هناك عدد كبير للغاية من الوسائل التعليمية البديلة للتعليم التقليدي التي يتم استخدامها في تعليم الأطفال من أجل تبسيط المعلومات وتوصيلها إليهم بسهولة ، وخلال العقود القليلة السابقة تم الاعتماد بشكل كبير على استخدام الكتب ذات الرسوم المصورة التي تُساعد على تعليم الطفل وإكسابه المعلومات المختلفة بشكل سريع ويسير .
الكتب المصورة
الكتب المصورة هي عبارة عن أعمال يغلب عليها الطابع الفني حيث أنها تحتوي على الرسوم التوضيحية بشكل مميز يجذب عقل وانتباه الطفل ، وهي لا تقتصر على قصص الأطفال التي يتم إعدادها من أجل الترفيه فقط ؛ وإنما أصبحت مُستخدمة بشكل كبير في تعليم الأطفال القراءة بداية من مستويات تعليم الحروف وحتى مراحل متقدمة في تعليم اللغات المختلفة وتعليم الأرقام والرياضيات وأركان الإسلام وغيرها .
فوائد القصص والكتب المصورة للطفل
-تُساعد هذه الكتب على أن تقوم بتلخيص عدد كبير من المعلومات الضخمة في صور مُبسطة تصل إلى مستوى فهم وعقلية الطفل وتترسخ في ذهنه بسلاسة .
-من شأن الكتب والقصص المُصورة أن تُساعد الطفل على استخدام حواسه المختلفة في عملية التعلم ، بداية من الاستماع إلى المكتوب بها ثم مشاهدة الصور ثم فهمها وحفظها وبالتالي يُساعده ذلك على أن يقوم بتنمية قدراته الفكرية والقدرة على توليد مخيلة لما تدور حوله تلك الرسوم والقصص عند رؤيتها .
-تعتبر الكتب المصورة وسيلة جيدة عند التعامل مع الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة لأنها تُساعده على أن يوجه تفكيره وطاقته إلى المشاهدة والقراءة والفهم وهنا يجب اختيار مجموعة من القصص والكتب المميزة التي من شأنها أن تجذب انتباه الطفل بقوة .
-الكثير من الأطفال يُعانون من عدم القدرة على الفهم والإدراك والتحصيل الدراسي والمعرفي من خلال الطرق التقليدية سواء الكتب العادية أو شرح الدروس أيضًا بالطريقة التقليدية ، وقد أشار بعض الخبراء إلى أن الاعتماد على الرسوم التوضيحية في الكتب المصورة من شأنه أن يُساعد على تعزيز القدرة على الاستيعاب والفهم لدى الطفل لأنه هنا يكون قادر على المشاهدة والاستماع ثم الإدراك وبالتالي فهو يهيئ عقله من خلال حاستى السمع والبصر أولًا قبل أن ينتقل إلى مرحلة الفهم والإدراك .
تنمية مهارات الطفل من خلال الكتب المصورة
كما يقع على عاتق الاباء والأمهات والمعلمين أيضًا مهمة تنمية مهارات الطفل من خلال اتباع الطريقة الصحيحة عند السعي إلى استخدام الكتب والقصص المصورة لتعليم الطفل على النحو التالي :
-من المهم أن تقوم بالتوقف عن القراءة لفترة زمنية مناسبة بعد كل صورة أو فقرة أو صفحة وفقًا لطبيعة وحجم الكتاب الذي تستخدمه حتى تُعطي لطفلك الوقت الكافي ليتمكن من استيعاب ما شاهده وسمعه .
-كما يجب أن تقوم بشرح كل شيء موجود داخل الكتاب سواء رسومات توضيحية أو كلمات أو حروف وتنبيه الطفل إلى التفاصيل الصغيرة التي قد لا يلاحظها بمفرده .
-الربط بين الصور والنص الموجود داخل الكتاب المصور سوف يُساعد الطفل بشكل كبير على فهم ما يتم شرحه له بشكل أسرع وأسهل .
-يجب أن توضح لطفلك ضرورة التمعن جيدًا في الصور التي يتم عرضها خصوصًا في حالة الصور التي لا يكون معها نص كبير حتى يتمكن من فهم وربط الأحداث التي يرويها الكتاب المصور .
-قم بتوجيه بعض الأسئلة إلى طفلك أثناء شرح الكتاب المصور مثل : ماذا فهمت ؟ ماذا تعلمت ؟ هل نال هذا الكتاب إعجابك ؟ ما هي أكثر الصور التي أحببتها ؟ ، وهكذا .
-مع الاستمرار في استخدام الكتب المصورة ؛ قم في كل مرة بزيادة معدل المعلومات وقدر المعرفة الذي تقدمه للطالب قبل أن تتوقف على السرد والشرح ، وفي النهاية وعندما تكون قدرات الطفل العقلية قد تطورت أكثر سوف تتمكن من أن تقوم بقراءة كتاب مصور كامل دون أن تتوقف في المنتصف ، وعليك هنا أن تطلب من الطفل أن يعيد شرح ما قمت أنت بشرحه له مرة أخرى .
وأخيرًا : فإن العديد من الأبحاث والدراسات قد أكدت على أهمية استخدام الكتب و قصص اطفال والقصص المصورة في سنوات الطفل الأولى سواء مرحلة ما قبل الروضة أو المراحل الابتدائية الأولى لما تتركه على الطفل من فوائد متعددة سواء من الناحية المهارية أو الفكرية أو النفسية .