القصائد التي تحدثت عن  الوطن  قد يكون بالفعل لها مذاق أخر لدى محبي أوطانهم وأرضهم ، وقد يكون لهذا الشعر  مفعول السحر في قلوب الشعب ذاته وليس فقط من يكتبه ، فكل شاعرا استطاع أن يكتب شعرا باسم بلاده ووطنه قد جعل لنفسه أسطورة لن تنسى على مر الزمان ، هذه هي الحقيقة فكثيرا من الشعراء ماتوا وتبقي أشعارهم ولكن شعراء الوطن سوف يظلوا خالدون بأعمالهم التي يرعاها الوطن بنفسه وذاته وشموخه ، ويذكر بذلك هذا الشعر و اسم الشاعر كلما ذكر اسم الوطن الذي لا يمكن أن ينتهي الا مع انتهاء الحياة ، واليوم معنا واحد ممن أبدعوا في الشعر الوطني وهو الشاعر الأردني ذا الأصول الفلسطينية الشاعر حيدر محمود ، اشتهر كثيرا بشعره للوطن وخاصة للوطن الفلسطيني وكذلك للوطن الأردني على السواء ، ولذلك اختارنا له أفضل القصائد التي كتبها وهي كما سوف يتم عرضها في السطور التالية .

قصيدة للعاصمة الأردنية عمان
أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين
فاهتز المجد وقبلها بين العينين
بارك يا مجد منازلها والاحبابا
وازرع بالورد مداخلها باباً بابا
وازرع بالورد مداخلها باباً بابا عمان عمان
عمان عمان
عمان اختالي بجمالك
وازدادي تيهاً بدلالك
يا فرساً لا تثنيه الريح …….سلمت لعيني خيالك
يا رمحاً عربي القامة قرشي الحد
زهر إيمانا وشهامة واكبر واشتد
وانشر يا مجد براءتها فوق الأطفال
لبست عمان عباءتها وزهت بالشال
لبست عمان عباءتها وزهت بالشال
عمان عمان
عمان عمان
عمان اختالي بجمالك وتباهي بصمود رجالك
وامتدي امتدي فوق الغيم وطولي النجم بآمالك
بارك يا مجد منازلها والاحبابا وازرع بالورد مداخلها بابا بابا

قصيدة صدقت الوعد يا ملك القلوب وهذه القصيدة قد كتبت من أجل جلالة الملك عبد الله الثاني بعد مرور عشر أعوام على تنصيبه رئيسا للأردن
صدقت الوعد يا ملك القلوب
صدقت الوعد
وصنت العهد للوطن الحبيب
وفائك كان نهر الطيب فيك
وقابله الوفاء بنهر طيب
مخارجة خطاك الى المعالي
بعزم دونه صخر الجبال
فابشر بالغد الاتي الينا
على الميعاد يا فخر الرجال
توحدنا معنا .. توحدنا معنا
شمسا وضلاااااا
وبايعنا الحمى … وبايعنا الحمى
جبلا وسهلا
هو الاردن سيف الحق فية اذا ما قال صار القول فعلا
لامتنا نذرنا كل غالي
ونحن لها قناديل الليالي
فيا ملك الندا والخير صعب
طريق المجد لكن لا نبالي
سلمت ابا الحسين لنا لواء
يضيء بنور نجمته السماء
خلقنا للعطاء فان دعينا
اليه كنت اكثرنا سخاء
صدقت الوعد
صدقت الوعد
يا ملك القلوب

القصيدة التي أبكت الملك الحسين ملك الأردن رحمه الله
مع الحُسيْنِ وُلدْنا: نَحنُ، والوطنُ
ولن يُفرِّقَنا عَنْ بَعْضِنا الزَّمنُ
تَوَحَّدَ الكُلُّ فيهِ، فَهْوَ خَافِقُنا
ونحنُ خافِقُهُ والرُّوحُ، والبَدَنُ
على خُطاهُ مَشَيْنا، والزُّنودُ على
زِنْدَيْهِ، تَحْضُنُ زِنْدَيهِ  وتُحْتَضَنُ
وَتَتَّقي مِحَنِ الدُّنيا  بِعزْمِهِما
وهل -بغيْر يَدِيهِ- تُتَّقى المحنُ؟!
وَهَلْ، الى غَيْر عَيْنيْهِ، وَهُدْبِهِما
تأوي؟! اذا عانَدَتْها رِيحُها السُّفُنُ؟!
لقد رأى دائماً، ما لا يُرى، وَلَهُ
نَبْضٌ يُحسُّ بما لا تَسْمَعُ الأُذُنُ!
وليسَ يُمنحُ سِرَّ الكَشْفِ، غَيْرُ فتىً
حُرٍّ، ومُؤتمنٍ والحُرُّ يُؤْتَمَنُ

