لقد افترض العديد من الاباء والأمهات الجدد ، أنهم يعرفون أفضل طريقة لتربية أطفالهم ، مثلًا قراءة قصص قبل النوم وتدليل الطفل هذا ما يعرفه البعض عن التربية ، وهناك العديد من الأنماط المختلفة من الأبوة والأمومة ولم يتم الاتفاق على أفضل طريقة لتربية أطفالنا لجعلهم مسئولين ومنضبطون لأنفسهم ، وعندما ندرك أن تقنيات الأبوة الغريزية لدينا والتي ورثناها من ابائنا لم تكن تعمل ، فقد نلجأ إلى الخبراء وأحدث الأبحاث لزيادة فرصنا عن الرضا في تربية أطفالنا .

مع الكثير من الأبحاث تم اكتشاف أن هناك الكثير من الأخطاء أثناء تربية الاطفال ، وأن معظم الناس يجدون أنفسهم يرتكبون هذه الأخطاء الشائعة الخاصة بالأبوة والأمومة ، لقد أدركنا أهمية أن نكون مدركين لهذه الأخطاء الشائعة حيث أن التغيير الإيجابي لا يمكن أن يبدأ دون الإقرار بالسبب في أن هذه الأخطاء لها تأثير سلبي على أطفالنا .

الأخطاء الأكثر شيوعًا التي يرتكبها الاباء

الثناء المفرط واستخدام التعزيز الإيجابي

إن استخدام عبارات مثل الفتى الطيب و الفتاة الطيبة ، والثناء على كل شيء يفعله الأطفال جيدًا لتعزيز سلوكهم الجيد هو سمة شائعة جدًا ، ولسوء الحظ  فإن استخدام مثل هذا الثناء التقييمي ، مثل عند حفظ الطفل الحروف الهجائية الثناء عليه،  فالثناء الوصفي على كل سلوك جيد يعد شكلاً من أشكال المكافات التي يتوقعونها كحافز على الرغبة في القيام بأشياء على المدى الطويل .

تظهر الأبحاث أن الطفل الذي يتم الإشادة بكونه جيدًا ، من المحتمل أن يصبح أقل كرمًا بمرور الوقت من الشخص الذي لم يتم الإشادة بهذه الطريقة ، وإن استخدام المديح التقييمي مثل أنت ذكي ، يُمكن أن يجعلهم يخشون أيضًا عدم التمسك بهذا التصنيف وتوقعاتنا منهم ، وهذا يجعلهم أقل عرضة لتحديات جديدة وخوفًا من ارتكاب الأخطاء .

الغضب والصراخ

عندما نرفع صوتنا أو نصرخ على أطفالنا ، فإن هذا يضعهم في وضع قتال أو هروب ، وهذا هو استجابة الجسم للإجهاد ، مما يعني أن عقولهم المنطقية تغلق ولا يمكنهم فعلاً أن يسمعوا لنا بعد الان ، وسيكون ذلك له تأثير ضئيل للغاية على المساعدة في تحسين سلوكهم على المدى الطويل ، وفي الواقع العكس هو الصحيح ، بحيث إذا لجأت إلى الغضب والصراخ لمحاولة تعديل سلوك أطفالك ، فستكون أقل عرضة لرغبتك في الاستماع إليكم والتعاون ، بل قد تلحق الضرر بالاتصال الذي تربطك بهم على المدى الطويل .

الإفراط في الحماية

في هذا العصر ، أصبح الاباء أكثر قلقًا وحماية للأطفال  و تحصين الاطفال ، ومن خلال الحماية المفرطة لهم ، فإننا نمنعهم من ارتكاب الأخطاء الكافية ، والتي إذا تم التعامل معها بشكل جيد ، فهي فرص لا تقدر بثمن للتعلم ، وعلى الرغم من أن حماية أطفالنا ومنعهم من ارتكاب الأخطاء قد يبدو أمرًا إيجابيًا ، إلا أننا في الواقع نحرمهم عن غير قصد من فرصة التعلم من أخطائهم وتحمل المسؤولية عن أفعالهم .

وما يجب أن نسعى جاهدين لتعليم أطفالنا هو أن المحن هي جزء من الحياة ولكي نكون مستعدين لجميع التحديات التي ستقذفها الحياة بلا شك ، فهم بحاجة إلى تعلم مهارات تساعدهم على التغلب على تجاربهم والنمو في نهاية المطاف من تجاربهم .

أساليب العقاب

رغم أننا يجب أن نجعل أطفالنا مسؤولين عن أفعالهم ، إلا أن هناك طرقًا أكثر فعالية لتحقيق ذلك من اللجوء إلى أساليب العقاب والخوف ، خاصةً إذا كانت العقوبة بدنية ، وتُظهر الأبحاث أن هناك قائمة طويلة من العواقب المحتملة للعقاب ، والأطفال الذين تتم معاقبتهم بشكل منتظم سوف يمتثلون فقط لتعليمات والديهم وطلباتهم بدافع الخوف .

وبالتالي فإن التأثير قصير الأجل فقط ، وعلى المدى الطويل لا تؤدي العقوبة إلى إلحاق الضرر بالعلاقة والتواصل الذي تربطنا بأطفالنا فحسب ، بل يمكن أن تتسبب أيضًا في جعلهم يشعرون بالاستياء تجاهنا والعدوانية بشكل متزايد ، وفي كثير من الحالات سيتعلمون الكذب كوسيلة لتجنب العقاب في المستقبل .

الاستغناء عن مشاعر الأطفال

إن تخفيض مشاعر أطفالنا يمكن أن يخلق قلقًا خطيرًا على المدى الطويل ، لأنه يمكن أن يسبب لهم عدم التأكد من أنفسهم وعدم ثقتهم في عواطفهم ، ويجادل بعض علماء النفس بأن هذا شكل من أشكال الإهمال العاطفي ، لأنه قد يكون له عواقب وخيمة على المدى الطويل .

طمأنة الأطفال

يبدو أمرًا طبيعيًا أن يرغب الاباء في طمأنة أطفالهم بإخبارهم أن كل شيء سيكون على ما يرام ، على سبيل المثال إذا حدث لهم كسر لعبتهم المفضلة ، فهذا رد فعل شائع يتمثل في الرغبة في الانقضاض ومحاولة طمأنة أطفالنا و إصلاح المشكلة بالنسبة لهم .

وقد نعتقد أننا نساعد من خلال القيام بذلك ، لكن الواقع هو أننا لا نسمح للأطفال بالتعامل مع مشاعرهم ، ويحتاج الأطفال إلى إتاحة الفرصة لممارسة الصبر والتعود على الشعور بمشاعر الحزن والإحباط  وهذا من حقوق الطفل ، ويجب أيضًا أن يُسمح لهم أيضًا بالتعلم من أخطائهم لأن كل هذه المهارات الحياتية الأساسية ستساعد في إعدادهم لضغوط حياة البالغين .