نسمع كل يوم في هذا الزمن قصة عن المخدرات ، وكيف تقوم بالتأثير السلبي على الأشخاص، ويتم في ضوئها الكثير من الجرائم، فبالتأكيد تسمع يوميا نفس القصة لكن لها سيناريو عن المخدرات مختلف عن السيناريو الذي سبقه، لذا تهتم وسائل الإعلام وما تقدمه من أفلام ومسرحيات من عمل اسكتشات خاصة للمخدرات، من أجل توعية الأشخاص بهذه السموم القاتلة .

اسكتش مسرحي عن المخدرات

في وسط خشبة المسرح تذهب الأم كالعادة لكي توقظ أبنائها في الصباح الباكر، تقول الأم :
– هيا يا أبنائي لقد حان موعد الاستيقاظ من النوم، حان وقت الذهاب إلى المدرسة هيا يا ولدي .
الأم لديها ولدين عبد الله وهو لدها الصالح، وأحمد .
يقوم عبد الله من فراشه ويذهب إلى دورة المياه لكي يقوم بغسل وجهه والاستعداد للذهاب إلى المدرسة، بينما يبقى أحمد في سريره لا يتحرك .
يذهب عبد الله إلى دورة المياه ويعود ليقول لأحمد أخوه : هيا يا أحمد ألا تريد الذهاب إلى المدرسة .
يقول أحمد : كل يوم مدرسة مدرسة، لقد مللت من هذا الموضوع، لا أريد الذهاب إلى المدرسة أبدا، أريد النوم فقط .
يساعد عبدالله أحمد على الاستيقاظ مجبرا، ويذهب هو الآخر لكي يغسل وجهه ويستعد للمدرسة، ينتهي أحمد وعبد الله من ارتداء الملابس ثم يذهبون إلى والديهم على طاولة الطعام .
عبد الله يقبل يد والديه ويقول : صباح الخير .
أحمد يدخل منزعجا ولا ينبس ببنت شفة .
ينتظر أحمد قليلا ثم يقول بعصبية : أين مصروفي ؟
الأم : تعال يا ولدي تناول طعامك أولا ثم ستأخذ مصروفك .
أحمد : لا أريد أن أتناول شيئا ولا أريد طعاما، أريد مصروفي فقط .
الأب : حسنا خذ هذا مصروفك .
أحمد : ما هذا ؟ أنا لا يكفيني هذا المبلغ مصروفا، إنه لا يكفي وأنا لست طفلا في الحضانة، أنا شاب بالغ في الثانوية وأريد مصروف كبير .
الأم : حسنا يا بني خذ هذا المبلغ أيضا .
يأخذ أحمد المال ويذهب للخارج .
يقول عبد الله : أمي لماذا فعلتي ذلك . لم يكن ينبغي عليكي أبدا أن تزيدي له مصروفه، فهذا المال كثير، وربما سوف يصرفه في شيء غير صالح .
الأم : لا أعرف يا ولدي لقد أصابتني الحيرة في أمري، أخيك تغير ولم يعد أحمد الذي قمت بتربيته في الماضي، لقد تحول بطريقة غريبة ولا أعرف السبب .
يهذب عبد الله في طريقه إلى مدرسته فهو يكبر أحمد بعام واحد، بينما يذهب أحمد إلى رفقاء السوء ليشرب معهم السجائر .
يقول صديقه سامي : يا إلهي ما أجمل ما نقوم به، سهر، ونوم، ومال، لا أريد أكثر من هذا .
يقول أحمد : نعم يا صديقي أوافقك الرأي، إنها حياة هنيئة لا يوجد بها أي التزامات، ونستطيع بذكاء ودهاء أن نهرب من المدرسة، وتتعالى أصوات ضحكاتهم عاليا .
سامي : لدي مفاجأة جميلة لك يا أحمد .
أحمد : هيا اخبرني ما هذه المفاجأة السعيدة ؟
يقوم سامي بإخراج كيس المخدرات من جيبه وينظر أحمد باستغراب إلى الكيس ويسأله :
أحمد : ما هذا الذي في يدك يا سامي ؟
سامي بصوت منخفض : هل تحب أن تقوم بتجربة ما في الكيس ؟
أحمد : أريد أن أعرف أولا ما هذا ؟
سامي : إنه شيء مثل الدواء، سيجعلك تنسى كل شيء لفترة من الوقت، وسيجعلك في راحة وسعادة واسترخاء .
أحمد : بالطبع أريد أن أجربه، اعطيني إياه .
سامي : لكنه غالي جدا .
أحمد : لا تخف معي ما يكفي من المال، خذ .
سامي : لكن هذا المال لا يكفي يا عزيزي، ولكن لا بأس هذه المرة سأكتفي بهذا، ولكن إذا أردت هذا الدواء مرة أخرى عليك أن تجلب الكثير من المال .
يتناول أحمد المخدرات ويقول : إنني أشعر بحاجة شديدة للنوم وأشعر بالدوار .
يقول سامي : طبيعي لأنك لم تعتاد عليه بعد .
أحمد : اخبرني ما اسم هذا الدواء .
سامي : لا تخف، ولا يهم اسمه، إنه دواء يريح الأعصاب .
يعود عبد الله للمنزل وينتظر أحمد مع والديه على طاولة الغداء، ويتأخر أحمد، وعندما يعود يمر عليهم وكأنه لا يراهم .
الأب : ما هذا التصرف المريب والغير طبيعي .
الأم : اتركه ربما يكون متضايق من شيء ما .
يدق الباب بعد فترة فتفتح الأم وتسأل من الطارق، ويجيب سامي : أنا سامي صديق أحمد أريده الآن .
تقول الأم : حسنا يا ولدي انتظر قليلا .
تنادي الأم على أحمد ويخبرها أنه قادم، ويقول سامي : هيا بنا الأصدقاء ينتظرون .
أحمد : حسنا، لكن هل معك من الدواء الذي أعطيتني منه صباحا ؟
سامي : بالطبع لكن أين المال ؟
يذهب أحمد ليأخذ مال من والده فيسأله الأب ولكن أين مالك الذي أخذته منا صباح اليوم ؟
أحمد : صرفتها .
الأب : بالطبع في أمور تافهة .
أحمد : هل ستعطيني أم لا ؟
الأب : لا .
الأم : تعال يا أحمد خذ هذه الأسورة قم ببيعها وخذ ما تريد .
أحمد : لا يا أمي لا أستطيع .
الأم : لا خذها يا ولدي لا أستطيع أن أنظر لك وأنت مستاء وحزين .
يقبل أحمد أمه ويخرج مبتسما، وتمر ساعات ويرن الهاتف، ترفع الأم السماعة تسقط مغشي عليها، فيتناول عبد الله الهاتف، وتصيبه الصدمة ويقول : لقد مات أحمد يا أمي، قام بحادثة سير مع أصدقائه، وتتعالى صرخات الوالدين والأخ .
يقول عبد الله وهو في المستشفى بعد أن عرف موضوع المخدرات / ما حدث لأحمد يحدث كل يوم للشباب الذين لم يتمسكوا بدينهم وساروا وراء هواهم .
يقول الأب : نعم يا بني، ما حدث عبرة لمن يعتبر .

الفوائد التي تعلمناها من مسرحية المخدرات

1- المخدرات سموم يمكن أن تؤدي للموت .
2- لا يجب تدليل الأبناء الزائد ويجب أن يكون المال بحساب .
3- يجب مراقبة الأبناء دائما بما لا يتنافى مع حريتهم .