قصيدة هو العام الجديد
هُوَ العامُ الجديدُ إذَنْ  فماذا؟!
وَراءَكِ  أَيُّها “العامُ الجديدُ”؟!
مَضَتْ كُلُّ السِنينَ  كما أَرادَتْ
فَهَلْ سَتكونُ أنتَ  كَما نُريدُ؟!
تَوَحّدتِ “الشُّعوبُ”  وَقَدْ وَصَلْنا
إلى “أَلْفٍ” وما زِلْنا نَزيدُ
وصارَ لِكُلِ “ناحيةٍ” زَعيمٌ
وصارَ لِكُلّ “ضاحيةٍ” نَشيدُ؟!
نَلومُ “يَهُودَ هذا الكَوْنِ”  لكنْ
أَظُنُّ بأننَّا نَحنُ اليّهودُ؟
فَمِنْ تِيهٍ، إلى تِيهٍ، مَضَينْا
وما زَالتْ وراءَ البِيدِ  بِيدُ!!
أَرُوني “فارِساً”  لأَقُولَ فيهِ
قصائِدَ ما لَها أبَداً حُدودُ
أرُوني “سَيّداً”  لأَصيرَ “عَبْداً”!
أَسيرُ وراءَهُ (أَناوالقُيودُّ)
وأُقْسِمُ: لا أَرى أَحَد  فَما في
صحاري أُمَّتي  إلاّ العَبيدُ؟!
هُوَ العامُ الجديدُ إذنْ  فَماذا
وراءِكَ؟! أَيُّها العامُ الجديدُ؟!
سوى الخَيبْاتِ، والَويْلاتِ، تَتْرى
“وَهُمْ” صاحونَ  لَكِنّا رُقودُ !
وكَمْ وَطَناً -سِوى ما ضاعَ منّا-
على وَشْكِ الضَّياع ولا يَعودُ؟!
كَمِ امرأَةً سَتُذْبَحُ، دُونَ ذَنْبٍ؟!
وكَمْ طِفْلاً؟! سَيَقْتُلُهُ “الجُنودُ”؟!
وكَمْ زَيْتونَةً، مٍنْ ألفِ عامٍ
زَرَعناها  سَيَقْطعهُا حَقوُدُ؟!
نَقُولُ لِكُلِّ مَنْ ذَبحوهُ: فاوِضْ!
يُفاوِضُ مَنْ، على ماذا، الفَقيدُ؟!
لَقدْ ماتَ “السَلامُ”  فَكُلَّ عامٍ
وأَنْتِ بألْفِ شَرّ  يا “عُهودُ”!
صَبَرْنا، صَبْر أَيُّوبٍ، عَلَيْنا
فَنَحْنُ عَدُوُّ أنْفُسِنا اللَّدودُ !
نَخافُ -كما الخِرافُ- مِنَ الأَعادي
وفي “أَعراسِنا” نَحْنُ الأُسودُ؟!
إذا اخْتَلَفَتْ -على لا شَيْءَ- نَفْسي
معي  يوماً، تنافَحتِ الزُّنودُ !
وَهَبتْ “داحِسٌ أُخْرى”  وَدَبَّتْ
على “عادٍ”  شَقيقتُها “ثَمودُ”!؟
دَمُ العَربيّ، ليس دماً، فَيّسْقي
إذا اسْتَسْقى شَريدٌ  أو طَريدُ !
وليس لنارِهِ نارٌ، فَتَصْحو
إذا ما أرْعَدَتْ فيها الرُّعودُ
ولكنّ الدَّمَ العَربيَّ، ماءٌ
تَجّمدَ  فَهْوَ ثَلْجٌ  أَوْ جَليدُ !
هُوَ العامُ الجَديدُ إِذَنْ  فأهلاً
بما يأْتي بِهِ “العامُ الجديدُ” !!
عَسى، ولَعلَّ، قَدْ، يا ليتَ يأتي
بما نَرْجوهُ مِنْهُ.. وما نريد؟!

قصيدة مع عبد الله يدا بيد
مع عبد الله: يدا بيد لغد نمضي.. ولبعد غد
والراية تخفق عالية بسمائك يا أحلى بلد
علم، عمل، عزم، أمل ومواسم خير تتصل
وعيون الأردن الغالي بعيون القائد تكتحل
يا نخلا عربيا أعلى من كل النخل.. ويا أغلى
قد كنت لأمتنا دوما وستبقى الخيمة، والظلا
عاهدنا الله على حبك وعلى أن نمضي في دربك
موعدنا الفجر الطالع من قلب الأردن، ومن قلبك
يا عبد الله تعيش لنا وطنا ملكا.. ملكا.. وطنا
تفديك قلوب تسكنها بالحب.. وكنت لها سكنا

