تلعب الكيمياء دورا أساسيا في مجال الطب، ومعظم العقاقير المستخدمة للعلاج أو الوقاية من مرض تصنع من بعض المواد الكيميائية، ومن ثم فإن دراسة الكيمياء والحصول على المعرفة بها أمر حيوي بالنسبة لأخصائي الرعاية الصحية مثل الأطباء والممرضين والصيادلة، وإلى جانب الأدوية تعتبر الكيمياء مهمة أيضا في النظم الطبية الأخرى مثل مبادئ التعقيم، والصرف الصحي ، والتشخيص، ودورة المرض وما إلى ذلك، وهكذا تساعد الكيمياء على تقديم الدعم الطبي المناسب للمرضى دون أي أخطاء .
دور الكيمياء في المجال الطبي
أهمية الكيمياء في الطب تساعد في :
1- معرفة التكوين الفعلي للدواء .
2- فهم الطبيعة الكيميائية وخصائص الدواء .
3- توقع التفاعلات الدوائية في الجسم .
4- التعقيم والصرف الصحي .
5- تشخيص المرض .
6- تنظيم توزيع الدواء داخل أقسام الجسم .
7- تقليل التأثير السام للدواء .
8- اكتشاف أدوية جديدة أو تحسين فاعلية الأدوية الموجودة .
9- دراسة آلية المرض .
10- معرفة كيف يعمل الدواء في الجسم .
دور الكيمياء في معرفة التركيبة الفعلية للدواء
عندما ترى ملصقا على أي من الأدوية، ستلاحظ بعض المكونات إلى جانب المكونات الفعالة للأدوية، وتساعد المعرفة بالكيمياء الطاقم الطبي على معرفة دور هذا التكوين وكيفية إعطاء الدواء أو كيفية عمله، وإذا لاحظت ملصق اسم دواء “إيبوبروفين” وهو عقار مسكن للألم بكميتها المذكورة كـ 200 ملغ، وهي عبارة عن أقراص مغلفة، وهذا يعني أن الحبوب لها طلاء متخصص حتى لا يطلق الدواء الخاص بها إلا في الأمعاء، والأقراص العادية سوف تذوب في المعدة ، ولذلك يمكن للطبيب أن يفهم الدواء من العبوة، وكميته، ومواد الطلاء أو التغليف الخاصة به وما إلى ذلك، ويمكن أن يقرر ما إذا كان يمكن إعطاؤه للأطفال، وكبار السن ، أو للبالغين فقط .
الطبيعة الكيميائية للدواء
الأدوية التي نستخدمها لها العديد من الخصائص الكيميائية مثل الحمضية، القلوية، والقابلية للذوبان في الماء، على سبيل المثال ينتمي عقار ما إلى فئة الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية مما يعني أنه غير قطبي، وكذلك حمضي بطبيعته، وسوف تساعد معرفة الكيمياء الطبيب على تخمين كيفية عمل هذا الدواء، وعلى سبيل المثال سيتم امتصاص الدواء الحمضي بشكل أفضل في المعدة بينما يتم امتصاص الأدوية القلوية بشكل جيد في الأمعاء، أيضا فإن الدواء المحب للدهون لديه توزيع أسرع في الدماغ والأنسجة العميقة من الدواء المائي، لذلك يمكن أن يكون لدى الطبيب فكرة عن كيفية عمل الدواء في الجسم بناء على طبيعته الكيميائية، وفي حالة وجود جرعات زائدة وسمية يمكن أن يقوم بإزالة جزء الحمض من الأدوية في الجسم .
تنبؤ الكيمياء بتفاعلات الدواء
معظم الوقت يتم إعطاء أدوية متعددة لشخص كجزء من العلاج، وتساعد معرفة كيمياء الدواء الصيدلي على التنبؤ بما إذا كان يمكن أن يؤدي إلى أي تفاعلات دوائية، على سبيل المثال في حالة قرحة المعدة قد يصف الطبيب مضاد للحموضة مثل هيدروكسيد الكالسيوم وكذلك مضاد حيوي مثل التتراسيكلين، وفي هذه الحالة سوف يشكل التتراسيكلين مركبا كيميائيا مع الكالسيوم ويسمح بامتصاصه في الدم، وبالتالي لن يكون هناك أي تأثير للمضاد الحيوي المذكور في الجسم إذا تم أخذهم معا .
