تُعتبر رزيقة من أوائل المتمردات على الفكر البالي ، الذي يقيد من حرية المرأة ، ويرفض عملها وتعليمها ، وقد دفعت ضريبة كبيرة مقابل هذا التمرد ، وتعرضت للكثير من حملات التمرد ضدها ، لكنها بقيت ثابتة ، إلى أن أصبحت ذات مكانة كبيرة جداً في عالم الفن والإعلام .

نشأتها
وُلدت رزيقة الطارش عام 1954 ، وقد مات والدها مُبكراً ، فتجرعت مرارة اليتم ، وكفلها عمها ، وسافرت معه إلى قطر في أواخر الخمسينيات ، وتعلمت في مدارس الدوحة ، حتى وصلت إلى الصف الرابع الإبتدائي ،  وحين عادت إلى  امارة أبو ظبي ، كانت المدارس الحديثة قد تم إفتتاحها ، فقررت الإلتحاق بها لتكملة دراستها ، لكن رغبتها هذه ، قد قوبلت بالرفض من جانب خالها ، لولا موقف عمها تجاهها ، الذي أصر أن يدعمها لكي تستكمل دراستها .

كانت تقبل على التعليم بإجتهادٍ كبير ، وحب للعلم ، ولكن خالها كان دائماً ما يلوم والدتها ، بقوله هل تريدين أن تُصبح ابنتك كاتبة ، وفي اواخر الستينات ، وبينما بدأت الإمارات تتجه إلى السينما والمسرح ، كانت رزيقة في الصف السادس الإبتدائي اّنذاك ، وفي تلك الفترة ، تم إختيارها هي وستة طالبات غيرها ، للإشتراك في الإذاعة ، حيث كانت من أوائل الأطفال الذين ظهرت أصواتهم في الإذاعة ، وقد اشتركت في برنامج ابو سعد وأم سعد ، وقدمت فيه حوالي 90 حلقة .

حياتها المهنية
تولت رزيقة الطارش الكثير من المناصب ، ففي عام 1964 ، قامت بالتمثيل في برنامج المرأة ، وكان ذلك من خلال تقديمها للقصص القصيرة التي تضمنها البرنامج ، وشاركت في برنامج صواب أم صواب ، وكان يتناول هذا البرنامج قصة زوجين ، يمران بالكثير من المشاكل والقضايا ، وفي عام 1969 انضمت رزيقة إلى العمل في إذاعة أبو ظبي ، ومن هنا بدأت تظهر موهبتها الكبيرة في الإعلام .

وفي عام 1970 بدأت تدريبها على تقديم البرامج في الإذاعة ، التي قام بإفتتاحها الشيخ زايد بن سلطان اّل نهيان ، وفي عام 1971 تزوجت رزيقة ولكن ذلك لم يمنعها عن العمل ، وقد ساعدها زوجها كثيراً في تأدية عملها ، وشجعها ودعمها ، حيث كان مُتفهماً لطبيعة الرسالة التي تؤمن بها ، وفي عام 1971 بدأت أولى خطواتها نحو التلفزيون ، وكان ذلك من خلال مُشاركتها مع فرقة كويتية ، في تأدية بعض المشاهد .

وبدأت في العمل المسرحي في عام 1969 ، وشاركت في خمس مسرحيات ، وهم عريان لايث على مفضح ، الله يالدنيا ، الصبر زين ، وتب الأول تحول ، وتب أم عصفور ، وفي عام 1977 شاركت رزيقة الطارش في 3 أعمال تلفزيونية ، ومنذ عام 1980 إلى عام  2011 ، قدمت رزيقة أكثر من 32 عملاً تلفزيونياً متنوعاً .

موقفها مع أم كلثوم
في عام 1972، أثناء الإحتفالات بعيد الجلوس الخامس ، للشيخ زايد ، كانت السيدة أم كلثوم تحضر الحفل ،  وعندما رأت رزيقة ، وضعت يدها على كتفها ، وأخبرتها بأنها ليست مذيعة فقط ، بل فنانة مُتعددة المواهب .

اشهر أعمالها التلفزيونية
قدمت رزيقة الكثير من المسلسلات التلفزيونية وهم الشقيقان ، أشحفان ، الغوص ، العانس ، سيف نشوان ، مُناقصة زواج ، مواقف يومية ، حريم بوهلال ، سوالف  ، الأحمق ، عاصفة الخوف ، تصرفات خاطئة ، عتيج وعتيجة ، الندم ، غلطة عمري ، العنود ، البحر والصحراء ، حاير طاير في الجزء الثالث والخامس ، شمس القوايل ، والديا لحظة ، عندما تغني الزهور ، الفرية ، هذا ولدنا ، طماشة ، عيال بو سالم ، أبلة نوره، شعبان في رمضان ، دروب المطايا ، عجيب غريب ، طماشة ، الفلته ، سعيد الحظ .