كما هو معروف لدى الجميع أن اللغة العربية من أكثر اللغات بلاغة وفصاحة، حيث تكتظ اللغة العربية بالكثير من الجماليات والأساليب التي تشد انتباه المستمع وتعزز المعنى وتقويه. ومن ضمن هذه الأساليب أسلوب الإغراء ومقابله أسلوب التحذير، وسوف نتناول في هذه المقالة شرح مبسط لأسلوب التحذير.

تعريف أسلوب التحذير
التحذير هو تنبيه المخاطب إلى أمر مذموم أو مكروه ليتجنبه، فإذا أردنا أن نحذر الإنسان من شيء مكروه أو يُخشى منه فإننا نستخدم هذا الأسلوب.

مثال
الإهمال يا طلاب
: هنا نحذر الطلاب من صفة الإهمال ليتجنبوها.

أركان أسلوب التحذير
يتكون أسلوب التحذير من ثلاثة أركان وهم :

1-المحذَّر ( بفتح الذال وتشديدها ) وهو الشخص المتحدث.
2-المحذِّر (بكسر الذال وتشديدها ) وهو من نوجه إليه النصيحة.
3-المحذَّر منه وهو الصفة السيئة أو الخلق الذميم أو الشيء الضار الذي نحذر المخاطب منه ليجتنبه.

مثال:
-إهمال الواجبات أيها الطالب : وهنا المحذَّر هو الشخص المتحدث الذي يوجه النصيحة أما المحذِّر فهو الطالب الذي نوجه إليه النصيحة، والمحذَّر منه هو الصفة السيئة وهي إهمال الواجبات التي نحذر الطالب منها ليجتنبها.

-ترك الصلاة حتى خروج وقتها : وهنا المحذَّر هو الشخص المتحدث الذي يوجه النصيحة أما المحذِّر فهو المستمع للنصيحة، والمحذَّر منه هو الصفة السيئة وهي ترك الصلاة حتى زوال وقتها والتي نحذر المستمع منها ليتجنبها.

-الفرار من الزحف أيها الجندي : وهنا المحذَّر هو الشخص المتحدث الذي يوجه النصيحة أما المحذِّر فهو المستمع للنصيحة وهو الجندي، والمحذَّر منه هو الصفة السيئة وهي الفرار من الزحف لنحذره منها ليجتنبها.

إعراب أسلوب التحذير
يتم إعراب المحذر منه مفعول به منصوب على التحذير بفعل محذوف تقديره احذر أو اجتنب، فإذا كان في حالة الإفراد فيحذف الفعل جوازًا أو ذكره. أما في الصور الثلاث الأخرى (التكرار، العطف، لفظ إياك) وجب حذف الفعل لأن التكرار والعطف وإياك جميعًا تقوم مقام الفعل ولا يمكن الجمع بين المعوض والمعوض عنه.

صور أسلوب التحذير
يأتي أسلوب التحذير على أربع صور مختلفة وهي :
1- الإفراد : وهي أن يأتي المحذر منه مفردًا وغير مكرر، وهنا يتم حذف فعله جوازًا أي أنه يجوز ذكر الفعل أو حذفه.

مثال:
– البعد عن الله : هنا البعد عن الله تُعرب مفعول به منصوب على التحذير لفعله محذوف جوازًا تقديره : احذر أو اجتنب البعد عن الله. أي أنه يجوز أن نقول : احذر البعد عن الله.

2- صورة التكرار : هو أن نذكر المحذر منه مكررًا، وفي هذه الحالة يتم إعراب اللفظ الثاني على أنه توكيد لفظي منصوبًا مثل الأول، ويتم حذف الفعل وجوبًا في هذه الصورة لأن التكرار قام مقام الفعل المحذوف، لأن القاعدة تنص على أنه لا يمكن الجمع بين العوض والمعوض عنه.

مثال:
– الرياء الرياء : الرياء الأولى تُعرب مفعول به منصوب على التحذير لفعل محذوف وجوبًا تقديره احذر، أما الرياء الثانية تُعرب توكيد لفظي منصوب. وفي هذه الصورة لا يمكن ذكر الفعل.

3- صورة العطف : وهو أن يُذكر المحذر منه  معطوفًا عليه بمحذر منه آخر، وفي هذه الصور يتم حذف الفعل وجوبًا لأن المعطوف قام مقام الفعل المحذوف، وتنص القاعدة على أنه لا يمكن الجمع بين الشيء وما ينوب منابه ويغني عنه.

مثال:
– الغل والحسد : الغل مفعول به منصوب على التحذير لفعل محذوف وجوبًا تقديره احذر، الواو حرف عطف مبني على العطف لا محل له من الإعراب، الحسد معطوف على الغل منصوب مثل الغل.

4- لفظ إيا بصوره : وهناك أربع صور له

– إياك ثم الكلمة المنصوبة من غير عاطف ولا جرّ بـ (من)

مثال : إياك الكذب

– إياك ثم حرف الجر ( من )

مثال : إياك من الكذب

– إياك ثم حرف واو العاطف

مثال : إياك والكذب

– أي لفظ آخر غير (إياك) ونعطف عليه باسم آخر محذر منه