الاستقرار الأسري هو مفتاح التوازن العقلي لدى جميع أفراد الأسرة من الأب والأم والأبناء، حيث أنه إذا تحقق استقرار الأسرة من كافة الجوانب تحيا الأسرة حياة مستقرة ومتوازنة، وفي المقام الأول جو الاستقرار هام للغاية لدى الأبناء، فإنه يوفر بيئة نمو صحية وآمنة للغاية للأطفال من كافة الجوانب، حيث الجانب الجسماني والجانب النفسي والجانب العقلي.
بحث عن الاستقرار الأسرى
نلقي الضوء اليوم على بحث عن الاستقرار الأسري حيث عدد من الأمور والطرق الضرورية لتحقيقه، ويسيطر البحث بشكل كبير على تأثير الأطفال بمشاكل الأبوين، فهي تحدد حياتهم ومستقبلهم، كما أنها تسبب له الحالة النفسية السيئة من المزاج المتعكر وعدم القدرة على التركيز، كما أنها تضرهم في كافة جوانب حياتهم إذا تفاقمت، لذا من خلال البحث سنتعرف على جوانب الزواج السعيد الذي يحققه الاستقرار الأسري، والآن سنلقي الضوء على كيفية تحقيق الاستقرار الأسري.
تحقيق التوازن بين العمل والحياة اليومية
تحقيق التوازن بين الحياة العملية والحياة اليومية الأسرية من أهم المقومات التي يستند عليها الاستقرار الأسري، ولكن هذا التوازن يجده الكثيرين أنه أمراً شاقاً وصعب تحقيقه، ولكنه في حقيقة الأمر ليس به أي صعوبات، إذا تواجد حب البيت والأسرة والأبناء في قلوب الأبوين، فيجب على الأم حتى يتمتعون بالاستقرار الأسري، أن يلتزموا بمسئولياتهم تجاه بعضهم البعض، وتجاه أبنائهم، وذلك حتى تسير الحياة بشكل منتظم، وتقسيم المسئوليات على الطرفين لا تمثل عبئاً على أحداً منهما.
الاعتناء بالنفس وبشريك الحياة
عقب إنجاب المولود الأول يبدأ الطرفين كلاً منهما يقل اهتمامهم بأنفسهم وببعضهم البعض، وتقع كافة اهتماماتهم على المولود الجديد، ويهملون أنفسهم بنسبة معينة، وعقب أن يأتي الابن الثاني والثالث، يختفي اهتمامهم بأنفسهم وبشركاء حياتهم، وهذا الأمر يمثل مشكلة كبرى تتفاقم مع مرور الوقت، ويسيطر عليهم شعور الفشل في الحياة الزوجية والبؤس والتشاؤم، ومن هنا تأتي فكرة كره التواجد في المنزل.
ولكن إذا اهتم كل شخصه بنفسه وبشريك حياته، إلى جانب الاهتمام بالأطفال، وكما أوضحنا يقسمون مسئوليات الحياة على بعضهم البعض حتى يمتلكون بعض الوقت لأنفسهم، فتحقيق التوازن في كل أمور الحياة يمنح الزوجين نوع من الثقة بالنفس، ونوع من الطاقة الإيجابية يحفزهم على المرور من مصاعب الحياة، فعندما يهتم الشخص بنفسه ويمارس ما يحبه من الهوايات على سبيل المثال، يجد نفسه بداخله طاقة كامنة تتمثل في الحيوية والنشاط ومشاعر جياشة تجاه جميع أفراد الأسرة.
الهدوء النفسي
العصبية الزائدة عن الحد الطبيعي من أكثر الأمور التي تسبب الزعزعة الأسرية والمشكلات بين أفراد الأسرة، حيث إذا أخذ كل طرف ما يغضبه من الطرف الآخر على محمل العصبية، فلا تنتهي المشاكل بينهم، وهذه العصبية سوف تؤثر على أطفالهم في المستقبل، فمن الصحيح أن يلتزم الطرفين بالهدوء النفسي فهو من أكثر الجوانب التي تحقق الاستقرار الأسري، فالحفاظ على هدوئك سيجعل أطفالك يتعلمون منك كيفية التعامل مع الأمور بهدوء وحكمة، كما أنه سيكون له دوراً فعالاً في بناء شخصية طفلك بطريقة إيجابية.
تواجد الاحترام المشترك بين الطرفين
الاحترام المشترك والمتبادل بين الزوجين من أهم عناصر الحياة الناجحة والاستقرار الأسري، لذا على كل طرف من الطرفين أن يمنح اهتمامه للطرف الآخر، فهو من أهم العناصر كي ينشأ اتصال بين الزوجين، حيث أن الاحترام دليل من أقوى أدلة الحب المستمر الدؤوب، وإذا لم تبادل شريك حياتك الاحترام، فإنه يشعر وكأن حبك له قد توقف وانتهى، ومن هنا ستزداد المشاكل، وللجدير بالذكر أن الاحترام بين الزوجين يعد درس أخلاقي جيد للأبناء، حيث أنهم يتعلمون الاحترام تجاه والديهم، كما أنها سيتعلمون الاحترام تجاه كافة الناس الذي يتعاملون معهم.
ممارسة الاهتمامات المشتركة بين الطرفين
الاهتمامات المشتركة من الأمور التي يهتم بها الطرفين في بداية العلاقة أي قبل الزواج، أو في بداية فترة الزواج، ولكن عقب مرور فترة من الوقت، يبدأ الطرفين يهملون أمر ممارسة هذه الاهتمامات نظراً لعدم تواجد وقت الفراغ الكافي لممارستها مثل ما كان يحدث من قبل، ولكن هي أمراً هاماً كي تستمر الحياة بحب بين الطرفين، فممارسة هذه الاهتمام ولو في وقت بسيط للغاية من اليوم، تمد الطرفين بالطاقة الإيجابية، والمشاعر الجياشة تجاه بعضهم البعض، وبالتالي أي شئ يقرب الزوجين من بعضهم البعض يعد من جوانب الاستقرار الأسري.
المشاورة والقرارات المشتركة
الديكتاتورية في المنزل من الأمور التي تخلق الكثير من المشكلات بين كافة أفراد الأسرة، فمن عوامل الاستقرار الأسري، المشاورة عن أخذ القرارات، وعدم أخذ قرار فردي، بل القرار المشترك يعد هو القرار الأفضل، وعندما تحدث المناقشة بين الزوجين، يتعلم الأطفال منهما، وسوف يطبقون هذا في حياتهم المستقبلية في كافة الجوانب.
تخصيص وقت لشريك حياتك
مهما كان حجم ما يشغلك من المسئوليات لعملك أو لأبنائك أو لبيتك، يجب عليك أن تترك وقت لشريك حياتك وحده، كي تتحدث معه في أمور الحياة، أو تعبر له عن حبك ومشاعرك وشعورك به، فمن هنا يشعر الطرف الثاني بالاهتمام، ويبدأ في الشعور بأنه يريد أن ينزع عن الطرف الآخر كافة المشاكل والهموم.