قصيدة متى سيسقط المطر
سَيَسْقُطُ يَوْمَ يَسْقُطُ مانِعوهُ
فَهُمْ أصْلُ الخَرابِ وصانِعوهُ!
تَجفُّ عُيونُ ماءِ الأرضِ مِنْهُمْ
وَتَنْفِرُ مِنْ وجُوهِهِمُ الوجُوهُ!
ويوشِكُ أنْ يَسيلَ سحابُ رَبّي
ولكنْ.. حين يَلْمَحُهُمْ.. يَتُوهُ!
فيا مَنْ تَطْلبونَ الغَيْثَ قُولوا
معي: هذا هُوَ “الزَمَنُ الكَريهُ”!
يَموت “الحُُرُّ” مَقّهوراً ويحيا الْـ
مُلَوَّثُ والمُخَنَّثُ والسَّفيهُ!
وقولوا للجَراد: بأَن هذا الْـ
حِمى الغالي سَيَحْرُسُهُ بَنوهُ..
كَفى.. خَرّبتمُ الدُّنيا.. وإنّا
سَنُصْلِحُ كُلَّ ما خَرَّبْتموهُ!
فُيوضُ اللَّهِ.. سَوْفَ تَفيضُ لمَّا
يَصيحُ “أبو الحِمى”: “إنّي أبوُهُ”!*
سَتَجْري أنْهُرٌ وبِحارَ خَيْرِ
وتَسْقي كُلَّ مَنْ عَطَّشتُموهُ!
وَتُطْلِعُ أرضُنا: قَمَحْاً وَوَرْداً
وتَغّسِلُ كُلَّ ما لَوَّثْتُموهُ!
وَتَمْسَحُ عَنْ عُيونِ النّاسِ حُزّناً
بأَيّدي الفَاسدينَ.. نَسَجْتُموهُ..
دَعُونا وَحْدَنا.. فَلَقدْ تَعِبْنا
مِنَ النَّمْلِ الذي فَرَّخْتُموهُ!
وسوفَ يعودُ “شَرُّكُمو” إليكُمْ
فأنتم زارِعوهُ وحاصِدوهُ!!.

قصيدة أردن يا حبيبي
على ذرى أردننا الخصيب……..الأخضر العابق بالطيوب
الساحر الشروق والغروب……..سمعتها تقول يا حبيبي
صبية حسناء من بلادي……..سمعتها بلهفة تنادي
يا مالك الوجدان والفؤاد……..أردن ،يا أردن ،يا حبيب
روحي فدى السهول والتلال……..يا بلد الجمال والدلال
يا جنة الزيتون والدوالي……..أردن ،يا اردن ،يا حبيبي
يا حبي الكبير يا أردني……..يا دم مهجتي ونور عيني
لأجل عينيك أنا اغني……..أردن ،يا أردن ،يا حبيبي
تعيش طول العمر يا حبيبي…….. يا فارش الزهور في دروبي
يا ساكن الأرواح والقلوب……..أردن ،يا أردن ،يا حبيبي

قصيدة عن فلسطين
قَدَرُ أنْ تَسيلَ منكِ الدماءً … يا عَروساً خُطَابُها الشًهداءُ
لستِ أرْضاً، كسائرِ الأرضِ، لكنًكِ في أعينِ السًماءِ سَماءُ
من هنا تَبْدأ الطًريقُ إلى اللهِ .. وقد مَرّ مِن هنا الأنبياءُ
ويمُرّون من هنا كًلَما هَبً نسيمُ أو لاحَ منها سناءُ
ليقولوا للقادمين إلى الجَنّة، منها، بكم يطيبُ اللقاءُ
يا سخاءَ الشًتاءِ، في غَيْمِها الرًاعِفِ.. هذا هو السّخاءُ السّخاءُ
كُلًما سالَ ، قالت الأرضُ: زيدي مَطَراً فالعُروقُ فيَ ظِماءُ
مِنْ زمانٍ لم يَحْملِ الغَيْمُ غيثاً من زمانٍ ما بلَ ثَغريَ ماءُ
من زمانٍ لم يُطْلعِ الرَملُ ورداً مِنْ زمانٍ لم تُمرعِ الصَحراءُ
من زمانٍ لم تصْهلِ الخيلُ .. والنخلُ عقيمُ .. والشَعرُ والشعراءُ
لَكِ يا قُدْسُ ما يليقُ بعيْنَيْكِ من الكُحْلِ ،والدَمُ الحِنَاءُ
عَيْبُنا أنَنا عَجِزْنا عن الموتِ ولكنْ لم يَعْجَزِ الأبناءُ
فَلَقد أقبلوا ، كأنَ ‘صلاح الدينٍ’ فيهم .. وفي يديْهِ اللواءُ
وِتًنادوْا إلى الفداءِ رُعوداً وبُروقاً ..فَنِعْم نِعْمَ الفِداءُ
يا أحِبَاءَنا الذين افتَدُوْنا بِدماهُم.. ما زالَ ثَمً رجاءً
لا تُبالوا بِنا .. ولا تَسْمعوا منًا ..فكلُ الذي نَقولٌ ‘ هُراءُ’ !!
أنتمُ الرَائعونَ لا نحن .. فالقدسُ ابْتداءٌ لَدَيكُمُ ..وانْتهاءُ
ودَمٌ طاهِرٌ يسيلُ ،وأمّا عندنا فهْي دَمْعةٌ خَرْساءُ ..
أيُها الطًيٍبونَ لن تستجيب الأرض..لكنْ سَتَسْجيبُ السَماءُ