كان العمانيون من أوائل الذين اعتنقوا الدين الإسلامي في الجزيرة العربية بل ، و أخلصوا له كل الإخلاص ، و لذلك فإنهم لم يبخلوا بجهودهم في سبيل العمل على نصرته ، و توسيع نطاق دولته ، و في سبيل هذا الهدف كان وضعهم لأسطولهم البحري تحت تصرف ، و أمر المسلمين من أجل مواصلة الفتوحات الإسلامية ، و نشر راية الإسلام .

و جدير بالذكر أنه ، و منذ بادية العصر الأموي ، و حدوث العديد من التحولات الخطيرة فيما يخص سياسة الأمويين في الحكم الأمر الذي دفع أهل عمان لكي يكونوا في مقدمة القوى التي رفضت بشكلاً صريحاً تجاوازت البيت الأموي مما نتج عنه اضطرار عدد كبير من العمانيين إلى الهجرة سواء إلى شرق أفريقيا أو إلى بعض الأماكن المتفرقة من أسيا مثال الهند ، و الصين بهدف الابتعاد عن اضطهاد بني أمية .

الأسطول البحري العماني خلال العصور الإسلامية :-
1- العهد الأموي في خلال عهد عبد الملك بن مراون :-
أراد الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق أن يقوم بإخضاع عمان ، و بالفعل دارت معركة بحرية في وادي الحطاط بين الأمويين ، و العمانيين ، و التي ما لبث أن استعاد العمانيين زمام الموقف ، و قتلوا قائد الجيش الأموي ، و لاذ من بقى حياً من جيش الأمويين بالفرار عن طريق الخليج ، و من ثم حاول الأمويين غزو عمان مرات عديدة إلى أن استطاعوا هزيمة أمامها سعيد بن عباد الجلندي ، و الذي لجأ إلى الجبل الأخضر إلي أن تمكن من حسم الصراع في البحر حيث استطاع العمانيون تدمير ، و هزيمة الأسطول في مياه عمان .

2- في عهد الدولة العباسية :- عندما قام العباسيون بنقل الخلافة الإسلامية من دمشق إلى بغداد أثر ذلك على البحرية العمانية ، و التي كانت قد وصلت إلى ذروة قوتها في خلال عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ، و كنتيجة لذلك امتنع العمانيون عن دفع الضريبة مما دفع بهارون الرشيد إلى أن يبعث بأسطولاً بحرياً ضخماً لاخضاع عمان ، و كان ذلك تحديداً في عام 187هــ / 802 هــ إلا أن البحرية العمانية تمكنت من هزيمة الأسطول البحري العباسي.

و قتلت قائده فاستشاط هارون الرشيد غضباً بل ، و أخذ يعد العدة العسكرية استعداداً لجولة أخرى إلا أن المنية قد عاجلته ، و استشرى الخلاف في هذه الفتلاة بين ولديه الأمين ، و المأمون مما نتج عنه انشغال العباسيين بأمور الخلاف على الحكم ، و بالتالي ابتعدوا عن التفكير في شئون عمان ، و من ثم نهض الإمام العماني غسان بن عبد الله البحمدي بشئون عمان ، و خصص أسطولاً بحرياً عمانياً ضخماً أخذ على عاتقه التصدي للقراصنة الهنود ، و الذين قد نشطوا ضد السفن العمانية ، و غيرها من السفن التجارية الأخرى ، و بالطبع كان العمانيون أشد خبرة من الهنود في الشئون البحرية لذا فقد نجحوا في القضاء على القراصنة الهنود بل ، و تعقبوهم إلى الشواطئ الفارسية ، و الهندية نفسها .

