تعتبر مرحلة الروضة من أهم المراحل التنموية للأطفال بوصفها مرحلة إنتقالية بالنسبة لهم من مرحلة التعليم الغير رسمي، وهي تُشكل مرحلة ذات أبعاد مُهمة تنطوي على النمو والتطور الكبير بالنسبة للأطفال على أكثر من صعيد، حيث تحتاج تلك المرحلة إلى توجيه الاهتمام نحو تنمية الأطفال من الناحية العقلية والفكرية والجسدية بأفضل الوسائل والطرق، وذلك دون أن يتم التغاضي عن التوجيه القيمي لهم، للتأكد من استعدادهم لمرحلة المدرسة.
السمات العامة لمرحلة الروضة
يمتاز الأطفال في مرحلة الروضة من الناحية البدنية بالتطور في النمو البدني بشكل كبير بالتزامن مع النمو العصبي في الدماغ، لأن الطفل في تلك المرحلة يكون عبارة عن مستكشف صغير، نظرًا لنشاط أعضائه الحسية، فعادة ما يلجأ الأطفال إلى استخدام يديه للحس وتطوير قدرات الدماغ، ويتمتع الطفل بزيادة التحكم في حركات الجسم، وخاصة الحركات الدقيقة منها، ويكون الطفل لذلك عرضة للإصابة بالأمراض في تلك الفترة.
الخصائص النفسية في مرحلة الروضة
تقع تلك المرحلة من مراحل الروضة ضمن مراحل الطفولة، وهي من المراحل الهامة التي يمكن وصفها بأنها فترة الوعي لدى الطفل، ويكون خلالها الطفل قادر على امتصاص كافة الإنطباعات والمعرفة، وكافة الخبرات التي تمر أمامه في محيط البيئة، ويظهر الطفل في تلك الفترة الميل تجاه بعض الأنشطة، حيث تتفاوت قدرته الاستيعابية من نشاط إلى آخر.
الخصائص الاجتماعية لأطفال الروضة
تظهر لدى الأطفال في تلك المرحلة العمرية صفة الأنانية، حيث يتمحور تفكيرهم حول الأنا والملكية الخاصة، ويتعاملون من هذا المنطلق، حيث أنهم يتطورون بشكل فردي ومستقل عن بعضهم البعض، ولذلك فأنه لابد من توفير فرص التواصل للأطفال في هذه المرحلة إلى جانب توجيه الإرشادات المادية وتوجيه قدرتهم على التنبؤ.
نصائح لمعلمي مرحلة الروضة
يقع على عاتق المعلمين في تلك المرحلة العمرية أهمية كبرى، وعليهم العديد من التوجيهات التي لابد من مراعاتها وإتباعها في عملهم، ومن تلك التعليمات والنصائح :
مراقبة التطور والتعلم للطفل، لابد من الاهتمام بمراقبة تعلم وتطور الطفل، وذلك من خلال مراقبة أدائه وأفعاله وتسجيلها في وثائق تشبه عملية جمع الأدلة، لكي يتم استخدام تلك التقييمات لدفع عملية تطور الطفل وتعلمه، مع مراعاة عقد اجتماع مع والدي الطفل في قرب نهاية العام ليتم الحديث عن تطور الطفل وتقدمه بشكل شفوي.
لا تقل أهمة دور رياض الأطفال عن أهمية المدارس، بل أنها تعتبر مرحلة أهم لأنها أولى خطوات تعليم الطفل، حتى وإن كان التعليم به لا يعتمد على القراءة والكتابة، فهي تطور مهارات الطفل الحركية، وتساعده على التعبير عن نفسه وخياله، وتساعده في تطوير شخصيته، وذلك في حالة تمت تنشئته تنشئة صحيحة، ولذلك تقع المسؤولية الكبرى على المعلمات في تلك المرحلة، ولابد من الإنتباه عند تعيين هؤلاء المعلمات وإعطائهن كافة الإمكانيات من أجل القيام بأعمالهن على أكمل وجه.
فوائد مرحلة الروضة للأطفال
تساعد في تهيئة الطفل للمدرسة، فهي تنقل الطفل من جو البيت والأسرة إلى العالم الخارجي، وتهيئه لمرحلة المدرسة والاعتماد على النفس بدلًا من الاعتماد على الأهل، كما أنها تنمي القدرات الحركية من خلال اللعب، وتعتبر أولى مراحل تربية وتعليم الطفل للسلوكيات والآداب، وتعلم الطفل العمل بروح الفريق والتعاون مع أقرانه وأصدقائه، وذلك يساعد الطفل بألا يصبح إنطوائيًا أو خجولاً.
تنمية القدرات العقلية، تساعد تلك المرحلة على تنمية قدرات الطفل العقلية وذلك من خلال تعليمه على العد بشكل بسيط، ويساعده ذلك على التذكّر ومعرفة الأعداد، وتنمي القدرات الكلامية للطفل، وتجعله قادرًا على التعبير عن نفسه وأفكاره، ومن الناحية السلوكية فهي تعلمه الأخلاف والآداب الحميدة والنظافة.
يجب الإقرار بما يقوله الطفل من أفعال أو أقوال، ومنح الأطفال الاهتمام الإيجابي بهم، لأن ذلك من شأنه أن يجعلهم يشعرون بأن كل ما يقولونه أو يفعلونه تتم ملاحظته، فيجب عدم التعليق على كل شيء أو حتى الجلوس ومراقبتهم، بل من الأفضل تشجيعهم بالثناء على ما يفعلون دون تقييم إضافي للأفعال.
المناهج التعليمية في رياض الأطفال
تتعدد المناهج التي تؤخذ في مرحلة رياض الأطفال بعكس المدارس، ذلك لأن الهدف الأساسي هو الاعتماد على تنمية المهارات الحركية والوجدانية للطفال، وخاصة في مراحل الروضة الأولى، فالطفل في تلك المرحلة لا يكون مستعد للقراءة أو الكتابة، وتكون قدرته على الحفظ هي الأساس، ولذلك فأن تدريس الأعداد وبعض آيات القرآن الكريم تكون فكرة جيدة دون إرهاق عضلاته بالكتابة ومسك القلم.
وفي المرحلة التمهيدية يتعلم الطفل الأحرف والأرقام كتابة وقراءة وذلك من أجل الاستعداد للدخول إلى الصف الأول الإبتدائي، وتكون هناك وسائل متعددة لتعليم الطفل في تلك المرحلة وتختلف من روضة إلى آخرى، ويتم استخدام وسائل كثيرة متطورة من أجل تعليم الطفل، كالألعاب التقليدية وغيرها، وتكون المعلمة هي أهم شخص لتعليم الطفل، ويكون لها الدور الرئيسي في تنمية الطفل وتوجيهه نحو كل ما هو أفضل.
يمكن للطفل في مرحلة الروضة أن يتعلم تجسيد السلوكيات بشكل أفضل عن طريق تقليد السلوكيات وتجسيدها بدلًا من مجرد الإخبار بكيف يتصرفون، لأن هذا من شأنه أن يساعدهم على معرفة كيفية حل المشكلات والتصرف مع الآخرين.