لتصبح دمشق عاصمة الخلافة الإسلاميّة الجديدة، وصار حُكّام دولة بني أمية، وفروعها يتوارثون حُكم الدولة الأموية بينهم، واستمرّ الحُكم الأموي ما يقارب 91 عاماً، وقد شَهدت توسعاً جغرافياً كبيراً وصل إلى أوروبا، وأطراف كبيرة من قارة آسيا.

بداية الدولة الأموية ونسبهم

نسب الأمويين إلى أمية بن عبد شمس من قبيلة قريش ، ومؤسس الدولة الأموية هو معاوية بن أبي سفيان والذي أشهر إسلامه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقبل بداية الدولة الأموية تولى معاوية ولاية الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، ثم بعد فتنة مقتل عثمان بن عفان نشب نزاع بين علي بن أبي طالب وبين معاوية ، حتى وصل الخلاف إلى عهد الحسن ابن علي بن أبي طالب ، فتنازل الحسن عن الخلافة لصالح معاوية ، ومن هنا كانت بداية تأسيس الدولة الأموية.

عهد معاوية بن أبي سفيان

قام معاوية بن أبي سفيان بنشر العديد من مظاهر الحكم والإدارة مثل جعله الخلافة وراثية فعهد بها إلى ابنه يزيد ، وأحاط نفسه بملك كبير يحيطه الحراس ، وقام بإنشاء ديوان الخاتم ، ونظام البريد ، وبعد وفاة يزيد بن معاوية اضطربت الأمور في الدولة ونشأت الخلافات فطالب الزبير بتولي الخلافة ، ولكن قام عبد الملك بن مروان هو أيضا بالمطالبة بها فقام بقتل الزبير في مكة عام 73 هجريا.

ملامح الدولة الأموية

في عهد الوليد بن عبد الملك تم فتح العديد من الدول ، ففتح المغرب بالكامل ، والأندلس بكاملها ، كما فتح بلاد السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي ، وأيضا بلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم.

ثورات الدولة الأموية

فكانت الدولة الأموية دولة الفتوحات الإسلامية الكبيرة ، ولكن أيضا كانت تحتوي على العديد من الفتن والثورات ، وبالأخص من الخوارج والشيعة ، ومن تلك الثورات ثورة الحسين بن علي على يزيد بن معاوية ، عندما أراد أن يتولى الخلافة ، فقام بينهم القتال والذي أدى إلى مقتل الحسين بن علي في معركة كربلاء ، فانتشرت بعدها ثورات كثيرة للشيعة منها ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي ، وظلت الثورات تقام لأكثر من نصف قرن من الزمان حتى ثورة زيد بن علي ، فقام الخوارج بالثورة مرارا وتكرارا لما يقرب من عشرين عاما ، وكان الحجاج بن يوسف الثقفي أحد عوامل إخماد هذه الثورات ، فقد كان والي العراق والمشرق والتي تعتبر أكثر البلاد عداوة للحكم الأموي ، بينما كانت الشام هي بلاد حلفاء الأمويين وعاصمتهم ، ويمكن القول أن أشرس الثورات التي قامت في عصر الدولة الأموية هما أيضاً ثورتا عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الأشعث.

امتداد الدولة الأموية

تميزت الدولة الأموية بالكثير من الفتوحات الإسلامية فمنذ عهد معاوية بن أبي سفيان ولم تهدأ الجيوش ، فقام بإنشاء الأساطيل ، وأرسل العدد من قواده إلى أطراف الدولة من أجل تثبيت دعائمها.

ففي هذه الفترة قام الرومانيون بالكثير من الغارات على الحدود الإسلامية من الناحية الشمالية الغربية ، فقام معاوية بإعداد الجيوش من أجل مواجهتهم ، فبلغ أسطوله ما يقارب 1700 سفينة ، استولى منها على قبرص ورودس وجزر الروم وحاول فتح القسطنطينية عام 48 هجريا ، على يد أبنه يزيد ، وجعل معه عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر ، وأبي أيوب الأنصاري ، ولكن المحاولات لم تلقى النجاح.

فامتد الفتح الإسلامي حتى شمل تونس والجزائر والمغرب الأقصى ، على يد عقبة بن نافع سنة 50 هجريا ، وقام عقبة بنشر الإسلام بين البربر ثم بنى مدينة القيروان ، وفي عصر يزيد بن معاوية استمر الفتح حتى وصل حدود أفريقيا عند المحيط الأطلنطي فقال يزيد مقولته الشهيرة ” والله لولا هذا البحر لمضيت في سبيل الله مجاهدا”.

ثم في عهد عبد الملك بن مروان تم فتح بلاد ما وراء النهر ، والصفد ومرو وبخاري وسمرقند ، أما محمد بن القاسم فقام بفتح السند ، وقام مسلمة بن عبد الملك هو أيضا بالكثير من الفتوحات مثل حصن طوالة وحصن عمروية وهرقلة وسبيطة وقمونية وطرسوس وغيرهم.