فائدة الكيمياء في التعقيم والصرف الصحي
تستخدم العديد من المواد الكيميائية مثل الكحول، الفينول، الأحماض ، الألدهيدات المستخدمة في التعقيم والتطهير، وتساعد معرفة الكيمياء على معرفة كيف تقتل هذه المادة الميكروبات، وبالتالي يمكن للأفراد تحديد نوع عامل التعقيم الذي يمكن استخدامه لأغراض مختلفة، وهناك المزيد عن استخدامات الكحول مثلا في تشخيص المرض، حيث يتم تشخيص العديد من الأمراض أو الاضطرابات بسهولة عن طريق الاختبارات البيوكيميائية البسيطة، وعلى سبيل المثال مستويات السكر في الدم ومستويات الكوليسترول في الدم يمكن تشخيصها بسرعة باستخدام هذه الاختبارات الكيميائية، وأيضا هي أقل تكلفة من الطرق الأخرى، على سبيل المثال يتم استخدام طريقة الجلوكوز أوكسيديز لتقدير نسبة الجلوكوز في الدم، ولذلك تم تصميم هذه الاختبارات الكيميائية على أساس معرفة كيمياء الجزيئات الحيوية وردود أفعالها .
ويمكن التحكم في امتصاص وتوزيع وإفراز الدواء عن طريق تغيير كيمياء الجسم، وعلى سبيل المثال إذا كان الشخص قد تناول جرعة كبيرة من الساليسيلات أو أدوية أخرى حمضية، يمكن تعزيز إفرازها عن طريق زيادة قلوية الدم بإعطاء بيكربونات الصوديوم كمادة قلوية.
الكيمياء تقلل التأثير السام للدواء
يتم دراسة بنية الدواء كجزء من الكيمياء الطبية، ويتم التحقق من المجموعات الوظيفية الرئيسية المسؤولة عن الآثار العلاجية والسامة عن طريق تعديل تلك المجموعات الوظيفية، بحيث يمكن الحد من التأثير السام للدواء، كما تعمل على اكتشاف المزيد من الأدوية الجديدة أو تحسين الفاعلية، وتم اكتشاف البنسلين بواسطة ألكسندر فليمنج من فطر من خلال دراسة التركيب الكيميائي لجزيء البنسلين هذا، وتم تصميم بدائل أكثر منه مثل أموكسيسيلين ، البنسلين الكاربوكسي، وفي السابق كان البنسلين يتسبب في صدمة وموت حساسية لدى العديد من الناس، ولكن بسبب التعديل الكيميائي تم حل هذه المشكلة، أيضا هذه المشتقات الجديدة فعالة على البكتيريا سالبة الجرام كذلك .
الكيمياء ودراسة آلية المرض
يمكن تفسير معظم الأمراض من خلال بعض التغييرات في كيمياء الجسم، على سبيل المثال سبب ترقق العظام هو انخفاض مستويات الكالسيوم في الجسم، وبالمثل يؤدي إفراز حمض الهيدروكلوريك المعزز إلى حموضة المعدة، وانخفاض في مستويات الحديد يؤدي إلى فقر الدم، وبالتالي يمكن تحديد الآلية الأساسية للمرض من خلال الكيمياء وبالتالي علاجها، كما تستخدم الكيمياء لمعرفة كيف يعمل الدواء، حيث تعمل العقاقير بواسطة آلية محددة لتحقيق العلاج، وهذه الآلية يمكن دراستها وتفسيرها بشكل جيد من خلال الكيمياء، على سبيل المثال في حالة الاكتئاب يكون هناك اضطراب في مستويات الناقلات العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين والنورادرينالين والدوبامين .