3- البحرية العمانية في عهد الإمام المهنا بن جيفر اليحمدي :- في هذا العهد اجتمعت لعمان القوتان البحرية ، و البرية بل ، و ازدهرت التجارة بها إلى حد كبير لدرجة أن الأسطول العماني في عهد هذا الإمام قد وصل عدد إلى ما يقارب الثلاثمائة مركباً حربياً أما في خلال عهد الإمام الصلت بن مالك هاجم الأحباش جزيرة سقطري ، و التي كانت تابعة لعمان ، و تمكنوا من قتل الوالي العماني عليها ، و كنتيجة لذللك فقد جهز الإمام الصلت إسطولاً بحرياً بلغ عدده أكثر من مائة سفينة ، و قاتل الأحباش بل ، و تعقبهم في المياه الأسيوية ، و تذكر بعض المصادر التاريخية العمانية أن الأسطول العماني في عهد الإمام الصلت قد بلغ عدده الأف ، و ثلاثمائة مركباً حربياً هذا بالإضافة إلى القوات العمانية البرية ، و التي كانت ترابط في الثغور ، و القلاع العمانية .

4- الأسطول البحري العماني ، و دوروه في التصدي للبويهيون :- في خلال عام 355 هــ ، و الموافق 965 م حاول البويهيون القيام باحتلال عمان إلا أن البحرية العمانية تمكنت من هزيمتهم شر هزيمة .

5- الأسطول البحري العماني ، و دوره في مقاومة أمير هرمز :- في خلال عام 650 هـــ / 1252 م ، و نظراً لما كان يمر به الأسطول الطماني وقتها من ضعف استغل أمير هرمز محمود بن أحمد الكوستي تلك الفرصة ، ووصل بأسطوله إلى قلهات ن و طلب من العمانيين دفع الخراج ، و عندما رفض العمانيون ذلك غضب أمير هرمز ، و قام بمهاجمة ظفار ، و نهب أموال أهلها إلا أنه لم يتمكن بشكل كامل من القضاء على الأسطول العماني ، و الذي ظل يسعى في المياه العربية ، و الدولية ، و لم يواجه منافسة قوية إلى أن ظهر البرتغاليون ، و بالتحديد في بداية القرن السادس عشر الميلادي .

6- الأسطول البحري العماني في عهد الدولة العثمانية :- لطالما حاولت القوى العثمانية ، و المماليك ، و غيرهم من القوى الأخرى ، و التي قد تضررت بشكل كبير من وجود البرتغاليين التصدي لهذه القوى الأوروبية إلا ان الأسطول البرتغالي تغلب عليهم جميعاً مما أدى تغير مسار حركة التجارة الدولية من الخليج العربي بالعلاوة إلى البحر الأحمر ، و أحداث المدن الساحلية مما أضعف العمانيين ، و أنهك أسطولهم البحري .

بالإضافة إلى اقتصادهم مما اضطرهم إلى القيام بمواجهة البرتغاليين ، و بالفعل قرر العمانيين التصدي للمعتدي البرتغالي ، و حمل راية القيادة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ، و ذلك كان بالتحديد في عام 1034 هــ / 1624 م ، و قد أتيح للإمام سيف بن سلطان فيما بعد أن يقوم بتطوير أسطوله البحري ، و منذ عام 1060 هـــ / 1650 م ، و بعد أن أستطاع تحرير مسقط من البرتغاليين استطاعت عمان أن تظهر من جديد كقوة بحرية عالمية ، و أمتد نفوذها على أثر ذلك سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية إلى ما وراء البحار .

و من ثم انتقل الصراع مع البرتغاليين إلى المحيط الهندي ، و منذ ابتداء القرن الثامن عشر وصل الأسطول البحري إلأى درجة كبيرة من القوة سواء من ناحية عدد السفن ، و كفائتها القتالية كتجهيزها بالعديد من المدافع المتطورة مما دفع بمؤرخي هذه الفترة الزمنية إلى أن يصفوا الأسطول العماني بأنه من أقوى الأساطيل في البحار الأسيوية .

7- الأسطول البحري العماني في عهد السيد سعيد بن سلطان (1804م –  1856م) :- كان الأسطول البحري العماني في هذه الفترة تحتل المرتبة الثانية بعد السطول الإنجليزي بل كانت له العديد من القواعد الرئيسية على الساحل الشرقي للخليج العربي بالإضافة إلى العديد من القواعد الاخرى على الساحل الأفريقي وصولاً إلى زنجبار .